انتشرت بين القبائل حروب طويلة في شبة الجزيرة العربية قبل الإسلام

انتشرت بين القبائل حروب طويلة في شبة الجزيرة العربية قبل الإسلام، قد خاضتها بعض القبائل لأسباب دونها المؤرخون، فكانت القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية يحكمها عنصر القوة، فالقبيلة القويّة هي التي تغزو القبيلة الأضعف، وتستولي على خيراتها وغنائمها وممتلكاتها وتشرّد أبناءها، وعند طرح سؤال يقول: أنه قد انتشرت بين القبائل حروب طويلة في شبة الجزيرة العربية قبل الإسلام، فماهي هذه الحروب، في هذا الحين يجدر بنا أن نتحدث عن أهم هذه الحروب التي خاضها العرب في الجاهلية.

حروب القبائل في الجزيرة العربية

حروب القبائل في الجزيرة العربية
حروب القبائل في الجزيرة العربية

قديماً، خاضت العديد من القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية حروباً عدة ضد قبائل أخرى، فنهبتها واستولت على كل ما لديها، وهناك حروب دامت لسنوات وعقود طويلة وراح ضحيتها آلاف الشباب والنساء والأطفال، إذاً إجابة السؤال المطروح هي إجابة صحيحة، فقد انتشرت بين القبائل في شبه الجزيرة العربية حروب طويلة في الجاهلية، والآن سنورد في حديثنا أهم الحروب  التي خاضتها القبائل العربية في الجاهلية.

حرب البسوس

حرب البسوس
حرب البسوس
  • هي حرب نشأت بين تغلب بن وائل، وبين قبيلة بني شيبان، وذلك بعدما قتل الجساس بن مرة الشيباني كليب بن ربيعة التغلبي، ثأراً لخالته البسوس، حيث أن كليب كان قد قتل ناقةً كانت لجارها سعد بن شمس الجرمي.
  • وسبب نشأتها أن كليب بن ربيعة التغلبي كان سيد قبائل معد وملكاً عليهم ثم بغى عليهم وظلمهم،فكان لا تورد إبل أحد مع إبله، ولا تشعل نار مع ناره، وكانت بنو شيبان وبنو جشم بن تغلب بن وائل متجاورين في الديار، وكانت البسوس بنت منقذ التميمية قد حلت في بني شيبان عند جساس وكانت خالته، وكان مع البسوس جار لها اسمه سعد بن شمس الجرمي، وكانت له ناقة اسمها سراب، فمرت إبل لكليب بسراب وهي معقولة (مربوطة)، فلما رأت الناقة الإبل نازعت عقالها حتى قطعته وتبعتها فاختلطت الإبل ببعضها، فحينما رآها كليب بين الإبل لم يعرف إبله، فرماها بسهم في ضرعها فنفرت، فلما رآها الجرمي ذهب فحدث البسوس فصاحت قائلة: واذلاه ! واجاراه !» وأنشدت عدة أبيات تحكي فيها لوعتها.
  • فلما سمعها الجساس  غضب وركب فرسه ولحق به عمرو بن الحارث الشيباني حتى دخلا على كليب، فقال جساس لكليب: أيا أبا الماجدة، عمدت إلى ناقة جارتي فعقرتها، فقال له كليب: “أتراك مانعي إن أذب عن حماي؟”، فغضب جساس فضرب كليب وقطم صلبه، ثم جاء عمرو فطعن كليباً من خلفه فقطع بطنه حتى وقع كليب وهو يقول لجساس: “أغثني بشربة من ماء”، فقال له جساس: “هيهات، تجاوزت شبيثاً والأحص”.
  • ثم ارتحل بنو شيبان حتى نزلوا بماء يقال له: النهى، فجاءهم المهلهل بن ربيعة وقد جمع إليه قومه من تغلب، وأرسل رجالاً إلى مرة بن ذهل الشيباني والد جساس فقالوا له: “إنكم أتيتم عظيماً بقتلكم كليباً بناب من الإبل، فقطعتم الرحم، وانتهكتم الحرمة، وإنا كرهنا العجلة عليكم دون الإعذار إليكم. ونحن نعرض عليكم خلالا أربع لكم فيها مخرج، ولنا مقنع”، فقال: “وما هي؟”، فقالوا: “أن تحيي لنا كليباً، أو تدفع إلينا جساساً قاتله فنقتله به، أو هماماً فإنه كفء له، أو تمكننا من نفسك فإن فيك وفاء من دمه”، فقال لهم: “أما إحيائي كليبا فهذا ما لا يكون، وأما جساس فإنه غلام طعن طعنة على عجل ثم ركب فرسه فلا أدري أي البلاد احتوته، وأما همام فإنه أبو عشرة وأخو عشرة وعم عشرة كلهم فرسان قومهم، فلن يسلموه لي فأدفعه إليكم يقتل بجريرة غيره، وأما أنا فهل هو إلا أن تجول الخيل جولة غداً فأكون أول قتيل بينها، فما أتعجل من الموت، ولكن لكم عندي خصلتان: أما إحداهما، فهؤلاء بني الباقون فعلقوا في عنق أيهم شئتم، فانطلقوا به إلى رحالكم فأذبحوه ذبح الجزور، وإلا فألف ناقة سوداء المقل أقيم لكم بها كفيلاً من بني وائل“.
  • فغضبوا منه وقالوا: “لقد أسأت، ترذل لنا ولدك وتسومنا اللبن من دم كليب“.
  •  فلحقت الجليلة بنت مرة الشيبانية بأهلها، ودعت تغلب قبائل النمر بن قاسط وغفيلة بن قاسط فانضموا لها، وأما بنو شيبان فاعتزلت عنهم قبائل بكر بن وائل وكرهوا مساعدتهم وأعظموا قتل جساس كليباً بناقة فارتحلت عنهم بنو عجل وكفت عن نصرتهم بنو يشكر.
  • وهكذا استمرت الحرب أربعين عاماً كما أورد المؤرخون.

فبالطبع قد انتشرت بين القبائل حروب طويلة في شبة الجزيرة العربية قبل الإسلام، فكانت القبائل تثأر لقتلتها، وتنهب خيرات القبائل المستضعفة، وتأسر رجالها، وتقتل فرسانها، وتُيتم أطفالها، وتُرمل نساءها، وهناك حروب طالت فاستمرت عشرات الأعوام، مما زاد الحقد وسفك الدماء بين القبائل المتعادية.

 

 

Scroll to Top