ما هو العبور الجندري أو التحول الجنسي، إن العبور الجندري أو ما يعرف بالعبور الجنسي هو مفهوم إنتشر كثيراً خلال الفترة الماضية والذي يعبر عن المفهوم الشخصي الذي يحدده الفرد بنفسه لنفسه، أي أن الفرد الذكر يحدد بنفسه إذا ما كان ذكر أو أنثى، والأنثى تحدد لنفسها إذا ما كانت ذكر أم أنثى، وفي حالات نادرة يحدد الفرد أن يكون متعدد الجنس أو عديم الجنس، وتحديد الفرد للعبور الجندري يأتي من خلال الهوية الجندرية للفرد والتي تعرف بمجموعة الظاهر الشخصية الخارجية التي تحدد الهوية الجنسية، وللتعرف أكثر على العبور الجندري من خلال ما ستم ذكره في المقال التالي.
أنواع العبور الجندري (العبور الجنسي)

العبور الجندري هو شعور الفرد بعدم إنتمائه لهويته الجنسية التي خلق بها، والتي تتحدد نتيجة العديد من العوامل المتأصلة بالفرد والعوامل الخارجية والبيئة المحيطة، وهذه العوامل يمكن أن تكون مكتسبة من البيئة التي عاش فيها الفرد كما أن هذه العوامل يمكن ملاحظتها من خلال السلوك والمظهر الخارجي، فبعض الأشخاص سواء كانوا ذكور أو إناث يشعرون بعدم إنتمائهم لجنسهم المولود إما من خلال بعض الإضطرابات النفسية التي يحس بها الفرد فيشعر أنه يريد تغيير جنسه إلى جنس آخر ليصبح الذكر أنثى والأنثى ذكر، وهناك نوع آخر من العبور الجندري وهو ما يسمى بإضطراب الهوية الجنسية Gender identity disorder، وهناك من لا يرغبون بتغيير جنسهم بالكامل وإنما فقط يسعرون بالإنتماء لجنس مغاير للجنس الذي ولدوا فيه.
الهوية الجندرية والدور الجندري

من الأمثلة على العبور الجنسي أن الشخص يعتبر نفسه ذكراً ويشير إلى نفسه بمصطلحات ذكورية وبذلك فإنه يكون ذكراً في الهوية الجنسية، ورغم ذلك فإن الدور الجندري هنا يكون ذكر فقط إذا كان يظهر الخصائص الذكورية المعروفة في سلوك الذكور وأفكارهم وملبسهم وما إلى ذلك، وهذا يؤدي إلى أن الدور الجندري هو التعبير الخارجي للهوية الجندرية، والطبيعي في البشر أن تكون الهوية الجندرية والدور الجندري لهما منسجمان، ويأتي هذا التوافق والإنسجام من خلال ملاحظة التصرفات التي يقوم بها الفرد على سبيل المثال ملاحظة إنخراط طفل ذكر في نشاطات وسلوكيات تعتبر تقليدياً غير متوةافقة مع جنسه وإنما تناسب الإناث أكثر، وبذلك من المهم ملاحظة الدور الجندري في الطفل خلال نشوءه من خلال تصرفاته.
الدور الجندري

إن الدور الجندري قد يتغير لدى الفرد تبعاً للإختلافات الثقافية والإجتماعية ففي بعض المجتمعات يمكن أن تؤدي الفروق الدقيقة في المعايير الجندرية المقبولة في المجتمع دوراً أساسي في تعريف الهوية الجندرية، وبذلك فإن التعرف على الهوية الجندرية هو عملية متتابعة وليست حدث واحد فقط في حياة الفرد، والإختلاف عن المعايير الإجتماعية التقليدية يمكن أن يسبب الضرر للطفل وعائلته منذ بداية نشأته، وعلى هذا من الجدير بالذكر أن الصبغيات التي يحملها البشر في أجسادهم تعبر عن الجنس البيولوجي لهم، وأما الهوية الجندرية فتتحدد من السلوكيات والتصرفات.
الفرق بين الجندر والجنس

هناك فرق كبير بين الجندر والجنس فهما ليسا متشابهان، والفرق بين الجندر والجنس في العبور الجنسي يتحدد من خلال الآتي:
- الجندر هو تعريف الفرد لذاته على أنه أنثى أو ذكر أو ثنائي الجنس.
- الجنس هو ما يُحدد بالإعتماد على الأعضاء التناسلية أو الأعضاء التناسلية المحتمل إمتلاكها سواء كان ذلك تبعاً للنمط الظاهري أو الجيني، كما وأنه يتضح منذ ولادة الطفل.
دراسة علمية على العبور الجنسي

