رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي، سورة النمل هي سورة مكية عدد آياتها ثلاث وتسعون آية وهي من المثاني يوجد في المصحف بالترتيب السابع والعشرون من الجزء العشرين، فقد ذكرت البسملة فيها مرتين وأيضاً سجدة التلاوة، فقد جاء موقعها بين سورتي الشعراء والقصص أي بعد سورة الشعراء وقبل سورة القصص، وذكر فيها قصة النبي داوود وابنه النبي سليمان وقصته مع ملكة سبأ وأيضاً قصته مع النمل، وجاء بها تعاليم التوحيد والعقيدة والبعث والرسالة، فهذه السورة منهاجها المواعظ والعبر من قصص الأنبياء والصالحين، وسوف نوضح موضوع رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي بالتفصيل.
شرح آية ” ربِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ …..”

هذه الآية ذكرت في سورة النمل في آية رقم تسعة عشر، فقد كانت دعاء نبي الله سليمان عليه السلام لما أنعم الله سبحانه وتعالى عليه بنعمة النبوة والملك، وأنعم عليه بنعمة بأنه عز وجل علمه منطق الطير، فقد شكره وحمده عندما مروا بوادٍ يسكن فيه النمل، فقد كان النمل منشغلٌ بأعماله ومهامه إلا نملة واحدة لم تكن تعمل فوقفت تراقب سير سيدنا سليمان عليه السلام وجنوده فلما اقتربوا من الوادي قالت النملة لأخواتها أن ادخلوا مساكنكم حتى لا يحطمنكم سليمان وجنوده دون أن يشعروا فقد أنعم الله عليه بأن سمع ما دار من حديث بين النملة وأخواتها ففهم ما قالته وتبسم ضاحكاً فشكر الله تعالى على هذه النعم وجميع النعم التي أنعمها عليه، الشرح:
- قال ربِّ أَوْزِعْنِي: بمعنى يارب ألهمني أو دلني إلى أن أشكرك على نعمك التي أنعمت علي بها.
- أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي: في هذا الدعاء شكر الله وأثنى عليه كثرة النعم التي أنعمها الله تعالى عليه التي لا تعد ولا تحصى من نعمٍ.
- وعلى والديَّ: ذكر والديه في الدعاء لأهمية الدعاء للوالدين لعظيم نعمتهم على الأبناء وأيضاً وجوب الدعاء للوالدين حتى بعد وفاتهما لأنه دعى هذا الدعاء بعد وفاة والديه، ولتكثير النعم لأن الوالدين نعمة من نعم الله التي أنعمها على الأبناء لأنهم بركة ورضاهم من رضى الله تعالى.
لقد تناولنا في موضوع دعاء سيدنا سليمان رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي، بأنها جاءت بسورة النمل في الآية التاسعة عشر، التي بينت أهمية الدعاء لله تعالى وشكره على النعم.