من هو أمين هذه الأمة، ذكرت السنة النبوية قصص الكثير من الصحابة الكرام -رضوان الله عنهم أجمعين- والتي تبين مدى حب الصحابة للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وسجاعتهم وقوة إيمانهم ومواقفهم البطولية في الدفاع عن الدين الإسلامي ومحاربة الكفار والمنافقين، ومنهم: أبي بكر الصديق، عثمان بن عفان، أنس بن مالك، أبو عبيد بن الجراح، -رضي الله عنهم-، ولكل منهم تاريخه وألقابه وبطولاته في فجر الإسلام، والسؤال هنا يقول من هو أمين هذه الأمة كما قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
من هو أمين هذه الأمة
في حديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الصحيح: “إنَّ لكلِّ أمَّةٍ أميناً، وإنَّ أميننَا، أيَّتُها الأمَّةُ، أبو عبيدةَ بنُ الجرَّاحِ”، فالحديث السابق يبين لنا أن أمين هذه الأمة هو الصحابي الجليل أبي عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه-، وهو من صحابة رسول الله الذين شاركوا في العديد من المعارك مع النبي وقاموا بنشر الدين الإسلامي وحماية القرآن الكريم وحفظه في الصدور والسطور، كما أنه من العشرة المبشرين بالجنة كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: “أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي في الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة”، وهو من الصحابة الذين ضربوا لنا أروع الأمثلة في الجهاد والأخلاق والإلتزام بالدين الإسلامي وعدم مفارقة رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان الصحابة الكرام -رضوان الله عنهم أجمعين- لا يفارقون النبي -صلى الله عليه وسلم- لحظة وذلك لكي يستفيدوا منه ويأخدوا منه العقيدة الإسلامية الصحيحة وكانوا ثابتين على الدين الإسلامي ورسالة النبي رغم أذى قريش والمعاناة التي كانت تواجههم في هذا الوقت.
الصحابي الجليل أبي عبيدة بن الجراح
هو عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، يكنّى بأبي عبيدة، ومن مواقفه البطولية التي سطرها التاريخ أنه قال في يوم بدر قتل أبو عبيدة بن الجراح أباه، وقال ابن شوذب: جعل أبو أبي عبيدة بن الجراح يتصدى لابنه أبي عبيدة -رضي الله عنه- يوم بدر، فجعل أبو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثر قَصَدَه أبو عبيدة فقتله، فأنزل الله تعالى في ما حدث الآية الكريمة: “لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”، كما شارك أبي عبيدة بن الجراح منذ إسلامه بالعديد من المعارك التي قتل فيها عدد من الكفار وساهم في نشر الإسلام.
من هو امين هذه الامة الجواب
وتوفي أبا عبيدة -رضي الله عنه- في السنة الثامنة عشر للهجرة، حيث بلغ من العمر ثمانٍ وخمسين سنة، بعد أن أصيب بمرض الطاعون، لقبه رسول الله بأمين الأمة، وذلك لما جاء أهل نجران إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلين له: “ابعث لنا رجلاً أميناً، فقال: لأبعثن إليكم رجلاً أميناً حق أمين، فاستشرف له الناس فبعث أبا عبيدة بن الجراح“.