زحف النحل + أمراض النحل + علاج النحل من الأمراض، كثيراً ما يلاحظ النحالون بعض التغيرات التي تطرأ على النحل الموجود داخل الخلايا، ومنها ظاهرة زحف النحل التي تتسبب في كسل النحل وزحفه وتقصف أجنحته وذلك ينجم بسبب العديد من العوامل التي تكون عرضة له لإصابته ببعض الأمراض كالأميبا، مرض شلل النحل، مرض النيوزيما، ومرض الأكارين وما غير ذلك أيضاً، وهناك عوامل أخرى ربما تنجم عنها إصابة طوائف كبيرة من النحل كالعوامل الكيميائية، الفيزيائية، والغذائية، لنتعرف سوياً على بعض الأمور الهامة بخصوص زحف النحل + أمراض النحل + علاج النحل من الأمراض.
أعراض الإصابة بمرض زحف النحل

هناك عدة أعراض تلازم النحل عند إصابته بظاهرة مرض زحف النحل، والتي تتسبب له بالعديد من المضاعفات، إذ تكمن تلك الأعراض في النقاط الآتية:
- تظهر هناك العاملات تزحف بشكل كبير وواضح على الأرض أمام باقي الطوائف الأخرى.
- وجود انتفاخات في بطون العاملات المصابة بزحف النحل.
- تمتلئ محتويات الأمعاء لبعض العاملات بالماء.
- تظهر هناك بعض الأعراض التي تلازم السلوك العصبي لبعض العاملات.
- يكون الشكل الظاهر للعاملات سليم.
الأمراض التي تصيب النحل

بالطبع، النحل كائنات عضوية تتعرض لنفس الأخطار التي قد تواجهها جميع الكائنات الحية، لذا فهي تمرض أيضًا! تختلف باختلاف أسبابها، وتنقسم إلى أربع فئات:
- عدوى بكتيرية: مثل الحضنة الأمريكية والحضنة الأوروبية.
- الأمراض الفيروسية: مثل فيروس شلل النحل بجميع أنواعه وفيروس الخلية السوداء وفيروس الجناح المشوه.
- الأمراض الفطرية: مثل حضنة الطباشير والحجر.
- الآفات والطفيليات: مثل عث الفاروا المدمر، وعث الأكارين، وعث الشمع، وعدوى النوزيما المصاحبة لفيروس خلية الملكة السوداء.
من بين الأسباب التي تجعل النحل يزحف هو التهاب الأنف، والذي يظهر في فئة الآفات والطفيليات، ولسوء الحظ له ارتباط فيروسي.
عدوى النوزيما

نوعان رئيسيان من الطفيليات يسببان عدوى النوزيما في النحل، أحدهما أشد من الآخر. ظهرت هذه الكائنات الحية الدقيقة، التي تم تصنيفها لاحقًا على أنها فطريات، لأول مرة في نحل العسل الأوروبي، وكانت تسمى Nosema apis، وهي النوع الأول الذي يتسبب في ظهور النحل الزاحف. النوع الثاني، Nosema ceranae، هو تطور أكثر فتكًا من النوع الأول، والذي ظهر كآفة لنحل العسل الآسيوي. النوع الثاني يمكن أن يصيب أيضًا العسل الأوروبي.
تستهدف هذه الفطريات الممرضة للنحل خلايا المعدة والأمعاء ويمكن أن تسبب أضرارًا لا رجعة فيها لأمعاء مربي النحل البالغين. أما كيف يصاب النحل به فالأمر بسيط وهناك طرق عديدة. النحل، كما تعلم، يعيش في حالة تنقل بحثًا عن طعامه، وهو الرحيق. وبذلك يحصل على الطعام والماء من مصادر قد تكون ملوثة بأبواغ هذه الفطريات، أو قد يلتقطها من أعضاء الخلايا المصابة، أو من بيوت النحل المستخدمة التي تنتشر فيها هذه الفطريات. يكفي أن تنبت بوغ واحد لنشر العدوى إلى مستعمرة بأكملها.
كلا النوعين من العدوى يصيب الأفراد البالغين، أي النحل العامل والذكور وملكات النحل، ودورات حياتهم متشابهة، وهي كالتالي:
- تبتلع النحلة جراثيم النوزيما، والتي تبدأ بالانتشار عند وصولها إلى الأمعاء الوسطى، مما يؤدي إلى حدوث العدوى.
- يصل الفطر إلى منتصف القناة الهضمية ويدخل إلى خلاياه، ويمتص العناصر الغذائية، مسبباً تلف الخلايا.
- ينمو الفطر اعتمادًا على خلايا مضيفه للبقاء على قيد الحياة والتطور، وتصبح الخلايا المصابة أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الثانوية.
- تبدأ الفطريات في التكاثر، وتصيب المزيد من الخلايا في الأمعاء الوسطى، ثم تنتج الأبواغ، وهي الطريقة التي تتكاثر بها الفطريات.
- تتطور العدوى بشكل كامل، وتنتج ملايين الجراثيم الجاهزة لإصابة أفراد جدد، والتي يتم إطلاقها من النحل المصاب عبر الجهاز الهضمي.
- يلوث الأفراد المصابون ببرازهم مصادر الغذاء والمياه والأسطح الأخرى بأبواغ الفطريات المسببة للأمراض، والتي يمكن من خلالها إصابة مئات الأفراد الأصحاء بسرعة.
تشخيص نوزيما

