العلاقة بين الشكل والمضمون، الأدب والنقد في اللغة العربية وجهان متلازمان فلكل عصر أدب خاص به يتشكل بصفاته، ولكل عمل أدبي عمل نقدي ملازم له يبحث فيه وفي قضايا الأدب في ذلك العصر وقد انقسم النقد الأدبي إلى قسمين نقد أدبي قديم، وهو مختص بالعصور من الجاهلي حتى العباسي ونقد أدبي حديث ظهر لما بعد ذلك من الشعر، ومن أهم القضايا النقدية التي اشتمل عليها النقد الأدبي وشغلت الكثير من النقاد قضية الشكل والمضمون، وسوف نوضح موضوع العلاقة بين الشكل والمضمون بالتفصيل.
مفهوم قضية الشكل والمضمون

تتعلق هذه القضية بمسألة الشكل ” اللفظ ” الكلمات المختارة في النص الأدبي و ” المضمون ” لمعنى هذه الكلمات وما تحمله من دلالات للألفاظ.
رأي النقاد في قضية الشكل والمضمون

اختلف النقاد كثيراً في قضية الشكل والمضمون فمنهم من وقف ونصر الشكل على المضمون وقال بأهميته، ومنهم من فضل المعنى على اللفظ وقال أن المعاني هي الأساس ايصال الاحساس والأفكار فلذلك لها الأهمية والأفضلية في التعبير عن الشكل.
ومن النقاد من كان رأيه متوسط فقال أنهما متلازمان ولكل منهما أهمية لا يستغني عن الآخر.
أهم الآراء النقدية في هذه القضية

- الجاحظ قال المعاني مطروحة في الطريق يعرفها العجمي والغربي والبدوي والقروي وإنما الشأن في إقامة الوزن وغير اللفظ ( وهو من أنصار الشكل ).
- قدامة بن جعفر قال ( المعاني كلها معرضة للشاغر له أن يتكلم فيها ) حب من غير أن يحظر عليه معنى، فهو يهتم بصياغة المعنى ويجعلها أساس العمل الأدبي.
- أبو هلال العسكري في كتابه الصناعتين كان من أنصار الجاحظ، ( اللفظ أو الشكل ).
- الباقلاني حاول جاهداً الربط بين اللفظ والمعنى مع أنه يعطي المعنى أهمية على اللفظ.
- ابن رشيق يرى ارتباطهما فاللفظ عنده الجسم واملعنى الروح فكل منهما مرتبط بالآخر ارتباط الجسد بالروح.
- عبد القاهر الجرجاني يرى ارتباط اللفظ بالمعنى وكل منهما يخدم الآخر، فيرى أن الانسان لا يطلب اللفظ إنما يطلب المعنى وإذا ظفرت بالمعنى فاللفظ معك.
لقد تناولنا في موضوع العلاقة بين الشكل والمضمون بالتفصيل، فلكل ناقد من النقاد رأيه ناحية العلاقة بين الشكل والمضمون، فالبعض رأى أن الشكل له أهمية أكثر من المضمون، والبعض الآخر رأى أن المضمون أهميته أكبر من الشكل، ورأي ثالث يرجع إلى أن الشكل والمضمون وجهان لعملة واحدة، فآراء النقاد تختلف عن بعضها من ناحية العلاقة ببن كل من الشكل والمضمون.