كيف احسن الظن بالله، حسن الظن بالله من الدلائل القوية على مدى قوة إيمان المسلم وتقربه إلى الله واليقين بالله بأنه قريب للعبد فهو أقرب للانسان من حبل الوريد، فكيف له أن يترك عبده بحاجته ولا يستجب له دعائه فمن يحسن الظن بالله يعيش مرتاح البال متفائل بالحياة، ويقبل العبد إلى الله بنفس راضية مطمئنة بقضائه وقدره، فحسن الظن بالله هو توقع كل شيء جميل من الله فيتوكل المسلم عالله ويسعى ويجتهد لتحقيق ما يتمناه من الله عز وجل، فالمسلم يتمنى من الله كل شيء يحبه ويرضي الله لذلك الكثير يسأل كيف احسن الظن بالله، وهذا ما سوف نوضحه بالتفصيل في هذا المقال.
كيف احسن الظن بالله؟

حسن الظن بالله هو اليقين التام بتحقيق كل ما يتمناه المسلم من الله عز وجل والايمان الجازم بأن الله قريب من العبد، فدعاء العبد يكون على يقين منه بأنه الله يستجيب دعاء العبد المنيب إلى الله عز وجل الذي يدعو وقلبه مليء بالأمل والتفائل من إجابة الله له، فكلما تقرب العبد من من الله بالصلاة والدعاء بقلب متفائل محسن الظن به كلما كانت الإجابة أسرع فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : يقول الله تعالى : ” أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعاً ، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة “، فكيف احسن الظن بالله؟
- المعرفة بأسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته والتدبر بحكمته في الخلق، فمجرد التفكير ومعرفة أن الله قادر كريم إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون هذا من حسن الظن بالله، ففي قول ابن القيم: ( وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم، وفي ما يفعله بغيرهم، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته، وعرف موجب حكمته وحمده ).
- المعرفة والإيمان بكرم الله عز وجل، والإيمان بأنه هو المعطي والمانع والضار والنافع، فما يعطيه الله عز وجل للعبد من كرمه وعظمته وما يمنعه عن العبد إنما هو لحكمة هو بالغها، فقد جاء في الحديث القدسي قول الله عز وجل: ” يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه “.
- إجتناب المنكرات والابتعاد عن المعاصي، وإذا قام الإنسان بعمل معصية تاب إلى الله تعالى وأنام ظناً منه بالله أنه سيتوب عليه ويغفر له معاصيه، وعمل الخير والإحسان والرجاء بكل هذا الثواب والأجر العظيم من الله عز وجل، وكما قال ابن القيم: ( ولا ريب أن حسن الظن إنما يكون مع الإحسان فإن المحسن حسن الظن بربه أن يجازيه على إحسانه ولا يخلف وعده ويقبل توبته وإنما المسىء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه وأحسن الناس ظنا بربه أطوعهم له كما قال الحسن البصري: إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل وإن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل . فكيف يكون يحسن الظن بربه من هو شارد عنه حال مرتحل في مساخطه وهو مع هذا يحسن الظن به وهل هذا إلا من خدع النفوس وغرور الأماني ).
حسن الظن من أعظم العبادات التي يستجيب بها الله سبحانه وتعالى دعاء عبده المسلم المنيب ويحقق له ما يتمناه خيراً من الله عز وجل إذا كان العبد على يقين تام وإيمان جازم بأن الله تعالى هو القادر على كل أمر ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وأنه هو المعطي والمانع وهو النافع والضار بيده مقاليد السماوات والأرض سبحانه وتعالى، وبذلك نكون قد قدمنا في هذا المقال عن كيف احسن الظن بالله.