في الهدية الأجر الكبير و الثواب الجزيل إن كانت الهدية لله قبل أن تصل للعبد و تصل عن محبة و طيب خاطر لا يبتغي بهذه الهدية إلا وجه الله تعالى و يريد كسب قلوب الناس لا ابتغاء المكانة و الجاه و السلطان ،عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ، ويُثِيبُ عَلَيْهَا”. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
في القول “تهادوا تحابوا ” مما لا ريب ولاشك في فضل و عظم أجر الهدية التي تعكس و تنقل الروح الطيبة و السعادة بل و الطمأنينة بين الزائر و المزور ، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية، يشكر عليها صاحبها، ولا يقبل الصدقة، فإنه قال: لا تحل لمحمدٍ ولا لآل محمدٍ يعني: الزكاة، وأما الهدية فلا بأس، ولهذا لما تُصُدِّق على بريرة قال: هي عليها صدقة، وهي لنا منها هدية، وقالت عائشةُ رضي الله عنها: “كان يقبل الهدية، ويُثيب عليها” يعني: يُجازي عليها، فلا بأس بقبول الهدية، ثم يُجازي عليها، يعني: أن يُعطي المهدِي مقابل ذلك، ولا سيما إذا كان مثله يقبل المجازاة.
اول هديه اهديت للنبي بالمدينة

وقد نقلت الكثير من الأحاديث والمواقف النبوية التي تدل على قبول رسولنا الكريم الهدية ، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُمَا قَالَ: وهَبَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ نَاقَةً، فَأَثَابَهُ عَلَيْهَا، فَقَالَ: رَضِيتَ؟ قَالَ: لَا، فَزَادَهُ، فَقَالَ: رَضِيتَ؟ قَالَ: لَا، فَزَادَهُ، فقَالَ: رَضِيتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. رَوَاهُ أَحْمَدُ، وصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
فالهدية نسيم من نساءم المحبة و مغلاق للشر و مفتاح لأبواب الخير و تعد من مفاتيح القلوب، كما إن لها القيمة العظمى بل و الكبرى في إزالة البغضاء و الغل و العداوة بين طرفين ، و قد قال الله تعالى ” و ألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جيعا ما ألفت بين قلوبهم و لكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم “، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «تصافحوا يذهب الغل، تهادوا تحابوا، وتذهب الشحناء»، وقد «ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية، وفيه الأسوة الحسنة، ومن فضل الهدية – مع اتباع السنة – أنها تزيل خلافات بين النفوس، وتُكسب المهدي والمهدى إليه رنة في اللقاء والجلوس».
ﻣﺎ ﺃﻭﻝ ﻫﺪﻳﺔ ﺃﻫﺪﻳﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ؟
أهدى الصحابي الجليل زيد بن حارثة الكلبي، هي قصعة خبزاً وسمناً ولبناً.