أجمل ما قيل عن ليلة القدر، إن أهمية ليلة القدر تتجلى في وجود سورة قرآنية هي سورة القدر وتتحدث فقط عن ليلة القدر وفضلها وأهميتها، فهي ليلة عظيمة تسكن فيها الطمأنينة والألفة قلوب المؤمنين، وتتحدد فيها الأقدار ويستجيب فيها الله عز وجل لدعاء عباده، وتتضاعف فيها الحسنات والأعمال، ويردد فيها لامسلم دائما: اللهم إنك عفو تحب العفو فإعف عنا، وهو دعاء كان يردده رسولنا الكريم في ليلة القدر دائماً، وقيل فيها أجمل الكلام والعبارات، ما هو أجمل ما قيل عن ليلة القدر.
أهمية ليلة القدر

إن ليلة القدر قد إختصها الله عز وحل دوناً عن باقي الليالي في الشهر الكريم، مما يبين لنا أهميتها وفشلها وعظمها عند الله تعالى، ووصفها الله بالليلة المباركة لأنه يطرح فيها البركة، فهي ليلة مليئة بالخيرات والبركات والإستجابة للدعوات، والعمل في هذه الليلة المباركة يعدل ثواب العمل في ألف شهر، وقد تغنى الشعراء في قصائدهم بليلة القدر وقالوا فيها أجمل الكلمات، فهي ليلة خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها، لذا فإن الشعائر التي يقوم بها العباد في ليلة القدر تكون: تلاوة آيات القرآن الكريم، ذكر الله عز وجل بالتسبيح والإستغفار، قيام الليل، صلة الأرحام في ليلة القدر، الدعاء والإبتهال.
أجمل ما قيل في ليلة القدر

كتب الشاعر العراقي الشهير بدر شاكر سياب قصيدة جميلة تلامس القلوب، يتحدث فيها عن فضل وأهمية ليلة القدر وعظمها، فيقول فيها:
- يا ليلة تفضل الأعوام والحقبا
هيجت للقلب ذكرى فاغتدا لهبا
وكيف لا يغتدي نارا تطيح به
قلب يرى هرم الاسلام منقلبا
يرى شعائر دين الله هاربة
يسفها النوء تمضي حيثما ذهبا
أين العنان الذي تلويه عاصفة
ما فاتحين يرون الموت مطلبا
للرغو حول شدوق الخيل وسوسة
والنقع يذري لثاما قنع السحبا
من كل محتسب بالله متكل
عليه يفري ضلوع البغي ان ضربا
كأن أسيافهم في كل معمعة
جسر الى جنة الفردوس قد نصبا
يا ليلة القدر يا ظلا تلوذ به
ان مسنا جاحم الرمضاء ملتها
ذكراك في كل عام صبيحة عبرت
من عالم الغيب تدعو الفتية العربا
أقوم أحمد مضروب على يدهم
بالذل من هول ذاك الفتح واعجبا
تفرقوا شيعا في كل حاضرة
قوم يقيمون من أغلالهم نصبا
لولا بقايا من الثوار صامدة
في ظل وهران تسقي خصمها العطبا
تكون ولى فرارا من جحافلها
والرعب مما تصك الظالم ارتعبا
لقلت واضعية الاسلام في بلد
بالأمس أعلى منار الحق ثم خبا
يا ليلة القدر أعلي قدر أمتنا
شهم تعالى على الشيطين وانتصبا
عبد الكريم الذي جاد الكريم به
أقال من عثرة شعبا بما وهبا
ما كان يرغب عن أنوالر ثورته
الا الخفافيش ساءت تلك منقلبا
هووا الى قاع بئر قرار لها
مستمسكين بحبل من دم خضبا
حبل تشد يد الشيطان أوله
ويجذب الفوضوي الخائن الذنبا
كم جيد عذراء دق الحبل أتلعه
وكم ذراع لطفل قص واجتذبا
ياليلة القدر نورا أضاء لنا
قاع السماء فأبصرنا مدى عجبا
تترل الروح رفافا بأجنحة
بيض على الكون أرخاهن أو سحبا
عطف الأمومة في عينيه متقد
وان يكن للتقاة المحسنين أبا
وللملائك تسح وزغردة
تكاد رناتها أن تذهل الشهبا
ومن دماء الضحايا في جوانبه
نار تمد اللسان المغلق الذربا
يشكو الى الله ذرى عقاربه
فأنبت زهرا من سمها أشبا
ومن هوت تقطع الأضلاع مديته
وساق ظلما الى الجلاد من هربا
ذكرى تعود كأن الغدر يبعثها
من كهف أمس الذي ولى بما كسبا
أمس الذي ان غفلنا عاد جاحمه
فاقتص ممن يحب الله والعربا
لا صلح بين الهدى والبغي لا سنة
تعمي النواظر عمن سامنا العطبا.
الدعاء في ليلة القدر

