تقرير عن الغوص على اللؤلؤ في الكويت، تعتمد دولة الكويت في إقتصادها على النفط والبترول وإستخارج اللؤلؤ الطبيعي من الخليج العربي، حيث إشتهر الكويتين بالملاحة البحرية وإتخذوها مهنة لهم، كما أن الخليج العربي يعد حلقة وصل بين العديد من الدول وهو ممر تجاري للكويت، حيث يتم من خلالها الإستيراد والتصدير، زنقل البضائع، وصيد الأسماك، والغوص للبحث عن اللؤلؤ، والتجارة عموماً، إكتب تقرير عن الغوص على اللؤلؤ في الكويت.
تقرير عن الغوص على اللؤلؤ في الكويت

تعد مهنة الغوص للبحث عن اللؤلؤ في مياه الخليج العربي من المهن القديمة في دولة الكويت، وذلك بعد أن إكتشف مجموعة من الغواصين وجود لؤلؤ طبيعي في أعماق الخليج العربي في دولة الكويت، ومن هنا بدأت مرحلة النمو الإقتصادي الكويتي في تجارة اللؤلؤ، وكان ذلك عام 1912، ومن ثم وخلال سنة واحدة فقط بلغ عائد الغواصين للبحث عن اللؤلؤ في الكويت 6ملايين روبية، وقد وصل عدد السفن في عام 1913 حوالي 812 سفينة، حيث أن رحلة الغوص على اللؤلؤ في الكويت تعد رحلة شاقة للغواصين والعاملين عليها، حيث يخرج الغواصين إلى البحر قبل شهر رمضان المبارك ليعودوا في بدايته، وتبدأ رحلتهم منذ بزوغ الشمس وحتى غروبها طوال النهار يبحثون عن المحار، ويكون حبل المرساة طويلاً وينتظرهم على ظهر السفينة القائد ومساعديه، ويجب على الغواصين أن يعودوا إلى السفينة قبل أن تغرب الشمس، حيث يقول لهم القائد: هلل عليهم، وعندها يقول الغواصون “لا إله إلا الله”، ويخرجون إلى ظهر السفين قائلين سوياً “الغوص عادة والصلاة عبادة”، وكذلك: “مول مول خير يا الله على التالي والأول، لا إله إلا الله رزق اليوم أخذناه ورزق بأجر على الله”، وهي ما يسميها البعض لغة البحر، وهكذا ينتهي يومهم ليتناولوا طعام الغذاء ويناموا حتى تصبح شمس يوم جديد ليقوموا بالبحث عن اللؤلؤ من جديد، وتمتد رحلتهم هذه في البحار قرابة الشهر ليعودوا إلى اليابسة.
الغوص على اللؤلؤ في الكويت

إن اللؤلؤ يعد من الحلي باهظة الثمن، وقد عمل الكويتين في البحث عن اللؤلؤ والتجارة به منذ قديم الزمان في محاولة لكسب الرزق والعيش، حتى بلغت عائدات الكويت من اللؤلؤ أكثر من الحد المتوقع وذلك بعد عام الطفحة، وأصبحت الكويت دولة غنية بعد أن إمتهنت الغوص على اللؤلؤ، كما إهتم النادي البحري الكويتي منذ عام 1987م بإحياء تراث الأجداد، وإقامة الفعاليات والإحتفالات في موسم الغوص على اللؤلؤ والذي يبدأ في شهر مايو حتى شهر سبتمبر، ويخرج الغواصين إلى البحر قبل شهر رمضان ليتمكنوا من قضاء شهر رمضان والصيام في الكويت، ثم يعودوا مرة أخرى بعد شهر رمضات وهكذا حتى ينتهي موسم الغوص، إن رحلة الغوص في البحث عن اللؤلؤ تتضمن عدد من العاملين على ظهر السفينة ولكل منهم مهمته الخاصة وهم: ربان السفينة المسؤول عن الإتجاهات واستعمال أدوات القياس متمرساً على شؤون البحر، المقدمي وهو رئيس البحارة والمسؤول عن سير العمل على السفينة، الغيص: وهو الشخص الذي يغوص في البحر لجمع المحار وكان يقوم بالنزول للماء دون آلات غوص بالإعتماد على الخبرة والشجاعة، الرصيف وهم الصبيان الذين يقومون بالأعمال الخفيفة والتدرب على الغوص للعمل به في المستقبل، ويرافقون الجميع على متن القوارب في الرحلات الشاقة، النهام أو يسمى بالمغني والذي يتميز بصوته الجميل فيحفز البحارة على الغناء مع بعضهم البعض حتى يستمروا في العمل والتجديف دون الشعور بالتعب والإرهاق.
تجارة اللؤلؤ في الكويت

إن مهنة الغوص على اللؤلؤ هي مهنة صعبة وضاقة ولكنها تدر أرباح ومبالغ ضخمة، مما يعزز الإقتصاد الكويتي ويؤدي إلى إزدهار البلد في التجارة، وتختلف أسعار اللؤلؤ بحسب النوع، والذي يعتمد على قوة إفراز الحيوان الرخو، وهي تنقسم إلى عدة أنواع حسب اللون ومنها:
- السماوي: يميل للزرقة الحقيقة يشبه لون السماء الزرقاء الصافية.
- الجيون: أجمل أنواع اللؤلؤ وأكثرها قيمة ويمتلك جميع صفات الجودة واللمعان.
- الفصوص: وهي عبارة عن اللآلئ الملتصقة بالمحارة، وتكون بدرجات مختلفة حسب الحجم وطريقة الاستخراج.
- الخضراء: وهو من الأقل جودة وأقلهم قيمة ويميل للون الأخضر.
- النباتي: اللؤلؤ الأبيض المشرب بالأحمر، غير ناصع البياض ويميل للصفرة ويشبه لون سكر النبات.
- قولوة: وهو ذو شكل بيضاوي باللون الوردي الداكن.
- اللؤلؤ الأسود: كان يستخرج بكميات قليلة ومعروف باللون الشديد السواد.
وغيرها العديد من الأنواع التي تحتلف في السعر بحسب ندرتها، كما تختلف في الإستخدام تبعاً لألوانها، ويتكون اللؤلؤ عندما يدخل جسم غريب مثل ذرة التراب داخل المحارة، وهو ما يدفعها للدفاع عن حيوان الرخويات داخل المحار لإفراز مادة ملساء محيطة بالجسم ليصبح ناعماً ومستديراً كنوع من الحماية، ويستمر بفرز هذه الطبقة مكوناً اللؤلؤ، ولذا فإن الحصول على اللؤلؤ من داخل المحار دون التسبب في كسرها أو إيذاء أنفسنا نتيجة دفاع المحار عن نفسها هي مهمة صعبة جداً مما يعطيها قيمتها المادية العالية في السوق.