مما يدل على بشرية النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، النبي محمد صل الله عليه وسلم خاتم المرسلين والأنبياء، ادعى البعض أنه نور من نور الله تعالى، فهذا الأمر مرفوض بشدة، وذلك لأن سيدنا محمد بشر مثلنا أرسله الله لهداية الناس وعبادة الله وحده، حتى أنه الكافرون أنكروا على الرسل بما فيهم سيدنا محمد أمر النبوة لأنهم بشر مثلنا، وقد ذكر الله تعالى في أكثر من موضع في القرآن الكريم بشرية الرسل جميعاً وخاصة خاتم المرسلين سيدنا محمد، فقال تعالى: “قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ”.
مما يدل على بشرية النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته
النبي محمد صل الله عليه وسلم بشر كان يأكل ويشرب مثلنا، ويمشي في الأسواق، ويصلي الصلوات ويعلمها للمسلمين، وقد وافته المنية ودفن تحت الثرى كأي إنسان خلقه الله تعالى، ومما يدل على بشرية النبي محمد صل الله عليه وسلم في صلاته المواقف التالية:
- نسيان عدد الركعات في الصلاة: عن ابن مسعود (رضي الله عنه) قال: صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الظهر خمسًا، فلما سلَّم قلنا: يا رسول الله؛ أَزِيد في الصلاة؟ فقال: «وما ذاك ؟» قالوا: صليت خمسًا، فقال: فثنى رجله واستقبل وسجد سجدتين، ثم سلَّم، وقال: «إنما أنا بشر مثلكم أتذكَّر كما تذكرون، وأنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكِّروني، وإذا شكَّ أحدكم في صلاته فليتحرَّ الصواب فليبنِ عليه ثم يسجد سجدتين».
- أمر النسيان فيما يتعلق في الصلاة في أمر الطهارة: فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: «أُقيمت الصلاة، وعُدِّلت الصفوف قيامًا، فخرج إلينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما قام في مصلاه ذكر أنه جُنُب، فقال لنا: مكانَكم، ثم رجع فاغتسل ثم خرج إلينا ورأسه يقطر، فكبَّر فصلينا معه».
- الصلاة في غير أوقات الصلاة: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أن النبي صلى بالمدينة سبعاً وثمانياً، الظهر والعصر، المغرب والعشاء.
- تأخير الصلاة عند السفر والجمع بين الصلوات: وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: ” رأيت رسول الله صل الله عليه وسلم إذا أعجله السير في السفر يؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء”.
- “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس حية” رواه البخاري.
- الالتزام بأوقات الصلاة: وفي الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة، والعصر والشمس نقية، والمغرب إذا وجبت، والعشاء أحياناً وأحياناً، إذا رآهم اجتمعوا عجل، وإذا رآهم أبطأوا أخر، والصبح كانوا أو كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها بغلس” .
النبي صل الله عليه وسلم قدوة المسلمين، فهو بشر خلقه الله من طين ودفن تحت الثرى، ويبعث يوم القيامة كسائر البشر، يهتدي الناس بهديه في كافة الأفعال كالصلاة، فعلم المسلمين مواقيت الصلاة وكيفية أدائها، وكيفية الجمع بين الصلوات عند الحاجة لذلك، وكيفية التعامل مع السهو في الصلاة، وقد مر الرسول بكافة المواقف المذكورة، ليدل ذلك على أنه بشر مثلنا.