كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعذب الناس في الكلام الحسن وكان صحابته الكرام -رضوان الله عنهم أجمعين- يجلسون في جلسات النبي -صلى الله عليه وسلم بإستمرار يستمعون لأحاديثه الشريفة وكلامه العذب ويحفظونه في الصدور والسطور، وكانوا يطبقون أقوال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في حياتهم ويمشون على خطاه، قال تعالى: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”.
إني رزقت حبها

ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه عن أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها قوله: “إني رزقت حبها”، وهو دليل على حب النبي الشديد لأم المؤمنين خديجة وتقديره وإحترامه لها، رغم أن الكثيرون يظنون أن هذا الحديث جاء في وصف أم المؤمنين عائشة، روى مسلم في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا عَلَى خَدِيجَةَ وَإِنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا، قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَبَحَ الشَّاةَ، فَيَقُولُ: «أَرْسِلُوا بِهَا إِلَى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ» قَالَتْ: فَأَغْضَبْتُهُ يَوْمًا، فَقُلْتُ: خَدِيجَةَ فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا»، والحديث السابق هو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم، فقد كانت خديجة رضي الله عنها أول زوجات النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتعد خديجة أول من آمنت من النساء ولها مكانة عظيمة حيث بشرها جبريل عليه السلم بأن لها بيتاً في الجنة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أتى جبريلُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ، هذه خديجةُ قد أَتَتْ، معها إناءٌ فيه إِدامٌ أو طعامٌ أو شرابٌ، فإذا هي أَتَتْكَ فاقَرِأْ عليها السلامَ مِن ربِّها ومنِّي، وبِشِّرْهَا ببيتٍ في الجنةِ مِن قَصَبٍ لا صَخَبٌ فيه ولا نصبٌ”، وكانت النساء يحترمن أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها لكثرة ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يثني عليها حتى قال: “إني رزقت حبها”.