في الواقع، لا توجد أعراض تشخيصية فعلية لهذه العدوى، بل مجرد مظاهر مرتبطة بها تظهر على النحل المصاب. عندما تكون هذه المظاهر المرضية أكثر وضوحًا في الظروف الباردة ونقص الغذاء، فإن الفحص المخبري لعينة نحلة بالغة هو الطريقة الدقيقة للتشخيص. من السهل الخلط بين الأعراض العامة المرتبطة بالنوزيما والعديد من العوامل والآفات الأخرى. كما ذكرنا سابقًا، هناك نوعان من النوزيما، لذلك من الطبيعي أن تختلف المظاهر في محتواها وشدتها.
مظاهرات نوسيما والنحل الزاحف

أكثر الأعراض شيوعًا لـ Nosema apis هو الزحار الحاد (الإسهال)، لكنه لا ينتج عن هذه الفطريات في الواقع. هذه العدوى عن طريق استهداف خلايا الأمعاء تجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الثانوية، والتي يشترك معظمها في أعراض الزحار. حيث يظهر الإسهال البني على الأمشاط ومداخل بيوت النحل المصاب بشكل واضح.
بالإضافة إلى عرض رئيسي آخر وهو ظهور نحل يزحف حول مدخل الخلية، تتطفل هذه الفطريات على خلايا الأمعاء، مما يجعل النحل يصعب هضم الطعام. ونتيجة لذلك، تصاب النحلة المصابة بسوء التغذية وتصبح ضعيفة جدًا ومنهكة في سياق عملها لدرجة أنها تزحف لإكمال مهامها. لهذا السبب يُطلق على النحل المصاب بنوسيما من النوع الأول اسم النحل الزاحف، حيث أن النحل المصاب بنوزيما من النوع الثاني لم يظهر الزحار وزحف النحل.
يُلاحظ نوزيما أبيس في فصلي الخريف والربيع، عندما لا يكون النحل قادرًا على التطهير. يتسبب الزحار في انتشار العدوى داخل الخلايا بشكل أكبر، ولكن مع ارتفاع درجات الحرارة، يمكن للنحل القيام برحلات تطهير منتظمة، مما يقلل من انتشاره. لسوء الحظ، هذا ما يجعلها غير مرئية لمربي النحل وقادرة على الانتشار مرة أخرى.
بالإضافة إلى النحل الزاحف، ستظهر تشوهات أخرى على أجسامهم، وتطوى أجنحتهم بزوايا غريبة، وتنتفخ بطونهم. في الحالات الشديدة، قد تبدو أجسادهم مرتجفة ودهنية المظهر. لذلك، من المهم أن يقوم النحالون بإجراء تفتيش شبه يومي لخلايا مشروعهم للتأكد من سلامة أعضائها.
تعد الإصابة بـ Nosema ceranae أمرًا آخر، حيث يظل مستوى الإصابة في بيوت النحل ثابتًا، لكن معدل الوفيات بين النحل يصل إلى ذروته في الشتاء. جثثه المنتشرة حول الخلية هي العَرَض الوحيد الذي يشير إلى تفشي هذه العدوى لأن الأعراض السابقة لم تظهر، مثل النحل الزاحف، لذلك يُعرف بالقاتل الصامت. ولكن بسبب التشابه مع الممرضات الأخريات، يفضل إجراء فحص مخبري للتأكد من نوع العدوى.
الخطر الحقيقي من احتشاد النحل

قد تبدو الأعراض السابقة وخيمة بالنسبة لك، لكن الخطر الحقيقي لم يذكر بعد. النحل المعرض لهذه العدوى، حتى لو شفي، لن يتعافى تمامًا، ناهيك عن أنه لن يتمكن من إفراز الطعام للحضنة مرة أخرى. كما أنه يقلل من عمر النحل العامل والملكة أيضًا، ويجعل الأخيرة تعاني أثناء وضع البيض، مما يهدد مستقبل المستعمرة.
علاج النحل الزاحف

لحسن الحظ من الممكن الحد من انتشار هذه العدوى في الخلايا وإلى حد ما. يتم ذلك في اتجاهين، الأول يركز على توفير الفوماجيلين للنحل، وهو مضاد حيوي للميكروبات. أما الثاني والأهم فهو التركيز على الحد من الانتشار من خلال التخلص من جراثيم الفطريات في الخلايا. تعتبر جراثيم النوزيما حساسة لبعض المواد الكيميائية مثل حمض الفورمول والإيثانويك، وتموت عند تعرضها لإشعاع جاما والموجات فوق الصوتية. ومع ذلك، فإن المعالجة الحرارية هي الأفضل، لأنها لا تضر بالنحل المصاب، كما قد تفعل الحلول السابقة. يتم ذلك عن طريق تعريض المعدات والأسطح الملوثة بالجراثيم لدرجات حرارة تصل إلى 49 درجة مئوية، ولمدة لا تقل عن 24 ساعة.
كما يمكن اللجوء إلى أكثر الوسائل التقليدية عند النحالين، وهي معالجة نبات الشيح العطري، وذلك بتجفيفه وطحنه، ثم وضع 200 جرام منه في لتر واحد من الماء، ونقعه لمدة خمسة أيام. وهكذا نحصل على نقيع الشيح، الذي يقدم للنحل، مذابًا في نصف لتر من محلول السكر بكمية صغيرة، مرتين في الأسبوع. يُفضل أن تبدأ هذا العلاج في الربيع، لكن يظل الفوماجيلين أكثر الأدوية موثوقية وانتشارًا في الوقت الحالي.
وأخيراً فإن الوقاية خيرٌ من قنطار علاج، وهذا ما يعتبره النحالون شعاراً لهم، لذلك يجب المتابعة المستمر لخلايا وطوائف النحل والعمل على تفقدها وتفقدها دائماً وما إن ظهرت على أحدها بعض الأعراض فلابد من إعطائها العلاج المناسب وبشكلٍ فوري من أجل الحفاظ على صحة سلامتها وبذلك نختتم المقال الذي طرحنا فيه مشكلة زحف النحل + أمراض النحل + علاج النحل من الأمراض.