ماهي دورة الماء في الطبيعة، هل سبق أن طُرح عليك هذا السؤال من قبل في مادة العلوم، بالتأكيد ستقول نعم، فكلٌ منا من المهم جداً أن يتعرف على دورة حياة الماء في الطبيعة والمراحل التي يمر بها الماء، والآن سنتحدث عن هذا الموضوع بشكل مفصل، لضرورة هذا الموضوع بالنسبة للطالب عند دراسته لمادة العلوم، فعندما يُطرح عليك سؤال يقول: ماهي دورة الماء في الطبيعة، حينها ستستذكر أنك قد قرأت هذا المقال من قبل.
دورة الماء في الطبيعة

- دورة الماء في الطبيعة تعرف بأنها أنها سلسلة طبيعية من العمليات المتلاحقة والمرتبطة، والتي من خلالها يتم إعادة تشكيل الماء من خلال تغير حالاته الفيزيائية من صورة إلى صورة أخرى، وهذا التغيير يضمن في الحالة الفيزيائية انتقاله من سطح الكرة الأرضية إلى الجو، وإعادته إلى سطح الأرض مرة أخرى ثم تخزينه في باطن الأرض، وهناك العديد من المراحل التي تحدث من أجل إتمام مراحل حياة ودورة الماء في الطبيعة، والتي سنتحدث عنها بعد قليل.
- للشمس دور مهم وفي هذه العملية، حيث تعمل الشمس على إذابة الجليد وتحويله من الحالة الصلبة إلى الحالة السائلة بفعل الطاقة الحرارية الناتجة عن أشعة الشمس.
- كما تتم عملية تبخير المسطحات المائية من خلال الطاقة الحرارية لأشعة الشمس، بحيث يتحول الماء من الحالة السائلة إلى الحالة الغازية، ثم يرتفع إلى طبقات الجو العليا مشكلاً السحب والغيوم، بالإضافة إلى وجود عمليات النتح التي يتم فيها تبخير الماء من أوراق النباتات وتحويله إلى الحالة الغازية.
- كما ويسهم عامل تباين درجة الحرارة وسرعة الرياح واختلاف الضغط الجوي في تشكيل الكتل الهوائية، وحدوث المنخفضات الجوية التي بواسطتها تحدث عملية الهطول المطري من خلال تكاثف السحب، حيث يتجمع الماء المتبخر على شكل سحب، حتى يتحول من الحالة الغازية إلى الحالة السائلة مرة أخرى.
- ثم بعد أن يصل الماء إلى سطح الأرض يتم تخزينه في باطن الأرض على شكل مياه جوفية، بحيث تستفيد النباتات من مياه الأمطار في عملية البناء الضوئي، ثم يتبخر الماء بعد ذلك مرة أخرى حتى يصل إلى طبقات الجو العليا، فتهطل الأمطار بعد ذلك لتكتمل مراحل دورة حياة الماء في الطبيعة.
أهمية الماء

- يعتبر الماء عصب الحياة على سطح كوكب الأرض، حيث تشكل نسبة الماء حوالي 70% من سطح الأرض.
- تتواجد المياه في المحيطات والبحار والأنهار والبحيرات والينابيع، فتزدهر الحياة وتنمو في أي مكان فيه ماء فلا حياة بدون ماء، وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ}، فلا يمكن لأي كائن حي العيش على هذا الكوكب بدون أن يحصل على الماء .
- كما يحافظ الماء على مناخ كوكب الأرض من التغيرات المفاجئة.
- وتتعدد استخدامات الماء في أغراض الحياة المختلفة فهو أساس الزراعة والصناعة.
- يساهم الماء في توفير الطعام للكائنات الحية.
- كما أن الماء يعتبرمصدراً من مصادر الطاقة الطبيعية المتجددة، حيث يعمل على توليد الطاقة الكهرومائية من خلال الشلالات والأنهار والمحيطات.
مراحل دورة الماء في الطبيعة

يمر الماء في الطبيعة بأربع مراحل رئيسية وهي كما يلي:
1- عملية التبخير
التبخير هي أول المراحل الرئيسية في دورة حياة الماء، ومن خلالها تنتقل جزيئات الماء من سطح الماء للغلاف الجوي، فعندما يكون لديها طاقة حركية يُسمح لها بالانفصال عن بعضها البعض فتتغير من حالتها السائلة إلى الحالة الغازية على هيئة بخار ماء، وتأتي من حرارة الشمس وتكون هي بمثابة المسئول الأول عن تكسر جزيئات الماء وانفصالها عن بعضها البعض ويحدث التبخير عند 100 درجة مئوية أي ما يعادل 212 فهرنهايت، والجدير بالذكر أن هذه العملية تتأثر بالرطوبة ودرجة الحرارة وسرعة الرياح، ومن أهم مصادر بخار الماء هي المحيطات، وكذلك يلعب الثلج دوراً كبيراً في زيادة نسبة بخار الماء وتحوله إلى الحالة الغازية، كما أنه من الممكن أن يحدث التبخير في التربة وفي الغطاء النباتي، وأهمية هذا البخار تتمثل في أنه يشكل أحد العوامل الأساسية لتشكيل الرطوبة وتكوين الغيوم والضباب وهطول الأمطار.
2- عملية التكاثف
وهي العملية التي يتحول فيها بخار الماء من حالته السائلة إلى حالته الغازية، ثم يتحول إلى ماء على سطح الكرة الأرضية مرة أخرى، وهذه المرحلة تعتبر عكس المرحلة السابقة ، فهي تحدث عندما يمتلئ الغلاف الجوي بجزيئات بخار الماء، ثم يصب إلى حالة من الإشباع، فتختلط حينها كل الكتل الهوائية، ثم يصعد بخار الماء إلى الهواء، ثم تسخّن الشمس الهواء القريب من سطح الأرض، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة، فيصبح الوزن خفيفاً، وعندما يرتفع إلى الأعلى يلتقي مع الهواء البارد فيحدث التكاثف الذي يشكل السحب والغيوم.
3- عملية هطول الأمطار
بعدما تتشكل السحب والغيوم في المرحلة السابقة، يتم هطول الأمطار، وعندما يصل بخار الماء إلى درجة مناسبة تتكون الثلوج ويحدث هطول للثلج، ويتساقط البخار على شكل أمطار تُكون النواة التي تشكل قطرة المطر، وتتشكل القطرات لتشكل السحب ولكنها لا تسقط بشكل مباشر بسبب الهواء الصاعد الذي يرفعها نحو الأعلى، فيمنع من هطول الأمطار ولكن عند امتلاء السحب بقطرات الماه واتحاد القطرات مع قطرات أكبر لا تتحمل السحابة الماء فيؤدي ذلك إلى هطول الأمطار.
4- عملية الجريان
بعد هطول الأمطار على سطح الكرة الأرضية تتوزع هذه الأمطار، فبعضها يتبخر مرة ثانية، والبعض الآخر تمتصه النباتات وبعض من الأمطار تمتصه التربة فيتحلل ويشكل فيما بعد المياه الجوفية، والجزء المتبقي من مياه الأمطار يجري على سطح الأرض، ويتم صبه في البحار والمحيطات والأنهار.
هكذا نكون قد انتهينا من الحديث عن دورة المياه في الطبيعة، فهي تمر بأربع مراحل وهي: التبخير والتكاثف والهطول وأخيراً الجريان، وبهذا أجبنا عن السؤال الذي يقول: ماهي دورة الماء في الطبيعة.