قصة عن حب الوطن، يعتبر الوطن المكان الأول والآخر للفرد، حيث هو مكان الإنسان ومحله ومستقره، وهو الوطن الأصلي لميلاد الفرد، حيث ترعرع فيه ونشأ في دياره وكبُر على حبه وتضحيته لأجل وطنه، الوطن هو الشئ الثمين الذي لا يتم الإستغناء عنه مقابل أي ماديات أو أي مقابل كان، وهو المكان الذي يذكرنا بذكريات الطفولة الجميلة وبامان العائلة، ذاك المكان الذي تشرّبنا فيه أحلامنا وأمنياتنا العذبة، رُسم فيه المستقبل وكانت أول بذوره مغروسة على أرضه، تعلمنا الحب والوفاء والدفء على كيانه منذ نشأتنا، ومن خلال سطورنا التالية سوف نتناول قصة عن تجسد حب الوطن في نفوس أصحابه.
قصة عن حب الوطن

في يوم من الأيام هاجر فهد وعائلته عن ارضه ووطنه، وهاجر الاب بعائلته إلى بريطانيا، وأستقر هناك وعاش وألتحق فهد بالمدرسة، وعمل الأب هناك، وأصبح كل شئ بالنسبة لهم مجرد ذكرى، في أحد الأيام طلب المعلم من تلاميذ صف فهد رسم مازن العلم الريطانين فقام فهد برسمه وذهب لوالده ليريه العلم وهو سعيد فخور بجنسيته الجديدة وأرضة الجديدة، نظر الأب بحزن شديد قائلا : ولكن بريطانيا ليست وطنك يا ولدي فوطنك هناك بالسعودية، ولكننا نحيا هنا ونعمل هنا فقط، فما هي بأرضنا ولا وطننا الحقيقي، نظر فهد إلى الأب قائلا: ولكن يا أبي نحن معنا الجنسية البريطانية وبريطانيا هي وطننا الجديد، نظر الأب والحزن بادي على ملامحة قائلا أستمع يا ولدي إلى تلك القصة: كان ياما كان، كان هناك عصفورتان صغيرتان تعيشان في بقعة من أرض الحجاز قليلة الماء وشديدة الحر والهواء، وفي أحد الأيام بينما كانت تتجاذبان أطراف الحديث وتشكيان لبعضهما صعوبة ظروف الحياة والحر والجوع والمرض ،هبت عليهما نسمة ريح عليلة قوية وجميلة آتية من أرض اليمن، فسعدت العصفورتان بهذه النسمة وشعروا بالسعادة والراحة والاستمتاع وأخذتا تزقزقان نشوة وفرح بالنسيم العليل والهواء البارد، وعندما رأت نسمة الريح العصفورتين الجميلتين تقفان على غصن بسيط وحقير يابس مقفر من شجرة وحيدة في المنطقة، استغربت النسمة من أمرهما، قالت النسمة الجميلة: أيتها العصفورتان الجميلتان، عجبا لأمركما، فكيف تقبلان وأنتما بهذا الحسن والجمال وهذه الرقة الشديدة أن تعيشا في أرض مقفرة كهذه، لو شئتما أستطيع حملكما معي وأخذكما إلى اليمن من حيث جئت للتو، فهناك ستجدان مياه عذبة باردة طعمها ألذ من العسل، وستأكلان حبوبا تكاد لحلاوة طعمها أن تكون سكرا، قالت العصفورة: يا نسمة الريح، أنت ترتحلين كل يوم من مكان إلى مكان، وتنتقلين من أرض إلى أرض، ولذلك فأنت لا تعلمين معنى أن يكون للمرء وطن يحبه ويشتاق له، فارحلي يا نسمة الهواء مشكورة، نحن لا نبدل أرضا ولو كانت جنة على الأرض بوطننا الذي ننتمي إلية، نظر فهد إلى والده بحزن قائلا: وهل سنعود يوما إلى وطننا يا أبي ، رد الأب قائلا بثقة: سنعود يا ولدي مهما طال البعاد سنعود، وهنا رسم الاب علم السعودية لابنه ورسمه مازن في كراسة الرسم وذهب إلى مدرسته في اليوم التالي وعندما قال المعلم كل طفل يرفع رسمته ليرى علم وطنه، وجد جميع الاعلام لبريطانيا إلا علم فهد كان مختلف وهو العلم السعودي، فنظر المعلم لفهد وسأله لماذا لم ترسم علم بريطانيا يا فهد فرد عليه بكل فخر قائلا :لانه ليس علمي يا سيدي فعلمي هو علم وطني السعودية.