اول الرسل عليهم السلام، يتمثل مفهوم الرسول في اللغة بأنه الشخص المبعوث بمهمة معينة، والرسول اصطلاحاً هو من يختاره الله لجعله نبياً ورسولاً يقوم بأمره بتبليغ الناس أوامر مفادها عبادته سبحانه وتعالى وارشادهم إلى سبل الحق، كما ان الإيمان بالرسل وتصديقهم يعد من أركان الإيمان فلا يصح اسلام المرء بدون ايمانه بالرسل، والتصديق بهم يكون من خلال التصديق الجازم بأن الله تعالى أرسلهم في سبيل عبادته وحده، ومن خلال مقالنا هذا سوف نتناول الإجابة على سؤال المقال الذي يتناول اول الرسل عليهم السلام.
اول الرسل عليهم السلام
أرسل اله تعالى العديد من الرسل لعبادته وحده، وارشاد البشر إلى طريق الحق والخير، واول من أرسله الله تعالى من الرسل هو نوح عليه السلام، ومن كان من قبله من المرسلين فهم أنبياء وليسوا برسل كآدم عليه السلام، وشيث، وإدريس عليهم السلام، متمثلاً ذلك بدليل حديث الشفاعة حيث عند ايتاء الناس لنوح عليه السلام يقولون له: “ولكنِ ائتوا نوحًا، فإنه أولُ رسولٍ بعثه اللهُ إلى أهلِ الأرضِ، فيأتون نوحًا فيقولون: أنت أولُ رسولٍ بعثه اللهُ إلى أهلِ الأرضِ”، ونوح عليه السلام يعد أبو البشرية الثاني، وهو من أولي العزم من الرسل، حيث بعثه الله تعالى لحمل رسالة الحق وذلك لأن جميع ممن كانوا في قومه غارقين في الكفر والطغيان.
دعوة نوح عليه السلام
بعد نبوة آدم عليه السلام استمر الناس على طريق التوحيد والحق حتى عشرة قرون، تاركين بعد هذا الوقت عبادة الله تعالى سالكين طريق الشرك والضلال، فأول من انحرف عن العقيدة هم قوم نوح عليه السلام، وبداية هذا الشرك كان بعد موت جماعة من الصالحين في قومهم ليقوموا بانشاء التماثيل لهم تذكيراً لهم بالعبادة، فعند موتهم خيل لابنائهم أن آبائهم كانوا يعبدون هؤلاء التماثيل فأصبحوا يعبدونهم، فأرسل الله موسى عليه السلام لهم لهدايتهم عن ضلالهم ودعوتهم إلى عبادته وحده وترك عبادة الاصنام، مستمراً نوح عليه السلام في دعوته حتى ألف سنة إلا خمسين عاماً، داعيهم إلى الله في جميع الأوقات، فآمن معه القليل منهم.