مدينة النحاس أين تقع، مدينة النحاس هو اسم يتكرر في الكثير من القصص التاريخية والأساطير، فما هي مدينة النحاس وأين تقع هذه المدينة، هو سؤال محير ويبحث عن إجابته الكثير من الناس ممن يرغبون في معرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المدينة العجيبة التي تسمى بمدينة الجن، مدينة النحاس أين تقع وما هي قصة مدينة النحاس.
مدينة النحاس أين تقع

هذه المدينة مدينة النحاس تم ذكرها في قصص المؤرخين القدماء، فأين تقع هذه المدينة، إن مدينة النحاس قد بنتها الجن لسليمان بن داوود عليهما السلام تقع في فيافي الأندلس بالمغرب الأقصى قريباً من بحر الظلمات، وقد بلغ خبرها إلى عبد الملك بن مروان الذي كتب إلى عامله بالمغرب:” إنه قد بلغني خبر مدينة النحاس التي بنتها الجن لسليمان بن داوود عليهما السلام. فاذهب إليها واكتب إلي بما تعاينه فيها من العجائب”، وهذه هي القصة التاريخية لمدينة النحاس حيث تقع مدينة النحاس في الأندلس الأوروبيّة أو في دولة المغرب في إفريقيا.
قصة مدينة النحاس

جاء في كتاب (آثار البلاد وأخبار العباد) لأبو عبد الله بن زكريا القزويني، عن أستاذه أبو حامد الأندلسي أو كما يعرف أيضاً بالغرناطي قصيدة في وصف مدينة النحاس، ومنها يقول فيها:
- أين الملوك ومن بالأرض قد عمروا
- قد فارقوا ما بنوا فيها وما عمروا
- وأصبحوا رهن قبر بالذي عمـلـوا
- عادوا رميماً به من بعد ما دثـروا
- أين العساكر ما ردت وما نفـعـت
- وأين ما جمعوا فيها وما ادخـروا
- أتاهم رب العرش علـى عـجـل
- لم ينجهم مـنـه أمـوال ولا وزر
- أين الذين بنـوا لـذاك وشـيدوا
- غرفاً به لم يحكـهـا بـنـيان
- جمعوا العساكر والجيوش مخافة
- من ذل تقدير الإله فـهـانـوا
- أين الأكاسرة المناع حصونهـم
- تركوا البلاد كأنهم ما كـانـوا
- أين الذي عمر البلاد بأسرهـا
- سنداً وهنداً واعتدى وتجبـرا
- والزنج والحبش استقاد لأمـره
- والنوب لما أن طغى وتكبـرا
- لا تنتظر خيراً بما في قبـره
- هيهات أن تلقى بذلك مخبـرا
- فدعته من ريب المنون حوادث
- لم ينجه من قصره ما عمـر
- أين من أسس الذرى وبنـاهـا
- وتولى مشـيدهـا ثـم عـلا
- أين أهل الحصون من سكنوها
- كلهم عن تلك الصياصي تولى
- أصبحوا في القبور رهناً ليوم
- فيه حقاً كل السرائر تبـلـى
- ليس يبقى سوى الإله تعالـى
- وهو مازال للكـرامة أهـلا
- انظر إلى ما ترى يا أيها الـرجـل
- وكن على حذر من قبل ترتـحـل
- وقدم الزاد من خـير تـفـوز بـه
- فكل ساكن داراً سـوف يرتـحـل
- وانظر إلى معشر زانوا منازلـهـم
- فأصبحوا في الثرى رهناً بما عملوا
- بنوا فما نفع الـبـنـيان وادخـروا
- لم ينجهم مالهم لما انقضى الأجـل
- كم أملوا غير مقدور لهم فمـضـوا
- إلى القبور ولم ينفعـهـم الأمـل
- واستنزلوا من أعالي عز رتبتـهـم
- لذل ضيق لحد ساء مـا نـزلـوا
- فجاءهم صارخ من بعد ما دفـنـوا
- أين الأسرة والتيجـان والـحـلـل
- أين الوجوه التي كانت مـحـجـبة
- من دونها تضرب الأستار والكلـل
- فأفصح القبر عنهم حسب سائلـهـم
- أما الخدود فعندها الورد منتـقـل
- قد طال ما أكلوا يوماً وما شـربـوا
- فأصبحوا بعد طيب الأكل قد أكلوا
- بنـي آدم لا يهـزأ بـك الأمــل
- عن كل ما ادخرت كفاك ترتحلوا
- أراك ترغب في الدنيا وزينتـهـا
- وقد سعى قبلك الماضون والأول
- قد حصلوا المال من حل ومن حرم
- فلم يرد القضا لما انتهى الأجـل
- قادوا العساكر أفواجاً وقد جمعـوا
- فخلفوا المال والبني انوار تحـلـوا
- إلى قبور وضيق في الثرى رقدوا
- وقد أقاموا به رهناً بما عمـلـوا
- كأنما الركب قد حطوا رحالهم
- في جنح ليل بدار ما بهـا نـزل
- فقال صاحبها يا قوم ليس لـكـم
- فيها مقام فشدوا بعد ما نـزلـوا
- فكلهم خائف أضحى بهـا وجـلا
- ولا يطيب له حل ومـرتـحـل
- فقدم الزاد من خير تسـير غـدا
- وليس إلا بتقوى رب كالعـمـل.