كثيراً ما نسمع ونتفاجأ بحوادث طلاق ومشاكل زوجية أو ضرب الزوجة من قبل الزوج بسبب أمور غريبة أبرزها تحدث داخل المنزل مثل تأخر تحضير الطعام، عدم غسل الملابس أو إتساخها، ونظافة المنزل وغير ذلك، وعندما يُسأل الزوج عن ذلك يقول أنه بسبب تقصيرها وإهمالها في حقوقه الشرعية، لذا تتساءل الكثير من الزوجات خصوصاً في المجتمعات العربية هل الزوجة مطالبة بخدمة زوجها، وهل هذا الشئ إلزامي أنه يكون بداعي التطوع وسب رغبتها، ولا يكون قصراً عليها، أم أن الدين الإسلامي يفرض على المراة طاعة زوجها، وهل يجب عليهم شرعا تحضير الطعام لأزواجهن أو تنظيف الملابس أو البيت، جمهور العلماء قالوا أنه لا يحق للزوج على زوجته فرض عليها مثل هذه الأمور، إلا أن تقوم الزوجة بها مختارةص دون إجبار أو إلزام، في هذا فهرس سنتعرف على الحكم الشرعي لإلزام المرأة على خدمة زوجها.
هل يلزم المراة خدمة زوجها

اختلف الفقهاء في وجوب خدمة الزوجة لزوجها، حيث ذهبوا إلى أنه لا يجب عليها ذلك، وذهب بعض أهل العلم إلى الوجوب، وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية، أنه لا خلاف بين الفقهاء في أن الزوجة يجوز لها أن تخدم زوجها في البيت، سواء أكانت ممن تخدم نفسها أو ممن لا تخدم نفسها، إلا أنهم اختلفوا في وجوب هذه الخدمة، فذهب فهرس ” الشافعية والحنابلة وبعض المالكية ” إلى أن خدمة الزوج لا تجب عليها لكن الأولى لها فعل ما جرت العادة به .
حكم خدمة الزوجة لزوجها

أما الحنفية فقد ذهبوا إلى وجوب خدمة المرأة لزوجها ديانةً لا قضاءً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قَسَّم الأعمال بين علي وفاطمة رضي الله عنهما ، فجعل عمل الداخل على فاطمة ، وعمل الخارج على علي، ولهذا فلا يجوز للزوجة عندهم أن تأخذ من زوجها أجرا من أجل خدمتها له .
بينما ذهب جمهور المالكية وأبو ثور، وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو إسحاق الجوزجاني، إلى أن على المرأة خدمة زوجها في الأعمال الباطنة التي جرت العادة بقيام الزوجة بمثلها، لقصة علي وفاطمة رضي الله عنها، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم قضى على ابنته فاطمة بخدمة البيت، وعلى علي بما كان خارج البيت من الأعمال، ولحديث ” لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولو أن رجلا أمر امرأته أن تنقل من جبل أحمر إلى جبل أسود، ومن جبل أسود إلى جبل أحمر لكان نولها حقها أن تفعل، وقال الجوزجاني ” فهذه طاعته فيما لا منفعة فيه فكيف بمؤنة معاشه ”
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر نساءه بخدمته فيقول: يا عائشة أطعمينا، يا عائشة هلمي المدية واشحذيها بحجر، وقال الطبري: إن كل من كانت لها طاقة من النساء على خدمة بيتها في خبز، أو طحن، أو غير ذلك أن ذلك لا يلزم الزوج، إذا كان معروفا أن مثلها يلي ذلك بنفسه “.