تدعم الأبحاث العلمية والدراسات هذه المرونة المبكرة في المفاهيم المتعلقة بالجندر لدى الأطفال عبى سبيل المثال:
- دراسة أجرتها عالمة النفس ساندرا بيم على مجموعة من الأطفال أعمارهم تقل عن 7 سنوات حيث عرضت عليهم صور لأطفال صغار، بحيث يكون الطفل عاري تماماً في الصورة الأولى، وأما في الصورة الثانية يظهر الطفل بزي من المتعارف عليه أنه يتوافق مع جنسه سواء كان ذكر أو أنثى على سبيل المثال: كالفساتين والشعر الطويل للفتيات، والقمصان وحمل كرة قدم للفتيان، وفي الثالثة يكون بزي من الشائع أن يكون موافقاً للجنس المعاكس حيث يظهر الفتيان مرتدين ملابس للفتيات، وتظهر الفتيات بشعر قصير ويحملن كرة القدم بأيديهم، ثم قامت بسؤالهم إذا كان الأطفال في الصورة الأولى والثانية فتيان أم فتيات، أما حول الصورة الثالثة فأخبرتهم بأن الأطفال فيها يرتدون زيهم كجزء من لعبة أزياء، ثم قامت بسؤالهم إذا كانوا يعتقدون أن الأطفال في الصورة الثالثة فتيان أم فتيات مع الحرص على أن تكون الصور الأولى مرئية، وكانت النتيجة أن الكثير من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عمر ثلاث وخمس سنوات قد أجابوا بإعتقادهم أن الصبي الذي يرتدي زي مؤنث في الصورة الثالثة قد أصبح الآن أنثى، ووجدوا أن الأطفال قادرين على تمييز الجنس في الصورة الثالثة فقط إن كانوا على معرفة أن الأعضاء الجنسية هي من تساهم في وصف الذكور والإناث.
- تم إجراء بحث علمي يقترح مفهوم الطفل للجندر يتطور تدريجياً بين الثالثة إلى الخامسة من العمر، ومعظم الأطفال بعد ذلك يعتقدون أن التغييرات الخارجية في الملبس والشعر لا تشكل تغيير في الجندر، وما إن بدؤوا بالتفكير في الجندر كصفة مستقرة سيدخلونه ضمن هويتهم الخاصة.
قانون الإعتراف بالجندر (النوع الإجتماعي)

إنه وبموجب قانون الإعتراف بالجندر (النوع الاجتماعي) لعام 2004، يحق للبالغين البريطانيين من الناحية القانونية أن يقوموا بتغيير الجنس في حال إستيفاء شروط معينة. وفي هذه الحالة يمكن تسجيل الجنس المطلوب في شهادات الميلاد والزواج، ويمر 95% من المتقدمين عبر مسار موحد في عملية التقديم، وتتمثل المتطلبات الرئيسية فيما يلي:
- تعهد بأن المتقدم سيعيش طوال حياته بالهوية الجنسية التي يرغب فيها.
- تقرير طبي يؤكد تشخيص حالته المتقدم باضطراب الهوية الجنسية.
- تقرير طبي بأي علاجات هرمونية أو جراحات تمت أو من المقرر الخضوع لها.
- دليل على أن المتقدم عاش بالكامل على أساس الهوية الجنسية التي يرغب فيها لمدة عامين على الأقل، مثل صور من جواز السفر أو رخصة القيادة.
- يتعين على المتقدم أن يكون عمره 18 عاماً على الأقل، مع دفع رسوم قيمتها 140 جنيهاً إسترلينياً.
العابرون جنسياً

إن العبور الجنسي للأفراد تم السماح به في العديد من الدول ومن أهمها دولة بريطانيا العظمى حيث يقومون بتغييرات إجتماعية وفسيولوجية وقانونية كاملة في جسدهم بحيث تتوافق مع هويتهم الجندرية التي يعتقدون بها، كما أنهم يصبحون من الجنس المغاير بالكامل في كلامهم وملابسهم وهويتهم الجنسية المحددة إجتماعياً، كما قد يخضع العابرون جنسياً إلى علاج طبي وعمليات جراحية وتعاطي بعض الأدوية التي تجعل منهم أشخاص مغايرين إلى الهوية الجنسية التي يعتقدون أنها تلائمهم أكثر من هويتهم الجنسية التي ولدوا بها، وبهذا يتم العبور الجنسي للأفراد و التغير من جنس لآخر بسبب إختلاف تعبير بعض الأشخاص عن هويتهم الجنسية والإجتماعية والثقافية عن الجنس الذي ولدوا به طبيعياً، ويطلق على هؤلاء الأشخاص العابرين أو المتحولين جنسيًا، وفي بعض الأحيان يرغب العابرين أو المتحولين مساعدة طبية للعبور أو التحول من جنس لآخر، ومن الجدير بالذكر أن الدين الإسلامي حرم العبور الجنسي.