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو كثيراً في ليلة القدر، وكان يحث المسلمون على الدعاء بكل ما يتمنوه من الله عز وجل في ليلة القدر، ومن أدعية ليلة القدر عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-:
- اللَّهُمَّ يَا سَامِعَ يَا عَلِيمٌ اُرْزُقْنِي فَضْل قِيَامُ لَيْلَةٍ الْقَدْرِ وَسَهْل أُمُورِي فِيهِ مِنْ الْعُسْرِ إلَى الْيُسْرِ، وَأَقْبَل معاذيري وَحَطّ عَنِّي الذَّنْب وَالْوِزْر يَا رؤفاً بِعِبَادَة الصَّالِحِين.
- اللَّهُمَّ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَة أَن تكتبنا مِن عتقائك مِنْ النَّارِ، اللَّهُمَّ أَعْتِقْ رقابَنا ورقابَ آبَائِنَا وأمهاتنا وَسَائِر قَرَابَاتِنَا مِنْ النَّارِ يَا عَزِيزُ يَا غِفَار.
- يا من تفضلت على عبادك بالقرآن الكريم في ليلة القدر، أجرنا من النار، اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وصلاتنا ودعائنا وسائر أعمالنا، وبلغنا برحمتك ليلة القدر يا هادي المضلين.
- اللهم اجعلني فيه من المستغفرين، واجعلني فيه من عبادك الصالحين القانتين، واجعلني فيه من أوليائك المقربين، واعتق رقبتي من النار برأفتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم يا قاضى الحاجات ويا مجيب الدعوات اقض حوائجنا وحوائج السائلين.
- اللهُمَّ إني أَسْأَلُكَ العفو والعافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهُمَّ إني أَسْأَلُكَ العَفْوَ والعافيةَ في دِينِي ودُنْيَايَ، وأهلي ومالي، اللهُمَّ اسْتُرْ عَوْراتِي وآمِنْ رَوْعاتِي، اللهُمَّ احْفَظْنِي من بينِ يَدَيَّ، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتالَ من تحتي.
قصيدة عن ليلة القدر

يقول الشاعر في فضل ليلة القدر وأهميتها: أطلّّي غُرّةَ الدهرِ، أطلي ليلةَ القدرِ أطلي درّةَ الأيام مثلَ الكوكب الدرّي أطلّي في سماء العمر إشراقاً مع البدرِ سلامٌ أنتِ في الليل وحتى مطلعِ الفجرِ سلامٌ يغمرُ الدنيا يُغشّي الكونَ بالطهرِ وينشرُ نفحةَ القرآنِ والإيمانِ والخيرِ لأنكِ منتهى أمري فإني اليوم لا أدري أفي حلُمٍ أفي وعيٍ أنا يا حَيرةَ الفكرِ! فما قيسٌ وما ليلى وما ذاك الهوى العُذري! حفظتُ هواكِ في سري، فباحتْ مهجةُ السرِّ وصنتُ سناكِ في صدري فشعّتْ خفقةُ الصدرِ أداريهِ وأسكبُهُ بقلبِ زجاجةِ العطرِ وأصحَبهُ مدى عمري وأحملُه إلى قبري لأنكِ أنت أمنيتي فرشتُ الحبَّ في قصري لأجلكِ صُغتُ قافيتي، وصغتُ قصيدةَ العمرِ أرتّلها وأنشدُها فأرحلُ في مدى الشعرِ فمن شطرٍ إلى شطرِ ومن سطرٍ إلى سطرِ ويصغي الكونُ في شغفٍ لقافيةٍ على ثغري لقافيةٍ ملوّنةٍ بلونِ خمائلِ الزهرِ فحرفٌ لونهُ يُغوي، وحرفٌ حسنهُ يغري وليس الفضلُ لي أبداً فما عندي سوى فقري وكلّ الفضل والنُعمى لربٍّ مالكٍ أمري ومنْ يدري! بما قد رانَ من وزرٍ على ظهري فيا رباهُ فارحمني فوزري آهِ من وزري لأنكِ أنت أمنيتي لأنك ليلة القدرِ.