سبب تسمية غزوة بدر بيوم الفرقان، إن قصص النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام -رضوان الله عنهم أجمعين- مليئة بالقصص والعبر التي حدثت في فجر الإسلام أثناء نشر الدعوة الإسلامية ومحاربة الكفار، وقد فاز المسلمين رغم قلة عدددهم وعتادهم على الكفار في جميع الغزوات ما عدا غزوة واحدة، ومن الغزوات التي إنتصر فيها المسلمون غزوة بدر، فما هو سبب تسمية غزوة بدر بيوم الفرقان.
كيف حدثت غزوة بدر

وقعت غزوة بدر بين المسلمون والكفار في شهر رمضان المبارك من العام الثاني للهجرة، بعد أن قدمت قافلة كبيرة بها أموال ومتاع لأهل قريش فسمع النبي بخبرها فجمع أصحابه وقال لهم: “هذه عيرُ قُريشٍ، فيها أموالُهم، فاخرُجوا إليها، لعلَّ اللهَ يُنفِلُكُموها”، وخرج النبي ومعه ثلاثمئة مجاهد من المهاجرين والأنصار وقد كان آنذاك عدد المسلمين أقل بكثير من عدد الكافرين ولكنهم كانوا ثابتين على دينهم، وحدثت معركة بدر بين المسلمين والكفار في مشهد مهيب فرغم أعداد المسلمين القليلة إلا أن إيمانهم وشجاعتهم وفروسيتهم وحبهم لله تعالى ورسوله جعلهم ينتصرون على الكفار لتكون معركة بدر هي المعركة الحاسمة في التفريق بين الحق والباطل، ونزل حينها قوله تعالى: ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين”، وأصبحت معركة بدر حدث تاريخي عظيم تتناوله كتب التفسير والحديث عبر العصور لتعريف الأجيال القادمة من المسلمين بمعركة بدر والتس تسمى بمعركة الفرقان.
سبب تسمية غزوة بدر بيوم الفرقان

لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ينوي أن تحدث معركة في هذا الوقت من العام الثاني للهجرة بينه وبين الكفار وأهل قريش وذلك لأن المسلمين في هذا الوقت كانوا قلة قليل ولا يملكون المعدات التي يمكنهم بها تجهيز المجاهدين للقتال، بينما الكفار فقد كانوا بأعداد كبيرة ولديهم أكثر من ألف جندي وآلاف الأدرعة والسيوف والأحصنة التي يمكن بها تجهيز جيش ضخم كامل، ولكن شاء الله أن تحدث غزوة بدر لتكون اليوم الذي يعرف بيوم الفرقان، قال تعالى: “وَاعلَموا أَنَّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسولِ وَلِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللَّـهِ وَما أَنزَلنا عَلى عَبدِنا يَومَ الفُرقانِ يَومَ التَقَى الجَمعانِ وَاللَّـهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدير”، كما ذكر الله عز وجل في القرآن الكريم أن غزوة بدر هي يوم الفرقان، لأن فيها فرق الله تعالى بين الحق والباطل، وبين اليوم الذي كانت فيه قريش هي الحاكمة والمتحكمة بمصير المسلمين وبين اليوم الذي أصبح فيها المسلمون هم الأقوى وإنطلقوا لنشر دعوة الإسلام دون خوف.
إنتصار المسلمين في يوم الفرقان

إن التخوف في غزوة بدر كان من الفارق الكبير بين أعداد المسلمين والكفار في المعركة، فقد كان المسلمون ثلاثمئة مجاهد يقابلهم من قريش أكثر من ألف مقاتل مسلحين بأشد و أعتى السيوف في ذلك الوقت مما جعل القليل من الخوف يدب في نفوس المؤمنين إلا أن رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- كان يتلو عليهم قوله تعالى: “وَإِذ يُريكُموهُم إِذِ التَقَيتُم في أَعيُنِكُم قَليلًا وَيُقَلِّلُكُم في أَعيُنِهِم لِيَقضِيَ اللَّـهُ أَمرًا كانَ مَفعولًا وَإِلَى اللَّـهِ تُرجَعُ الأُمورُ”، كما أن الإبداع والإبتكار في الخطط العسكرية التي فاجأ بها المسلمون الكفار في المعركة جعلتهم ينتصرون وكانت النتيجة نصر الإسلام والمسلمين، وقد كان نصراً عظيماً كما ورد في قوله تعالى: “وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”.