ما فائدة صلاة التطوع؟ إن الله تهالى فرض على عباده خمس صلوات في اليوم والليلة، حيث تعتبر تلك الصلوات بمثابة المطر الذي ينقي الروح والجسم من الذنوب التي تتعلق بها، فإنها تزكية تطهير وراحة وسكينة للنفس والوجدان، ومن رحمة الله بعباده أن جعل هناك نوافل غير الصلاة المفروضة وهي صلاة التطوّع، فإنها تُعد ضرورية ومهمة حتى تكتمل صلاتنا بشكل تام دون نقص، وفي نفس الوقت تكون نتيجة للتقرب والرفعة من الله يوم القيامة، لذلك سوف نتعرف على فائدة صلاة التطوع من خلال السطور القادمة.
حكم صلاة التطوع

لقد جاء حكم صلاة التطوع بأنه سُنة مؤكدة مستحبة غير واجبة، على عكس صلاة الفريضة والتي تعتبر واجبة، ولذلك فإ ن تركها حرام ويعاقب تاركها، كما يجب على كل فرد ذكر بالغ عاقل أن يؤديها بالمسجد، بينما صلاة التطوع فإنه لا يُعاقب تاركها، إنما يثاب ويؤجر فاعلها، والتي تعتبر سبب في التقرب من الله تعالى وإبتغاء مرضاته، حيث كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحرص دوماً على أن يصلي شيئاً من صلاته النافلة في بيته كما ذكر حتى لا تصبح البيوت كالمقابر، و من أفضل صلاة التطوع هي التي تكون في جماعة، مثل صلاة التراويح والاستسقاء، التي يكون فيها الأجر مضاعفاً مما لو كان وحده، إنما المرأة فتصلي صلاة النافلة في المنزل ولكن يكتب لها أجر الرجال في جماعة، ويسن لها أن تخرج للمسجد تصلي لكن يبقى أفضل مسجد للمرأة بيتها ومصلاها.
فائدة صلاة التطوع

تبدو فائدة صلاة التطوع بارزة وواضحة من خلال أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عندما كان يوصي أصحابه بكثرة السجود لما فيه من تقرب إلى الله ونيل الأجر والثواب في الدنيا والآخرة، كما تقرب العبد من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
كذلك فإن صلاة التطوع تسد مكان التقصير في صلاة الفريضة، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم :” إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال: يقول ربنا عز وجل لملائكته: وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمّها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً قال انظروا هل لعبدي من تطوع، فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم”.
لذلك كان علينا التمعن بأن ندرك ذلك الثواب فنتزود من كل خير، حتى إذا جاء اليوم الذي نفتش فيه عن حسنة واحدة، يوم لا يشفع لنا إلا كل عمل صالح إدخرناه ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلأ من أتى الله بقلب سليم.
فضل صلاة التطوع
1- صلاة التطوع هي سبب تقرب العبد من ربه، حيث جاء في الحديث القدسي الشريف، أن الله عز وجل يقول: «وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأعِيذَنَّهُ» (رواه البخاري).
3- صلاة التطوع تكون أفضل في المنزل، إن صلاة التطوع تكون في المزل أفضل من المساجد، إلا ما شرع فيه الجماعة، مثل صلاة التراويح في رمضان، كما قَالَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «فَإِنَّ أَفْضَلَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ، إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ» (رواه البخاري).
إن صلاة التطوع هي كل صلاة يتم تأديتها غير الصلاة المفروضة، والتي تكون سبب لتقرب العبد منربه، من أجل نيل رضاه ومحبته، والدليل على ذلك ما ورد في الحديث القدسي الشريف: “وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه” ، إذا بذلك نكون قد تعرفنا من خلال السطور السابقة على حكم صلاة التطوع، وما فائدة صلاة التطوع، كذلك تعرفنا على فضل صلاة التطوع.