قرية غية جنوب السعودية، تعد المملكة العربية السعودية أكبر دول الشرق الأوسط من حيث المساحة، كما أنها تقع في الجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا، إضافة إلى أنها تشكل الجزء الأكبر مساحة من شبه الجزيرة العربية التي تضم عدة دول عربية مجاورة للمملكة، حيث تبلغ مساحة المملكة مليوني كيلو متر مربع، وهذه المساحة الشاسعة من المملكة جعلها تضم الكثير من المناطق من جميع حدودها ومناطقها، حيث ضمت العديد من القرى ذات الطابع الجميل المغاير للصحراء، ومن بين هذه القرى التي شكلت طابعاً مميزاً من بين مناطق المملكة قرية غية، فهي تتمتع بمدرجات زراعية خلابة جعلت الكثير من الزوار والسياح يتطوقون شوقاً لزيارتها، كما أن سكان هذه القرية ذو طابع بسيط في اعتمادهم على الحياة، فهم يعتمدون في رزقهم وكسب قوت يومهم على الزراعة وتربية الماشية، ومن خلال مقالنا هذا سوف نتناول المزيد عن قرية غية جنوب المملكة العربية السعودية.
قرية غية جنوب السعودية

توجد قرية غية جنوب المملكة على ارتفاع يصل إلى 700 متر بين الجبال، وتتواجد هذه القرية في محافظة المجاردة في عسير، حيث تلف هذه القرية من جميع جهاتها المدرجات الزراعية الخلابة، كما أن هذه القرية تعد حلقة وصل وترابط بين محافظة النماص في جبال السروات وبين محافظة المجاردة التي تتواجد على طريق عقبة سنان، حيث أن منازل قرية غية تم بناءها بالأحجار وأسقفها بالأخشاب والرمل، حيث تمكن ساكنو هذه القرية منتشييد منازلهم فوق الحمم البركانية المتحجرة التي مر عليها 180 عاماً من انفجار الجبل البركاني الذي يطلق عليه اسم “تهوي”، أيضا سكانها يلجئون لاستخدام الأدوات التراثية القديمة حتى اليوم وذلك مثل الفوانيس والأدوات الزراعية، كما أن سكان هذه القرية يعتمدون بشكل كامل على الزراعة وتربية الماشية، أيضاً في هذه القرية يتواجد مسجد يؤدي ساكنوها الصلاة فيه، إضافة إلى الشلالات التي تتكون في هذه القرية خاصة في وقت سقوط المطر، فتتدفق المياه من خلال المنازل المتواجدة في القرية، حيث يعلو القرية قمة جبل تهوي المرتفع بصورة كبيرة.
تاريخ قرية غية السعودية

تم بناء قرية غية في عسير قبل 200 عام، حيث تم فيها تشكيل الجبل الذي تقع عليه القرية اكثر من 180 مليون عام، وذلك نتيجة للإنفجار البركاني المعروف باسم تهوي، كما أن القرية تتمتع بالصخور الملساء التي تحيط بها من جميع الإتجاهات، فمن الصعب جداً أن يتم الوصول إلى هذه البيوت نسبة إلى وعورة الصخور، كما أن جيال القرية مكسوة بشجر العرعر، وتنتشر على ظلالها الأودية التي تمتلئ بشجر النخيل والسدر والطلح والحناء والقاع والأبراء، أيضاً تم استقرار ثلاث قبائل في هذه القرية منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى وهما: (غيّة، الرهوة، الملحاء)، حيث شكلوا فيها خمس وثلاثون منزلاً على مساحتها، كما أن هذه القرية تضم مورد ماء يغذي القرية من حاجتها للمياء، وسكانها منذ القدم يصبون اهتمامهم على الزراعة حتى وقتنا هذا، حيث يتم في أراضيها زراعة الذرة والدخن وأشجار الموز، أيضأً يتم اعتمادهم على تربية المواشي كالأبقار والماعز والجمال، كما أن الأمطار الموسمية التي تسقط على هذه القرية تشكل فيها شلالات خلابة وجميلة المنظر، حيث تتخزن هذه المياه في الأحواض التي قام السكان بحفرها للتمكن من استخدام مياه الأمطار لاحقاً، بحيث تعد هذه القرية من القرى المهجورة بالسكان منذ القرن العشرين، فقديما كانت تضم 150 منزلاً بحوالي ثلاث آلاف نسمة، أما الآن فأنه لا يوجد بها سوى 300 نسمة.
وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي تناولنا فيه تقع قرية غية في القسم الجنوبي من المملكة العربيّة السعوديّة، في شمال غرب منطقة عسير، في محافظة المجاردة في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة من مركز خاط، وتعرفنا على تاريخ هذه القرية التي تعود إلى قديم الزمن والتي نجمت عن الإنفجار البركاني تهوي، حيث تم بناؤها قبل مئتان عام، كما أنها تعد من المناطق السياحية الهامة في المملكة لما فيها من مناظر طبيعية خلاّبة تأسر النفوس.