فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا، القرآن الكريم نزل على النبي الأُمِّي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم بواسطة الملك جبريل عليه السلام من الله عز وجل وذلك هدىً ورحمة للناس ودعوتهم للتوحيد، وتذكيرهم بالجنة والنار والبعث والحساب والساعة وتفسير للأحكام الشرعية التي جاءت في القرآن الكريم، وهذه الآية التي بين أيدينا من سورة التغابن آية رقم ثمانية والتي تخاطب الكافرين والمشركين لدعوتهم لاتباع دين الاسلام والايمان بالله ورسوله، وسوف نوضح تفسير الآية بالتفصيل من خلال حديثنا عن فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا في هذا المقال.
تفسير آية ” فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا “

سورة التغابن من السور المدنية وعدد آياتها ثمانية عشر آية وترتيبها في المصحف الشريف الرابع والستون من الجزء الثامن والعشرون، وتبدأ هذه السورة بالتسبيح في قوله تعالى: ” يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ” ومضمون السورة هو التشريع وتناقش وتعالج أصول العقيدة الاسلامية، وقد كان سبب نزول السورة هو أنه إذا أسلم رجل من المشركين وأراد الهجرة ناشده أهله وأولاده كيف يذهب ويترك عشيرته وأهله ويذهب للمدينة فمنهم من يرق ويرجع عن الهجرة فنزلت السورة بهؤلاء الأشخاص، أما تفسير الآية فقد تعدد التفاسير فيها من العلماء والتفسير بحسب تفسير بعض العلماء كما يلي:
- في تفسير ابن كثير: هذه الآية تخاطب المشركين والكفار وتحثهم على الايمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويؤكد بأن من أنزل القرآن الكريم هو الله عز وجل فيقول والنور الذي أنزلنا والنور هو القرآن الكريم الذي نزل على نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
- تفسير الطبري: أي صدقوا وآمنوا بالله ورسوله يا من أشركتم بالله وكذبتم البعث والحساب وإخباركم أنكم مبعوثون بعد الموت، وآمنوا بالنور الذي أنزلنا وهو القرآن الكريم الذي نزله على نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
- تفسير القرطبي: هذه الآية تأمر المشركين والمكذبين بالبعث بعد الموت بالايمان بالله ورسوله الكريم والايمان بالكتاب الذي أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم، فالقرآن هو النور الذي يهتدى به للايمان والصلاح بعد ظلمات الجهل والكفر.
فصلنا القول في هذا المقال في قوله تعالى: فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا، فقد فسرت هذه الآية بحسب علماء الاسلام وكل التفاسير تؤدي لنفس المعنى وهو أن الآية تأمر بالايمان بالله ورسوله والقرآن الكريم.