آيات المواريث في القرآن مثال على الدليل الفقهي التفصيلي، إن فقه المواريث هو من فقه المواريث الذي يهتم بدراسة الميراث وكيفية توزيعه بحسب ما ذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث إن سورة النساء قد إشتملت على كيفية توزيع الميراث لإبطال كل طرق توزيع الميراث التي كانت موجودة في الجاهلية، وذكرت العديد من الآيات القرآنية آيات المواريث في القرآن هو مثالُ على الدليل الفقهي التفصيلي.
فقه المواريث
إن فقه المواريث يجمع كل المواضيع المتلعقة بالتركات وأركانها وشروطها وأسبابها وأنواعها، كما يدرس علم المواريث قسمة التركات، وغيرها من الأمورة المتعلقة بالميراث وكيفية توزيعه، حيث إن العادات الجاهلية كانت توزع الميراث على أساس الأقوى هو من يستولي على غالبية التركة كما كانت تظلم النساء في توزيع الميراث فالمرأة زوجة الميت أو أمه أو أخته أو إبنته لا ترث، كما أن الأطفال لا يرثون وبذلك كانت تضيع الحقوق، ولذلك قام الدين الإسلامي بوضع أسس للميراث حيث خصص فرع كامل من فروع علم الفقه لدراسة المواريث وتفاصيلها وسمي بفقه المواريث، حتى يأخذ كل ذي حق حقه على أساس الدين الإسلامي السليم، فآيات القرآن الكريم التي توضح توزيع التركة كانت تفصيلية حتى لا تترك مجال للظلم.
Last Will And Testament With Money And Planning Of Inheritanceآيات المواريث في القرآن مثال على الدليل الفقهي التفصيلي
في سورة النساء فصل القرآن الكريم المواريث في آيات مخصصة لها تشرح بالتفصيل كيفية توزيع الميراث على أهل الميت بعد وفاته وما هو نصيب كل شخص في التركة وكيف يمكنهم التصرف بها، ومن آيات المواريث في القرآن:
- قال تعالى:”لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً{7} وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا {8}”[7-8: النساء]، حيث توصح الآية السابقة الأشخاص الذين لهم حق في تركة الميت بعد وفاته.
- قوله تعالى: “يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آَبَاؤُكُمْ وَأبناؤكم لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا”[11: النساء].
- قوله تعالى: “وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أزواجكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ”[12: النساء].
Property law concept. Key from real estate and gavel.
الميراث في القرآن الكريم
إن سورة النساء نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في وقت كانت عادات الجاهية ظالمة في توزيع الميراث في حق المستضعفيين ولذلك أتت هذه الآيات لتشرح للمؤمنين كيفية توزيع تركة الميت بالشكل الصحيح على الأشخاص الذين لهم الحق من تركة و ورثة الميت وأقربائه ونصيب كل واحد منهم، لتقطع الظلم الذي كان واقعاً على الناس في توزيع تركة الميت قبل قدوم الإسلام.