اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون، يعد القرآن الكريم هو كلام الله المعجز المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة الوحي جبريل عليه السلام، حيث أنه يعد آخر الكتب السماوية التي أنزلها الله تعالى على رسله، وفيه من الآيات والذكر الحكيم، حيث يتناول مئة واربعة عشر سورة قرآنية بعضها ما نزل في مكة المكرمة والآخر نزل في المدينة المنورة، حيث أن الله تعالى أنزله للبيان وفيه التشريعات الإسلامية التي يجب على المسلم الإلتزام بها، وهو محفزظ في الصدور ومكتوب في السطور، ومن خلال مقالنا هذا سوف نتناول آية من سورة الأنبياء لنبين تفسيرها وتوضيحها وهي آية {اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون}.
اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون

تعد سورة الانبياء سورة مكية، ويبغ عدد آياتها 112 آية، ويأتي ترتيبها في المصحف الواحد والعشرون في الجزء السابع عشر، حيث أنها نزلت بعد سورة ابراهيم، وابتدأت السورة بفعل ماض، وتمت تسمية السورة بهذا الإسم لأنها تتناول في آياتها على معظم أسماء الأنبياء والمرسلين، وأول آية في سورة الأنبياء فيه هذا تنبيه من الله عز وجل على اقتراب الساعة ودنوها، حيث أن الناس في غفلة هن قيام السعة وينشغلون عنها ولا يعملون لها ولا يستعدون بالكامل لها، وتتناول الآية الكريمة تعجب من حال الناس، وأنه لا ينفع فيهم التذكير، ولا يرعون إلى نذير، وذلك لأنهم قد قد قرب حسابهم، والمحاسبة على الأعمال الصالحة والطالحة، ولكنهم هم في غفلة معرضون، فهم في غفلة هما خلقهم الله له ولأجله، وأنهم معرضون عما نهاهم الله به، حيث أنهم يتصرفون كأنهم خلقوا للدنيا وللتمتع بها فقط، وما يزال الله تعالى يذكرهم ويجدد لهم الوعظ والنذير، ولكنهم ما يزالون في غفلتهم وإعراضهم.
تفسير آية اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون

فسر ابن كثير أنّ الخطاب أن هذه الآية موجهة لكفّار قريش ومن في مثل حالهم، والمقصود بالناس هنا هم كفار قريش وكفار مكة، حيث أن المراد باقتراب الحساب أي اقتراب العذاب لكفار مكة وذلك لأنهم استبطئوا الوعد الرباني الذي هو عقاب الله وجزاؤه، كما أنهم كذبوا كذلك، فكان قتلهم جزاء لذلك يوم بدر، حيث ذكر اله تعالى للخلق في هذه الآية بأن جزاء هو آت لا محالة للعبد، فلذلك يجب عليه العمل وأن يحرص ويتأكد على ان الدنيا هي دار زوال ويجب العمل للآخرة وعدم الإنشغال بالدنيا وملذاتها التي لا تستمر، وهم في غفلة الاستعداد ليوم الحساب، كما أنهم مصرين على الاعراض عن الإيمان بالله وتوحيده، كما روي أن هذه الآية نزلت في منكري البعث الغير مصدقين به.
اسباب نزول آية اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون

روي عن رجلٍ من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، “كان يبني جدارًا فمرّ به آخر في يوم نزول هذه السورة، فقال الذي كان يبني الجدار: ماذا نزل اليوم من القرآن؟ فقال الآخر: نزل {اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون}، فنفض يده من البنيان، وقال: والله لا بنيت أبدا وقد اقترب الحساب”، فيعد أخذ العبرة من القران الكريم والعمل بما جاء فيه هو من الأوامر الشرعية التي تجب على المؤمنين، فالقران الكريم بكل ما جاء به هو خير له في الدنيا والآخرة، فالغفلة عن يوم القيامة وعن يوم الحساب هو مهلك العبد ويلقى به في النار، ويندم العبد أشد الندم لقاء ذلك، فالعبد ملزم بأن يعمل للآخرة ولا ينسى نصيبه منها، فالله تعالى استخلفه على الأرض للعبادة ولاعمارها بالعبادة والطاعة والذكر.
إلى هنا نصل الى نهايه مقالنا هذا الذي تناولنا فيه اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون، كما تناولنا تفسير هذه الآية من سورة الأنبياء، وبيان سبب نزولها.