هل الانسان مخير ام مسير، هذا الموضوع دقيق جداً حتى على علماء الأمة الذين عالجوه، لذلك نجد جدلاً كبيراً حوله في كل العصور حتى بعد عصر الصحابة رضوان الله عليهم، ويجب في الموضوع أن يسبق في بحثه تقديم بسيط للإنسان الذي نريد الحكم عليه بأنه مسير بقضاء وقدر أم مخير، لأن الحكم على الشيء فرع من تصوره فلا بد أن نتصور هذا الإنسان وحين تنشأ مشكلة من المشكلات مثل هل الإنسان مخير أم مسير فهي مشكلة، ولا تنشأ هذه المشكلة إلا إذا وجدت ظواهر تؤيد جهة وظواهر أخرى تؤيد جهة أخرى، وسوف نوضح موضوع هل الانسان مخير ام مسير بالتفصيل.
هل الإنسان مخير أم مسير

الإنسان مخير أم مسير هذا السؤال الذي أحدث جدلاً كبيراً بين العلماء فقد اختلفوا عليه، فقد حاول الأئمة والعلماء تفسير هذا السؤال والإجابة عنه فكانت إجاباتهم إما متناقضة لبعضها أو متكاملة، مما أحدث هذا السؤال صراعاً مذهبياً وفكرياً وسياسياً، فقد قال البعض أن الإنسان مخير والبعض الآخر قال أنه مسير، فالإجابة الصحيحة هي:
- أن الإنسان مخير ومسير، فهو مخير لأن الله تعالى أعطاه عقل وإدراك وإرادة ليتصرف بها ليختار بين الخير والشر والنافع والضار كما جاء في قوله تعالى: { لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يستقيم، وما تشاءون إلا أن يَشَاءَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينْ } فالإنسان له إرادة ومشيئة وله أعمال كما في قوله تعالى { إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } ومسير وميسر ومسخر وهذا ما قُضِيَ من قدر الله فهو سبحانه وتعالى قدر الأقدار وقضى ما يكون في الكون قبل أن يُوْجَد فبد قدر كل شيء وسبق في علمه بكل شيء كما في قوله تعالى: { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } فكل إنسان مسير ومسخر لما خلق الله.
لقد تناولنا في موضوع هل الانسان مخير ام مسير، فالإنسان مخير ومسير لأن الله أعطاه العقل والإدراك والإرادة في الاختيار بين الخير والشر والنافع والضار، ومسير لأن الله سبحانه وتعالى قدر الأقدار وقضى ما يكون في الكون قبل أن يُخلَق فيه.