ودع هريرة ان الركب مرتحل شرح

ودع هريرة ان الركب مرتحل شرح، وهو نص ودع هريرة أو معلقة الأعشي وهي من المعلقات المهمة جدا الموجودة في اللغة والمليئة بالبلاغات، والصور البلاغية، ومليئة بالمفردات اللغوية، وغنية بالمعاني الجميلة، ويعتبر الأعشي شاعر جاهلي من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية، ولقب بالأعشي بسبب ضعف نظره، حيث أن الأعشي في اللغة هو الذي لا يرى ليلا، ويقال عنه الأعشي الأكبر، وكنيته الأعشي، وعاش عمرا طويلا وأدرك الإسلام ولكن لم يسلم وبقي كافرا، وأصيب بالعمى في أواخر عمره وولد وتوفي في قرية منفوحة الموجودة باليمامة وفي هذه القرية يوجد بيته وقبره أيضا.

وكان الأعشي كثير الوفود على الكثير من العرب والفرس، وبالتالي نلاحظ الكثير من المصطلحات الفارسية في شعره، ولا يوجد أحد قبل الأعشي أكثر شعرا منه، حيث كان متميز بشعره الجميل وألفاظه الصعبة، ولقب الأعشي بصناجة العرب لأنه كان يغني شعره، ويعتبر أحد الأعلام من شعراء الجاهلية وفحولهم، وتقدم على سائرهم في الشعر، وسُئل يونس عن أشعر الناس فقال:(امرؤ القيس اذا ركب، والنابغة اذا رهب، وزهير بن أبي سلمى اذا رغب، والأعشي اذا طرب).

معلقة الأعشي (ودع هريرة ان الركب مرتحل)

معلقة الأعشي (ودع هريرة ان الركب مرتحل)
معلقة الأعشي (ودع هريرة ان الركب مرتحل)

معلقة الأعشي هي من أشهر المعلقات للاعشي في زمنه وهي:

ودع هريرة إن الركب مرتحل
وهل تطيق وداعاً أيها الرجل
غراء فرعاء مصقول عوارضها
تمشي الهوينا كما يمشي الوجى الوحل
كأن مشيتها من بيت جارتها
مر السحابة لا ريث ولا عجل
ليست كمن يكره الجيران طلعتها
ولا تراها لسر الجار تختتل
يكاد يصرعها لولا تشددها
إذ تقوم إلى جاراتها الكسل
صدت هريرة عنا ما تكلمنا
جهلاً بأم خليد حبل من تصل
أم إن رأت رجلاً أعشى أضر به
ريب المنون، ودهر مفند خبل
قالت هريرة لما جئت زائرها
ويلي عليك وويلي منك يا رجل
يا من رأى ععارضاً قد بت أرقبه
كأنما البرقق في حافاته الشعل
لم يلهني اللهو عنه حين أرقبه
ولا اللذاذة من كأس ولا الكسل
فقلت للشرب في درني وقد ثملوا
شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل
برقاً يضيء على أجزاع مسقطة
وبالخيبة منه عارض هطل
وبلدة مثل ظهر الترس موحشة
الجن في الليل في حافاتها زجل
جاوزتها بطليح جسرة سرح
في مرفقيها إذا استعرضتها فتل
إما ترينا حفاة لا نعال لنا
إنا كذلك ما نحفى وننتعل
وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني
شاوٍ مشل مشلول شلول شلشل شول
في فتية كسيوف الهند قد علموا
أن ليس يدفع عن ذي الحيلة الحيل
من كل ذلك يوم قد لهوت به
وفي التجارب طول اللهو والغزل
نحن الفوارس يوم الحنو، ضاحية
جنبي فطيمة لا ميل ولا عزل
قالوا: الركوب؟ فقلنا تلك عادتنا
أو تنزلون فإنا معشر نزل

شرح المعلقة

شرح المعلقة
شرح المعلقة

يعتبر الأعشي هو اول من انتجع بشعره وفي شعره كان يمدح لطلب المال ولم يكن الأعشي يمدح قوما الا رفع هذا القوم وجعله فخرا للاقوام الأخرى وذلك بسبب قوة شعره، ولم يهج قوما الا وجعلهم من أدنى الناس، وقام بوصف الخمر في معظم أشعاره، وفي المعلقة السابقة يقول الاعشي:

 

ان هريرة قينة كانت لرجل من آل عمرو بن مرثد وأهداها الى قيس بن حسان بن ثعلبة بن عمرو بن مرثد، وتكلم عن الركب حيث أنها لا تستعمل الا للإبل، وعندما قال هل تطيق وداعا يقصد أنك تفزع إن ودعتها، ومعنى الغراء في المعلقة هي البيضاء الواسعة الجبين، أو انه قال الغراء البيضاء النقية والفرعاء الطويلة أي صاحبة الشعر الطويل، ومعنى تمشي الهويني أي انها تمشي على رسلها، والوجي يشتكي حافره وهو مع ذلك وحل وأشد عليه، وقوله مر السحابة أي تهاديها كمر السحابة وهذا الوصف يتعلق بالنساء، واستخدم كلمة الحلي جمعا والوسواس هو جرس الحلي حيث شبه صوت الحلي بصوت خشخشة العشرق على الحصباء، وهذا شرح مختصر لبعض الكلمات الموجودة في المعلقة، وأما السبب وراء كتابة الأعي للمعلقة السابقة هي أنه بينما كان في طريقه الى اليمن لكي يزور قيس بن معد يكرب، وقد حل عليه الظلام وبدأ المطر بالهطول وكان غزيرا جدا، فبدأ الأعشي بالبحث عن مكان ليحتمي به من المطر ويمضي به ليلته حتى يأتي الصباح، وبينما كان يبحث عن مكان ليحتمي به رأى من بعيد بيتا من الشعر فإتجه الاعشي نحو هذا البيت ولما وصل البيت وجد شيخ كبير وله وجه مشوه وله لحية بيضاء كثيفة، فقام الاعشي بإسئذانه للدخول الى بيته فقام الشيخ وأدخله الى الخيمة الذي كان يجلس فيها، ولما جلس هو والشيخ سأله الشيخ عن المكان الذي يتجه اليه فرد عليه الاعشي أنه في طريقه الى قيس بن معد يكرب في اليمن، فرد عليه الشيخ وسأله بأنه اذا كان الأعشي هو من مدحه بقصيدة من قصائده، فرد الأعشي نعم، فبدأ الشيخ بذكر القصيدة التي كتبها الاعشي للمدح وبعد الانتهاء قام الأعشي وقال القصيدة السابقة وهي معلقة ودع هريرة ان الركب مرتحل.

وبهذا نكون قد عرفنا أحد اهم الشعراء الجاهليين في العصر الجاهلي، والذي يعتبر من أهم الشعراء وأكثرهم فصاحة ولغة، ومن اهم معلقاته هي معلقة الأعشي وهي ودع هريرة ان الركب مرتحل، ونعتبر هذه المعلقة من أهم المعلقات والاشعار التي قام الأعشي بكتابتها في حياته كلها، ولاقت الكثير من الاقبال والتقدير بسبب جمالها وجمال الالفاظ اللغوية فيها، وبالتالي عرفنا ودع هريرة ان الركب مرتحل شرح.

 

Scroll to Top