قصة المقداد والمياسة كاملة

قصة المقداد والمياسة كاملة، قصة المقداد والمياسة من القصص العربية الشعبية التي تناقلتها العرب على مر الأزمان والأجيال فهي تتحدث عن قصة حب بحد السيف والمنازلة في ساحة المعركة وهذه من القصص التي تداولتها العرب مع المبالغة في بعض أحداثها قد دارت هذه القصة في بوادي الحجاز لفتاة إسمها مياسة وابن عمها المقداد، وهما شخصيتان لهما تاريخهما منذ القدم حيث كانا فارسين من فرسان قبيلتهما وقد سمع عن مياسة سادة قريش وكبرائها مما اتجهوا لقبيلتها لخطبتها ولكنها كانت لها شروط للقبول بالزواج، وفي هذا المقال سوف نوضح قصة المقداد والمياسة كاملة ومفصلة.

قصة المقداد والمياسة كاملة

قصة المقداد والمياسة كاملة
قصة المقداد والمياسة كاملة

قصة المقداد والمياسة من القصص الشعبية التي تداولها العرب وتناقلوها فيما بينهم واشتهرت هذه القصة على مر العصور والأزمنة والتي تتحدث عن قصة حب بالسيف، وقصة المقداد والمياسة كاملة:

 المياسة والمقداد

 المياسة والمقداد
 المياسة والمقداد

المياسة هي بنت جابر بن الضحاك من سادة قبيلة كندة، وكانت من فرسان العرب في قبيلتها وذات جمال يلفت الانتباه، والمقداد هو المقداد بن الأسود الكندي وهو ابن عم المياسة ولكنه ولد يتيماً وفقيراً وتربى وكبر على رعي الأغنام والخيل والإبل مع العبيد في قبيلة كندة والخدم ومن ثم أصبح من فرسان العرب المغاوير

حُسن وجمال المياسة

حُسن وجمال المياسة
حُسن وجمال المياسة

المياسة هي بنت جابر بن الضحاك والتي كانت تتمتع بفروسية كبيرة وعلى الرغم من فروسيتها وشجاعتها في القتال إلا أنها كانت أجمل نساء قبيلتها قبيلة كندة حيث كان جمالها يلفت الأنظار حتى أنه قيل في وصف جمالها إنها ذات قدّ معتدل، بخدّ أسيل، وطرف كحيل، وردف ثقيل، وعنق طويل، وقامة كأنها ميل، وقيل أيضاً إنها كانت ذكية المعاطر، مُقبقبة الخواطر، إن أقبلت خيلت، وإن أدبرت فتنت.

خطبتها من سادة العرب وشرطها

خطبتها من سادة العرب وشرطها
خطبتها من سادة العرب وشرطها

سمع سادة العرب بمياسة تقدم لخطبتها عدد من فرسان العرب ونازلوها في ساحة القتال للتغلب عليها والزواج منها، وذاع صيتها لدى سادة قريش وفرسانها فاتجهوا لقبيلتها لخطبتها من والدها جابر بن الضحاك لأي فارس منهم وايضاً بهدف ضمان مساندة قبيلتها كندة وذلك لأنهم من أشجع فرسان العرب في الحروب، فكان منهم أبو جهل حيث ذهب إلى قبيلتها بجماعة من أشراف قريش وسادتهم لخطبتها لابنه حنظلة من والدها ولكن مياسة كانت قد وضعت شرطاً لمن يريد الزواج بها ولم تتخلى عن هذا الشرط وهو منازلتها في ساحة القتال بالسيف ومن يتغلب عليها تتزوجه ومن يهزم أمامها ترفض الزواج منه

