الحكمه من اباحه الصيد، سؤال تم طرحه منهاج التربية الإسلامية في المملكة العربية السعودية، وهو سؤال ذو أهمية كبيرة، كون المسلم يبحث دائماً عن العلة من الأحكام الشرعية التي نص عليها الدين الإسلامي، فكل حكم شرعي له سبب، فالله لم بأمرنا بشيء إلا وفيه فائدة لنا، ولم ينهانا عن شيء إلا وفيه ضرر وأذى لنا، ونحن في هذا المقال سنتحدث عن الحكمه من اباحه الصيد، أي لماذا شرع الله للإنسان الصيد، وما الحكمة من هذا التشريع، وما شروط الصيد التي يجب الالتزام بها.
ما الحكمة من إباحة الصيد

- الحكمه من اباحه الصيد، أولاً الصيد هو ما يتمّ صيده سواء كان حيواناً برياً، أو متوحشاً، أم حيواناً مائياً، ما لم يكن هذا الحيوان مملوكاً لأحد، والصيد هو نوعٌ من أنواع الانتفاع بما قد خلقه الله تعالى، وسخّره لعباده، فينتفع الإنسان بأكله، أو يستخدم جلده كما في الصناعة وغير ذلك من استخدامات في حياته اليومية، وقد كان العرب وغيرهم من الأمم يهتمون بشكل كبير بالصيد، فكان هو المصدر الأساسي لطعامهم ومعيشتهم ورزقهم، لذلك عندما جاء الإسلام اهتم به واعتنى به، وحلل الصيد تحت شروط يجب الالتزام بها.
- والأصل في صيد البر الإباحة إلا لمن أحرم بالحج أو العمرة، أو كان في حدود الحرم ، ولو لم يكن مُحرماً، وأما صيد السمك وغيره من صيد البحر، فمباح دائماً للمحرم وغيره.
- الحكمة من مشروعية الصيد هي كما يلي:
1- شرع الله سبحانه وتعالى الذبح في الإسلام، وبالإضافة للذبح أباح وشرع الصيد، والحكمة من كل ذلك؛ أنّ هناك الكثير من الحيوانات التي استطابتها العرب واعتادت أكلها منذ القدم، وسمحت الشريعة الإسلامية بصيدها وأكلها، ولكن بعضاً من هذه الحيوانات يعتبر وحشياً، فيصعب الإمساك به وذبحه، لأجل ذلك يسر الله سبحانه وتعالى على المسلمين طرقاً للحصول على هذه الحيوانات، حتى ينتفعوا بها في مأكلهم وملبسهم، وذلك عن طريق الصيد والقنص، وكل ذلك من باب رحمة الله عز وجل بعباده والتسهيل والتخفيف عنهم في أمور حياتهم.
2- والدليل على مشروعية الصيد من القرآن الكريم قوله تعالى: “أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ”، وقوله أيضاً: “وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا”.
3-والحكمة من إباحة الصيد للمسلمين هو لحاجة الناس لصيد الحيوانات، وخاصّة الحيوانات التي يصعب على الأفراد شراؤها إن كانت غالية الثمن، وفي بعض الحالات فإنّ الصيد يكون الوسيلة الوحيدة فقط التي تمكن الإنسان من الحصول على مأكله، ولذلك فهو مباح شرعاً إن تمّ الإلتزام بشروطه.
شروط الصيد:

- أن يكون عاقلاً ومميزاً، وذلك لأن الصبي غير العاقل ليس أهلاً للتذكية، وليس أهلاً للاصطياد ولأن الصيد يحتاج إلى القصد والتسمية وهما لا يصحان ممن لا يعقل.
- أن يكون حلالاً، فإن كان الشخص محرماً في حج أو عمرة، لم يؤكل ما صاده بل يكون ميتة.
- أن يكون ممن تحل ذبيحته، أي مسلم أو كتابي، فلا يحل صيد المشرك والمجوسي والشيوعي الملحد والمرتد، وكما لا يحل صيد تارك الصلاة، ولا تحل ذبيحته لأنه كافر مرتد .
- ويشترط في الصائد أن يسمي فيذكر اسم الله تعالى عند الرمي والصيد، لقوله تعالى: “فكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ”.
- ويجب في الصائد أن يقصد برميه صيد ما هو مباح صيده، أما إن رمى سهماً على حيوان مستأنس أو حجر، فأصابت صيداً لم يحل صيده.
- ويشترط في المصيد أن يكون حيواناً مأكول اللحم أي حلالاً.
- وكما يشترط في المصيد أن يكون حيواناً متوحشاً ممتنعاً عن الإنسان، وتقصد بالتوحش هو أنه لا يمكن أخذه إلا بحيلة.
- أما مصيد البحر فلا يشترط فيه شيء مما ذكرناه في الأعلى، فيجوز صيد وأكل جميع حيوانات البحر، لقوله عز وجل: (أُحِل لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ)، فيحل أكل جميع حيوانات البحر التي تعيش في الماء، حيها وميتها.
- ويجب أن يلتزم السائد باستخدام السكاكين الحادًة، أو السيوف، أو الرماح.
- وأن تكون الحيوانات المصطادة من جوارح الطير أو سباع البهائم، لقوله تعالى: “{وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْه”.
- يجب أن يقطع الجرح في الصيد ما لا يقل عن ثلاثة من القصبة الهوائية والمريء والأوعية الدموية التي على جانبي الحلق.
- يجب عدم قطع الحبل الشوكي للحيوان.
- يجب معاملة الحيوانات معاملة جيدة قبل قتلها وعدم تعذيبها.
- يجب ألا ترى الحيوانات المصطادة قتل حيوانات أخرى أمام عينيها.
- يجب أن تكون شفرة السكين أو السيف خالية من الشوائب التي قد تمزق الجرح.
هكذا نكون قد أجبنا عن السؤال المطروح وهو : الحكمة من اباحة الصيد، وقد تحدثنا بتفصيل عن الصيد، وحكمه الشرعي، وشروط الصيد بالنسبة للمصيد والصائد، وكل هذا من أجل أن يدرك الطالب دينه الإسلامي الذي سخر له كل ما فيه نفع وخير له في دينه ودنياه، ليشكر الله عز وجل على نعمه اللامتناهية.