هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة، يعتبر التساءل السابق من الأسئلة التي تم تداولها بكثرة عبر المواقع البحثية المختلفة، حيث قام الله تعالي بفرض الزكاة علي المسلمين باعتبارها من أركان الاسلام الخمسة وتحتل المركز الثالث، فبها شرطا لاكتمال دين الاسلام، من هنا فان أحكام الزكاة وتعليماتها من الأشياء التي لابد للمسلم من معرفتها والدراية بتفاصيلها، بمقالنا هذا وعبر السطور أدناه سنوضح الحكم المتعلق بمكان اداء زكاة الفطر علي وجه شامل وكامل.
هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة
- من الممكن وأجاز الدين الاسلامي وشريعتنا، بدفع زكاة الفطر في غير محل الاقامة وفي بلد اخر ان كان هناك حاجة وضرورة لذلك، ولكن من باب أولي أن يقوم العبد المسلم باداء تلك الزكاة في البلد التي يكون مقيما بها هو واسرته.
- اذ لابد من اخراجها عن نفسه وأهل بيته وأسرته في نفس مكان اقامته باعتبار زكاة الفطر هي بمثابة مواساة وتسلية للفقراء والمساكين، ومن باب أولي مواساه فقراء أهل بلده التي يكون مقيما بها، ولكن في حين دعت الحاجة الي ذلك، فلا حرج ولا بأس من اخراجها خارج بلد الاقامة والله تعالي أعلي واعلم.
هل يجوز للمغترب إخراج زكاة المال في بلده
- من الأفضل ومن باب أولي أن يتم اخراج زكاة الفطر في البلد المقيم بها العبد المسلم لكل من الفقراء والمساكين والمحتاجين، وقام الكثير من أهل العلم والأئمة والعلماء بالاجماع علي وجوب دفع زكاة الفطر في نفس مكان الاقامة للمسلم؛ مستدلين علي هذا الأمر من قول الرسول-محمد-صلي الله عليه وسلم: (فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ).
- هذا ونشير الي أن اخراج زكاة الفطر في بلد غير المقيم بها المسلم، يُجزئه ويرفع عنه الفريضة، فيجوز للمغتربين اخراجها عن أنفسهم وأهاليهم وأسرهم الي بلده الأصلية في حال دعت الحاجة والضرورة الي ذلك وبحسب الواجبات الشرعية.
- وننوه الي أن أهم الضروريات التي تعمل علي اباحة القيام بارسال زكاة الفطر الي المحتاجين من الأقارب لما فيها من ثواب وأجرا عظيما من عند الله تعالي؛ كما إنَّ وجود من هم أكثر حاجة للزكاة وضرورة في غير بلد الإقامة يُبيح ذلك، والله أعلم.
هل يجوز تكليف شخص بإخراج زكاة الفطر
- لا حرج ولا بأس من قيام العبد المسلم بالتكليف لشخصا اخر لقيامه بدفع الزكاة المختصة بالفطر، في حين وجد به الثقة ليقوم بادائها واعطائها للمحتاجين والفقراء، أو مقدارها من المال ولا فرق في الوقت الذي يُعطيه فيه الزكاة، فمن الممكن أن يقوم باعطائها بمنتصف الشهر او في اخرها، ومعادها المحدد يكون قبل يوما أو يومين من العيد.
- في حين كان الشخص الموكل باخراج زكاة الفطر من أهل الثقة والامانة وكانت الزكاة محققة للشروط التي تلزم من الوقد والمقدار علي حد سواء، فلا بأس ولا حرج علي العبد المسلم أن يقوم بتوكيل شخصا اخرا يقوم باداء ودفع زكاة الفطر عنه والله تعالي أعلي وأعلم.
حكم تأخير زكاة الفطر
- من غير الممكن ولا يجوز أن يتم تأخير دفع زكاة الفطر بشكل عام، حيث أنه في حين جاء وقتها وحان لابد من الاستعجال في ادائها واخراجها لكل من: المساكين، الفقراء، المحتاجين وممن توجب عليهم الزكاة، فلا حرج في تأخيرها يوم أو يومان، ولكن من باب أولي وأفضل اخراجها في موعدها المحدد شرعا.
- ونشير الي أنهخ لا يمكن تأخير زكاة الفطر الي ما بعد صلاة العيد؛ اذ لابد من تأديتها في أخر يوما من شهر رمضان، أي في ليلة العيد؛ أمّا عن تأخيرها لبعد صلاة العيد فهو غير جائز، وإنَّ في تأخيرها إثم على الإنسان، ويجوز عليه ا، يقضيها بتقديمها بعد ذلك مع التوبة إلى وجه الله تعالى، والله تعالى أعلي وأعلم.
قدمنا كافة المعلومات التوضيحية والتفصيلية المختصة بطرح مقالتنا ألا وهو، هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة، موردين كافة ما يتعلق بهذا الخصوص علي وجه السهولة والبساطة، باعتبار ديننا وشريعتنا الاسلامية دين يسر علي المسلمين وليس عسرا، سائلين المولي عزوجل صياما مقبولا وزكاة مقبولة باذن المولي وعيد سعيد.