استقبال والد مياسة لسادة قريش

استقبال والد مياسة لسادة قريش
استقبال والد مياسة لسادة قريش

استقبل جابر بن الضحاك والد المياسة سادة قريش وأحسن في استقبال، ورحب بهم حيث قال: ” مرحبا سادة العرب وسكان زمزم والصفا “، وقام بذبح الذبائح وسكب الخمور لمدة ثلاث أيام وهذا كان من عادات العرب استقبال ضيوفهم ثلاث أيام وفي اليوم الثالث يسألون عن حاجتهم، فبعد مرور ثلاثة أيام على استضافته لهم سألهم عن طلبهم الذي حضروا من أجله، فاجابوه ” جئناك راغبين ولابنتك المياسة خاطبين، وقد سمعنا عن حسنها وجمالها وشجاعتها ” وقام أبو الحكم عمرو بن هشام أبوجهل ليخطبها لابنه حنظلة، وبذلك سمع جابر بن الضحاك كلامهم وقال ” يا سادات قريش اعلموا أنه ما بقى من العرب أحد إلا قدم إلينا وطلب ما طلبتم وسأل ما سألتم ” وقام ليدخل على ابنته المياسة ليخبرها بمطلب سادة قريش حيث وجدها تجلي درعها وتعد سيفها ولما رأته نهضت فقال: ” يا ابنتاه اعلمي أن سادات قريش أقبلوا علينا من مكة يطلبون الزواج منك، وكل واحد منهم طلبك لنفسه أو لولده، فاختاري من شئت منهم، واعلمي أنهم جميعاً سادة البطحاء وأشراف العرب وسكان زمزم والصفا “، فقالت المياسة: ” لا يملك عناني إلا من يغلبني في المبارزة وميدان الحرب “، وطلبت من أبيها أن يخرج إلى سادة قريش ويأمرهم أن يركبوا خيولهم ويلبسوا عدة حربهم ويلتقوها غداً في الميدان، ومن غلبها منهم كانت له، وسادة قريش قالوا: ” رضينا “، واستعدوا لملاقاة المياسة، وفي صباح اليوم التالي ركبوا خيولهم وخرجوا للميدان وأطلقوا العنان، وخرجت لهم المياسة وقد أسرجت على جواد من أجود الخيل يقال له ( الجوال ) وتقلدت بسيف هندي واعتقلت برمح ووقفت على ربوة عالية وانشدت:

  • ” أهمك قول الشين والعذال
    وقلت قولا ليس بالمحال
    إذا قريش عاينو فعالي
    ولو اعن الحرب والنزال “

فرد عليها أحد الفرسان قائلاً:

  • ” ما في العشائر والقبائل مثلنا
    ولنا الفخار وسائر الأكرام
    ولنا الشجاعة والبراعة والندا
    ولنا الهمز والاجلال والاعظام “

فسمعته المياسة وأخذتها الحمية والنخوة العربية، ونادت أيها السادة هلموا الى الميدان فهنا يظهر الشجاع من الجبان، وبرز لها فارس بعد فارس وبطل وبعد بطل حتى حاروا في أمرها وأذهلتهم قوتها وشجاعتها.

منازلة المقداد لمياسة

منازلة المقداد لمياسة
منازلة المقداد لمياسة

كان من بين شباب كندة ابن عمها المقداد بن أسود الكندي، الذي كان فقيراً يتيماً يرعي الخيل والابل ولكنه تعلم الفروسية، وكان يتعلم الطعن والضرب والنزال، لما سمع بمنازلة المياسة لسادة العرب وتغلبها عليهم قام بالطلب من والدته أن تستعير له فرس خاله وسيفه ورمحه ليستعد لمنازلتها، فرفضت والدته وشتمته وعيرته بفقره وقالت له: ” أنت فقير وصغير على النزال، الحق بجمالك وخل ما ينفعك وأنت راع فلا يصلح لك أن تبرز الى الميدان ولا طاقة لك وأنت رجل ضعيف ” فغضب منها وأنشد قائلاً:

  • يمشي الفقير وكل شيء ضده
    والناس تغلق دونه أبوابها
    حتى الكلاب إذا رأته عابرا
    نبحت عليه وكشرت انيابها

