حكم إخراج زكاة الفطر نقداً، إن العقيدة الإسلامية تقوم على خمسة أركان للإسلام والتي بدونها لا يتحقق إسلام العبد بربه، وهي تتضمن زكاة الفطر، وزكاة الفطر هي صدقة تقدر بمقدار معين من الطعام أو المال يخرجها المسلم المقتدر للفقراء والمساكين ولمن يحتاج إليها وهذا تحقيقاً لمبدأ التكافل الإجتماعي والتوزيع العادل للمال على أفراد المجتمع، ومن هنا يأتي سؤال من الأسئلة الأكثر تداولاً في موضوع إخراج زكاة الفطر في الإسلام، وهو ما حكم إخراج زكاة الفطر نقداً، وما هو مقدار زكاة الفطر من المال.
زكاة الفطر وزكاة المال

عن إبن عباس رضي الله عنه قال: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهى زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهى صدقة من الصدقات”، جاءت الكثير من الأحاديث النبوية الشريعة التي تبين الأحكام المتعلقة بزكاة الفطر وكيفية إخراج زكاة الفطر، وحددت المذاهب الأربعة من خلال الرجوع إلى القرآن الكريم والسنة النبوية أن زكاة الفطر هي مقدار صاع من الطعام يخرجه العبد المسلم في نهاية شهر رمضان المبارك للفئات الثمانية التي يجب دفع الزكاة لها وهم الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب وابن السبيل وفي سبيل الله، ومقدار الصاع من الطعام هو مقدار 3 كيلو جرام من الحبوب أو القمح عن الفرد الواحد، فهل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً.
هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً

من خلال الرجوع لقصص الصحابة والتابعين وما درج النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على تطبيقه نجد أن الإسلام لم يمنع إخراج زكاة الفطر نقداً، وذلك مراعاة للظروف الإجتماعية الصعبة التي يسببها الفقر، ما يجعل المال هو الحل الأنسب لزكاة الفطر، حيث يتمكن الفقير من خلال المال شراء ما ينقصه من إحتياجات أساسية له ولأهل بيته، وعليه فإن:
- يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً.
- تقدر زكاة المال بالرجوع إلى دار الإفتاء لمعرفة ما هو مقدار زكاة المال للفرد الواحد وهو لعام2023يساوي 25 ريال سعودي للفرد الواحد.
فالدين الإسلامي يراعي في أحكامه الأوضاع المعيشية الصعبة التي تعاني منها الفئات التي من الواجب دفع الزكاة لها.
حكم إخراج زكاة الفطر نقداً

لا يختلف حكم إخراج زكاة الفطر من الطعام عن حكم إخراج زكاة الفطر نقداً، عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: “إن الله عز وجل يقبل الصدقات ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربى لأحدكم مهره أو فلوه أو فصيلة حتى إن اللقمة لتصير مثل جبل أحد”، فالزكاة هي نوع من أنواع التكافل الإجتماعي التي تساوي بين الغني والفقير، وعليه فإن زكاة الفطر سواء بالطعام أو بالمال تبقى زكاة فطر ويؤجر عليها العبد المؤمن، وقد يزيد العبد من مقدار زكاة المال لتصبح صدقة ويزيد من أجره ومكانه عند الله سبحانه وتعالى، وبذلك فإن حكم إخراج زكاة الفطر نقداً جائز، وتجب زكاة الفطر على كل مسلم مقتدر، سواء صغير أم كبير، حيث يخول رب الأسرة بدفع الزكاة من كل عام عن أهل بيته.
إذا كانت زكاة المال هي 25 ريال سعودي للفرد الواحد، فإنه على سبيل المثال يخرج رب الأسرة الذي تتكون أسرته من خمسة أفراد قيمة الزكاة بحيث تساوي 125 ريال سعودي وهكذا يتم دفع قيمة الزكاة نقداً، وتعرف الزكاة في هذه الحالة بزكاة المال.