ماذا ينتظر النساء في الجنة، لقد وعد الله تعالى عباده المُتّقين بالجنّة، وجَعل الفَوز بالجنّة جزاءً خالِصاً لمن آمن وعمل صالحاً في الآخرة، ولمن التزم طاعة الله عز وجل؛ كما قال تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا* حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا) فإن الجنّة هي مَوطن الاستقرار والخلود للمؤمنين حيث إنهم سيَتنعّمون فيها خالدين مُخلدين، يوجد في الجنة من النِعَم والنَعيم ما لا يتخيله العقل البشري عن النعيم المجود في الجنة؛ ذلك لأنّ الجنّة من علم الغيب، فإن الجنة هي جزاء الرجال والنِّساء من المؤمنين، فلنتعرف على ماذا ينتظر النِّساء في الجنّة؟
جزاء النساء في الجنة

يجب على كل مسلم أن يوكل أمره الله تعالى، الذي أعدّ للمؤمنين من النّعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، فإن الله -سبحانه وتعالى- لا يُسأل عمّا يفعله ويُقَدِره فإنه لا يَفعل أمراً، ولا يَصدُر عنه من شيءٍ إلا لحكمةٍ يَعلمها، وإن أخفاها فلا يُسأل عن ما هو السبب، فإنه الذي يَسأل ولا يُسأل.
ومن النَّعيم الذي أعده الله تعالى لجميع النِّساء مهما اختلفت أحوالُهنَّ؛ هي إعادة الشَّباب والبِكارة لهُنَّ، والدليل على ذلك: قول النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- للعجوز التي طلبت منه أن يدعو لها بالجنَّة، فقال لها: (يا أمَّ فلانٍ، إنَّ الجنةَ لا تدخلُها عجوزٌ، قال: فولَّت تبكي. فقال: أَخبِروها أنَّها لا تدخلُها وهي عجوزٌ، إنَّ اللهَ تعالَى يقول: إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً. فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا. عُرُبًا أَتْرَابًا).
كما جا ذلك في بعض الآثار أنَّ نساء أهل الدُّنيا يُمنحهم الله من الجمال أضعاف ما تُعطى الحور العين في الجنَّة، وذلك بسبب عبادَتِهنَّ لله تعالى في الدنيا، كما أنَّ الجنَّة تتزيَّن للنِّساء كما تتزيَّن للرِّجال، وهذا من عدل الله عز وجل.
ماذا ينتظر النساء في الجنة

كما أن النَّعيم في الجنّة لا يَقتصر على الرجال فقط، وإنَّما الزواج للرجال والنَّساء، وهُوَ نوع من أنواع النَّعيم الذي يُكافأ به أهلُ الجنّة من النساء والرجال، فإن جزاء النساء في الجنّة كما يلي:
المرأة التي توفيت قبل أن تتزوج، والمرأة التي ماتت مُطلقةً، والمرأة التي فازت بالجنّة ولم تكن الجنّة من نَصيب زوجها، فإن جميع هذه النساء يزوجهنّ الله -سبحانه وتعالى- في الجنّة من رجلٍ من أهل الدنيا، والدليل على ذلك قول رسول الله – عليه الصلاة والسلام -: (ما في الجنة أعزب)؛ وفي حال لم تتزوج المرأة في الحياة الدنيا فإنّ الله -سبحانه وتعالى- يُزَوجُها في الجنَّة، ويُنعمُ عليها بما تَقِرُ بها عَينها.
المرأة التي كانت مُتزوجةً في الدنيا، فإنها ستكون زوجةً في الجنة لزوجها الذي كان رفيقها في الدنيا ودخل الجنّة، قال تعالى: (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ).
المرأة التي مات عنها زوجها وعاشت بعده في الحياة الدنيا ولم تتزوّج بعد موته، حتى ماتت، فإنها ستكون زوجةً له في الجنّة. أما في حال تزوّجت المرأة أكثر من مرّة في الدنيا بأكثر من زوجٍ فإن كان فارقَها بطلاق فإنّهما يفترقان في الآخرة كما افترقا في الدنيا، ولا يُجمع بينهما، فإن الزواج ينتهي بالطلاق انتهاءً أبدياً.
المرأة التي مات عنها زوجها وما زالت الزوجيّة قائمة وقتها، وتزوّجت هذه المرأة من رَجلٍ غيره بعد وفاته؛ لهذه الحالة ثلاثة أقوال:
القول الأول: إنّ المرأة تكون مع الرجل الذي كان أحسنهم معها خُلُقاً وعِشرةً، وهذا القول رواية عن أمّ سلمة وأم حبيبة -رضي الله عنهما-.
القول الثاني: أنّ المرأة تُخيّر في الجنَّة بين أزواجها وتختار هي من بينهم، وقد وَرد هذا القول عند الإمام القرطبي.
القول الثالث: أنّ المرأة تتزوّج في الجنّة آخر زوجٍ تزوّجته في الدنيا، وهو الذي لم تتزوّج بعده حتى ماتت، وأكد على ذلك أكثر أهل العلم من السلف.
يقال بأنّ نساء الجنة يُنعمُ الله عليهم بشدَّة الجمال؛ فقد جاء عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: (ولو أن امرأةً من نساءِ أهلِ الجنةِ اطَّلعَتْ إلى الأرضِ لأضاءَتْ ما بينَهما، ولملأَتْ ما بينَهما رِيحًا، ولنَصِيفُها – يعني الخِمارَ – خيرٌ منَ الدنيا وما فيها ).
كما أن نساء الجنة مُطهراتٌ نظيفات جميلات في قمة الجمال والشباب، ومطهرات من الحيض ومن النفاس، ونظيفاتٌ من البُصاق والمُخاط والبَول والغائط.
ان نعيم الجنَّة لا يقتصر على جنسٍ دون آخر، ولكنه يشمل كلاًّ من النِّساء والرِّجال بشكل عام، حيث تعتبر الأساور واللّآلئ والحرير من النّعيم للنّساء في الجنة، كما يختلف نصيب النِّساء من النَّعيم في الجنَّة بحسب حالاتهنَّ التي تم ذكرها في السطور السابقة، حيث تعرفنا على ماذا ينتظر النساء في الجنة.