وهنا ذهبت والدته لخاله وطلبت منه الفرس والرمح والسيف خاصته، فأهدته زوجة خاله إيهم، وبذلك خرج المقداد لملاقاة المياسة في ساحة المبارزة متنكراً، حتى أن الرواة قالوا أنهما تطاعنا بالرماح حتى تكسرت، وتضاربا بالسيوف حتى تلمت، وعضت الخيل على المراود، وعلا بينهما الغبار وبقيا الاثنين من النهار وحتى غروب الشمس وهما في حالة كرّ وفرّ وطعن وضرب حتى أنه ازدحم الناس حولهما، كما وقالوا عنه أنه الشيطان وهذا لأنهم لا يعرفون المقداد بسبب انغماسه بين الخيل والابل وفي المراعي، وقد قامت المياسة بطعنته بكل ما قوتها ولكنه تلقاها بثبات وضرب جواده بالسوط فخرج من تحته كالريح، فبادرته بطعنة أخرى فزاغ منها الى تحت بطن الجواد، واقتلع المياسة من على جوادها ورماها على الأرض، وقامت المياسة وهي خجلانة متغيرة اللون، مكسورة القلب، باكية العين، ومضت الى منزلها، وقالت لوالدها زوجني بهذا الفارس الذي قهرني في حومة الميدان ونكبني بين الشجعان، إن كان غنيا رضيته وان كان فقيرا أغنيته.

مهر المياسة

مهر المياسة
مهر المياسة

المقداد هو ابن أخيه لوالد مياسة جابر بن الضحاك، ولما علم جابر بأن من نازل ابنته هو المقداد  رفض تزويجه المياسة، وقال لها ” كفى عن هذا الكلام ولا تطمعي فيه أبدا، فكيف وقد خطبك ملوك العرب وساداتهم أن ترغبي في هذا اليتيم، وهو ضعيف قومك وفقير عشيرتك ” لكن المياسة أصرت على الزواج منه، فخرج من عندها وقد صعب عليه الأمر، واعتذر لسادات قريش، واستشار قومه فنصح أحدهم أن يغالي في المهر فيهلك المقداد في طلبه، وقال له ” ثقل عليه الشرط والمهر وأشرط عليه شرطاً فيمضي في طلبه “، فقال له الضحاك ” جزيت خيراً على هذا الرأي “، وقال للمقداد ” مهر ابنتي أربعمئة ناقة حمر الوبر سود الحدق لم يحمل عليها شيء، وأربعمئة رأس خيل مجللة وسرجها وركابها من ذهب، ومئة جارية ومئة عبد ومئة أوقية من المسك وخمسون أوقية من الكافور ومئة ثوب من الديباج، وعلبة قمطر مملوءة من ثياب مصر وعسل الشام والف أوقية من الذهب الاحمر والف أوقية من الفضة البيضاء وثماني نوق معلمات وثمانمئة أوقية من البنان الرومي، وبعد ذلك أريد منك جهازها مثل بنات العرب “.

فقال المقداد ” علي لك ذلك “، وخرج من ديار كندة طالباً مهر المياسة، والتقى قافلة بها ثلثمئة ناقة حمر الوبر، والكثير من بضائع مصر والشام ويقودها ثلاثة فرسان، فصاح صيحة عظيمة وحمل عليهم، وقال له أحدهم ويلك ارجع عن سادات الحرم وسكان مكة وزمزم، فقال المقداد أهلاً ومرحباً، من أي قبيلة أنتم فقالوا نحن بنو هاشم، وعندما عرفوا حكايته، قالوا له: ” لقد ظلمك عمك، وما طلب ذلك في مهر ابنته المياسة الا لهلاكك ” ووهبه كل واحد منهم مئة ناقة، ثم التقى ابن قيس بن مالك وبنت عمه الخنساء وأنقذهما من الذين أسرهما ثم انطلق الى أراضي كسرى بالعراق، وقتل من فرسان كسرى الكثير حتى التقاه كسرى وأعجب به وأعطاه خاتم الأمان الذي قيل أن فصه كان يعادل خراج مصر والعراق والشام سبع سنين، وأغدق عليه العطايا وعاد الى قومه بأموال طائلة وتزوج المياسة، وأنهى قصة في الفروسية والشجاعة تداولها الناس على مدى مئات السنين.

انتهت قصة المقداد والمياسة بزواجهما بعد أن قام بمنازلتها في ساحة القتال وتغلب عليها وبعد أن رفض والدها تزويجه إيها لفقره وطلب منه مهراً صعب المنال لفقير مثله، لكن المقداد بشجاعته وبسالته استطاع الحصول على مهر المياسة وتزوجها وهذه هي قصة الفروسية والشجاعة والبسالة بين المقداد بن الأسود الكندي الفقير اليتيم والمياسة بن جابر بن الضحاك أحد سادة كندة، وبذلك نكون تعرفنا على قصة المقداد والمياسة كاملة.

Scroll to Top