الفائده المرجوه من قوله تعالى ومن يوق شح نفسه، الآية ” من يوق شُحَ نفسه ” هي من القواعد القرآنية المحكمة، فهذه الآية تتحدث عن علاقة الإنسان بالآخرين من الناس، وأيضاً تربي قلب المسلم وتهذبه وتزكيه فهي موضوع في باب الأخلاق، وقد وردت في القرآن الكريم في موضعين الأول الثناء على الأنصار وذكر أعمالهم في سورة الحشر، والثاني عن فتنة الأموال والأزواج والأولاد في سورة التغابن، فالشُح هو البخل والحرص، وسوف نوضح موضوع الفائده المرجوه من قوله تعالى ومن يوق شح نفسه بالتفصيل.
ما هي الفائدة المرجوة من قوله تعالى: ” وَمَنْ يُوْقَ شُحَ نَفْسِه “
الشح يُعَرف بأنه البخل أو شدة الحرص كما ذكر بعض العلماء، فقد إختلف العلماء بمعنى الشُح فالبعض أودع بأنه يأمر بعكس ما أمر به الله تعالى ورسوله الكريم، فالله تعالى أمر عباده بالإحسان ونهى عن الظلم، ولكن الشُح ينهى عن الإحسان ويأمر بالظلم، والبعض ذهب إلى أن معناه هو شدة الحرص والظلم بأكل أموال الناس بغير الحق ويدعو للحسد وقطيعة الأرحام، وهذه الآية مرتبطة بالمال، فالمال يوضح خُلُقَ الشُح، فالفائدة المرجوة من الآية ” وَمَنْ يُوْقَ شُحَ نَفْسِه “هي:
- الترغيب في حفظ النفس من خُلُقِ الشُح.
شرح الآية
قوله تعالى: ” وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚوَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ”
الفائدة من الآية هي الترغيب في حفظ النفس من خلق الشح وما يدل عليه في ذلك الأعمال التي ذكرها الله تعالى للأنصار ومدحهم فيها لتدل على أنهم حفظوا أنفسهم من خلق الشح، ومن هذه الأعمال:
- ” يحبون “: أي يحبون المهاجرين فبعض القبائل تتحرج من وجود المهاجرين لمضايقتهم.
- لا يجدون في صدورهم أي شيء عليهم ولو كان بهم شي لأدركوا خلق الشح في أنفسهم.
- إيثار المهاجرين عليهم في مقاسمتهم كل أشيائهم حتى بيوتهم وأرزاقهم ولو كان منهم من هو شديد الإحتياج.
- يحفظون أنفسهم من الشح ليكون لهم صفة الفلاح التي وصفهم بها الله تعالى في الآية الكريمة.
لقد تناولنا موضوع الفائده المرجوه من قوله تعالى ومن يوق شح نفسه بالتفصيل، فالفائدة المرجوة هي الترغيب في حفظ النفس من خُلُق الشُح، وقد ذكرت الآيات الكريمة مدح الأنصار الذي وقوا شح أنفسهم بأعمالهم النابعة من قلوبهم نحو المهاجرين، وحبهم لهم.