صحة حديث المباركة بشهر رجب

صحة حديث المباركة بشهر رجب، يأتي شهر رجب قبل شهر شعبان في الأشهر الهجرية، وهو من الأشهر الحرم كما عينها رسول الله حيث أن الأشهر الحرم  هي: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، رجب، وبين النبي محمد صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية فضل صيام شهر رجب وأن له أجر عظيم عند الله ولكنها من النوافل أي أنه لا يؤثم تاركها ولا يفرض على المؤمنين صيام شهر رجب، وهذا مما جعل الكثيرون يباركون قدوم شهر رجب لأنه يأتي كذلك قبل شهر شعبان ورمضان أي أنه في هذا الوقت يستعد الناس لإستقبال شهر رمضان، والسؤال هنا هو ما هي صحة حديث المباركة بشهر رجب.

شهر رجب

شهر رجب
شهر رجب

إن شهر رجب من الأشهر الحرم ففي قديم الزمان كان العرب يحرمون على أنفسهم القتال في الأشهر الحرم الأربعة، ففي الأشهر الحرم يكون الإحرام في مكة المكرمة ولهذا حرم كذلك في الإسلام الصيد في الأشهر الحرم، وهذا مما جعل الكثير من العرب يعظمون من الأشهر الحرم ويستقبلونها كإستقبال رمضان، وشهر رجب من الأشهر الحرم الذي يأتي منفصلاً عن الأشهر الحرم الثلاثة الأولى التي تأتي متتالية، وهو الشهر الذي يقع بين جمادي الأول وشعبان.

حديث المباركة بشهر رجب

حديث المباركة بشهر رجب
حديث المباركة بشهر رجب

ذكر في الحديث عن الشهر الهجري رجب في القرآن الكريم قوله تعالى: “إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم”، وجاءت السنة النبوية لتبين ما هي الأشهر الحرم، عن أبي بكر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: “الزَّمَانُ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ”، وقد كان أهل الجاهلية يذبحون في هذا الشهر ذبيحة تسمى العتيرة، فجاء الإسلام وأبطلها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا فرع ولا عتيرة”، وهي من الأحاديث الصحيحة عن رسولنا الكريم، وكذلك يتداول الناس في الأحاديث المكتوبة عن الصحابة والتابعين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يبارك قدوم شهر رجب، مما جعل الناس تصدق الحديث وتخطو على خطى النبي ليباركوا لبعضهم البعض كل عام في بداية شهر رجب.

صحة حديث المباركة بشهر رجب

صحة حديث المباركة بشهر رجب
صحة حديث المباركة بشهر رجب

ثبت بالإجماع أن الحديث المتداول عن أن الرسول كان يبارك قدوم شهر رجب هو حديث ضعيف ومكذوب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يجوز المباركة بقدوم الأشهر بإستثناء شهر رمضان، وأما في حديث صوم شهر رجب، فأجاز الدين صيام شهر رجب لمن أراد الثواب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في رجب حديث، بل عامة الأحاديث المأثورة فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها كذب”، وأما في صيام شهر رجب فهناك في السنة النبوية أحاديث تجيز صيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من شهر رجب، وقال ابن حجر رحمه الله: “لم يرد في فضل شهر رجب ولا صيامه ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة”، إن أقوال الصحابة وبالإجماع تبين أن الحديث المذكور عن المباركة بشهر رجب هو حديث ضعيف ومكذوب ولا يؤخذ به.

الأحاديث الضعيفة والمكذوبة

الأحاديث الضعيفة والمكذوبة
الأحاديث الضعيفة والمكذوبة

حذر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من تداول الأحاديث المكذوبة على لسان النبي، وهي من الذنوب والكبائر فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ”، وقال الإمام النووي: “فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ فَرَوَاهُ كَانَ كَاذِبًا , وَكَيْف لَا يَكُون كَاذِبًا وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ”، وهذا ما يدلل على عظم الذنب ومصير من ينقل أحاديث مكذوبة عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بين الناس.

فضل شهر رجب

فضل شهر رجب
فضل شهر رجب

إن شهر رجب يعد من الأشهر الحرم والتي لها فضل كبير حيث تتفاوت الأشهر الهجرية وتأتي الأشهر الحرم كأفضلها للتقرب من الله سبحانه وتعالى، وشهر رجب من الأشهر الحرم التي تتنزل رحمة الله سبحانه في شهر رجب، فتعظم الحسنات، ويزيد الأجر والثواب، كما ويعتبر شهر رجب شهر مجاهدة وتهذيب النفس، حيث يجاهد المسلم صفاته السيئة، ويبتعد عن المحرمات وما نهى الله تعالى عنه للوصول إلى أعلى درجات التقوى والإيمان، وكون شهر رجب من الأشهر الحرم التي نهى الله فيها عن الظلم، والقتال، وإنتهاك المحارم تشريفًا لها، وبهذا تأتي الأشهر الحرم لنشر السلام والدين القويم المسامح بين المسلمين وتبعدهم عن الكره والبغضاء، وأما الصيام في الأشهر الحرم ومنها شهر رجب فجاء فيه  قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: “ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ”، فدل ذلك على إستحباب الصوم في شهر رجب.

Scroll to Top