ملازمة المسجد لانتظار الصلاة ، أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال: (لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة، وتقول الملائكة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، حتى ينصرف أو يحدث)، وهذا الحديث فيه توضيح لأجر منتظر الصلاة بعد الصلاة وتوضح المسألة فيما يلي.
ملازمة المسجد لانتظار الصلاة

إن في هذا العمل فضل كبير وفي الحديث المتقدم فضلان لمنتظر الصلاة ألا وهما أن العبد في صلاة حتى لو أنهى صلاته ما دام منتظر الصلاة التي تليها حتى ينصرف أو يحدث والفضل الثاني هو استغفار الملائكة له وترحمهم عليه وهنا فلنتأمل قول الله تعالى : ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103]. لنعلم أن في هذه الآية أمر بالصلاة وأمر بذكر الله تعالى على أي هيئة سواءً قياما أو قعودا أو على الجنب لتعلموا كم أجر إنتظار الصلاة بعد الصلاة ذاكرين الله تعالى.
هذا ونذكركم بحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أمور عظيمة لو حافظنا عليها ما بقي من ذنوبنا شئ فعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أتاني ربي في أحسن صورة، فقال: يا محمد، قلت: لبيك رب وسعديك، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: ربِّ لا أدري، فوضع يده بين كتفيَّ فوجدت بردها بين ثديي، فعلمت ما بين المشرق والمغرب، فقال: يا محمد، فقلت: لبيك رب وسعديك، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الدرجات، والكفارات، وفي نقل الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في المكروهات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، ومن يحافظ عليهن عاش بخير، ومات بخير، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه)) وبهذا نختم مقالنا والله ولي التوفيق والسداد.