بين تربية الإبل في الصومال، للإبل قصة لا تنتهي مع الشعب الصومالي، حيث تعتبر هذه الحيوانات ثقافة ومهنة ذات عوائد عالية منذ زمن بعيد للصوماليين. كما ينتشر تكاثر في معظم مناطق الصومال. يعتبر الصوماليون الإبل ميزة وثروة في ثقافة بلدهم، حيث أنهم من أكثر أنواع الماشية قيمة لديهم. لذلك سنقدم لكم في هذا المقال كل ما يتعلق بتربية الإبل في الصومال.
بين تربية الإبل في الصومال

وظهر حب الصوماليين للإبل من القصص التي وردت عنها في تراثهم، وما ورد في مراسم عزاء ودفن أغلى أنواع الإبل. كانت تسمى الإبل الغالية (المندق) أي عجيبة. كما غنوا الجمال وألقوا قصائد تصف جمالهم. والجدير بالذكر أن بعض الشعراء ينسبون صفات شرف الإبل إلى وصف الحبيب.
عدد سلالات الإبل في الصومال

يحتفظ الصوماليون بثلاثين سلالة من الجمال، حيث يبلغ عدد الجمال في الصومال سبعة ملايين. تقسم حسب ألوانها إلى تسعة أنواع. وتتميز هذه السلالات بحجمها بين المتوسط والكبير، وارتفاع إنتاجها من اللحوم والحليب، بالإضافة إلى طبيعتها الهادئة والذكية. تميز الصوماليون بثلاث سلالات من الإبل:
- هود: تم العثور على هذا الصنف في وسط الصومال. هي إبل متوسطة الحجم، وتتميز بشعرها الناعم والأملس، بالإضافة إلى وفرة إنتاج الحليب، خاصة في فصل الشتاء. إنها تتحمل درجات الحرارة المرتفعة، كما أنها تتحمل الجزء الأكبر من الأمتعة التي تحملها. يتم تربية هذا الصنف من أجل إنتاج اللحوم والحليب والتنقل.
- اديم: توجد هذه السلالة في غرب الصومال. يُطلق عليهم الإبل الصخرية، وهم إبل متوسطة الحجم. يقاوم العطش لفترات طويلة، ويتميز بسرعته في المشي على الأرض الصخرية. تم تربية هذا الصنف لأغراض إنتاج اللحوم والتنقل.
- صفدار: وهي من سلالات الإبل الأصلية في الصومال. وهي الأكثر انتشارًا وتعددًا هناك، وتتميز بإنتاجها العالي من الحليب كامل الدسم، كما أنها من أقوى سلالات الإبل، وأسرعها تستخدم في السباقات. يتم تربية هذه السلالة أيضًا لإنتاج الحليب واللحوم.
من سلالات الإبل المستوردة في الصومال

تصدر الصومال، خاصة خلال أوقات التضحية، ذكر الإبل عادة. لم يتم تربية هذه السلالات لغير الذبح ومنها:
- أوجادين: تنتشر هذه السلالة في المناطق الشمالية الغربية من الصومال، وتتميز بحجمها الكبير، ولونها الرمادي الفاتح القريب من الأبيض، مما يجعلها من أجمل أنواع الإبل.
- البنادير: تتميز هذه السلالة بكبر حجم رأسها ورقبتها الكبيرة واتساع صدرها وقدرتها على حمل الأوزان الثقيلة والمشي في المناطق الرملية لكثرة كعوبها. لونه بين الأبيض والرمادي.
- الجوبان: تعيش هذه السلالة في المناطق الساحلية وكذلك المناطق الشمالية الغربية من الصومال. تتميز ببشرتها العارية، وإن وجدت فهي قصيرة جدًا. بالإضافة إلى لونه الأحمر أو البني الفاتح.
- جيوبا: موطن هذه السلالة هو نهر جوبا في الصومال، وقد اشتق اسمه من اسم النهر.
- مدج: تنتشر هذه السلالة في معظم مناطق الصومال. تتميز بحجمها المتوسط ورأسها الصغير. بالإضافة إلى ذلك، لها سنام صغير، وتتميز أيضًا بلونها الأبيض ووجود خط أسود يمتد على طول ظهرها.
من معوقات تربية الإبل في الصومال

- الهجرة من الريف إلى المدينة: بدأت القوى العاملة في تربية الإبل بالابتعاد عن تكاثرها، بسبب الهجرة إلى المدن. اختيار حياة الرفاهية بدلاً من الحياة المليئة بالعمل الجاد. بسبب صعوبة حياة البادية المليئة بالرحلات والحركة بحثا عن المراعي، اختار الكثير من مربي الإبل التخلي عن مهنتهم والعيش في المدن.
- موجات الجفاف والجفاف: هذا أكثر ما يضر بالبلد والثروة الحيوانية. تؤدي موجات الجفاف إلى التصحر في معظم مناطق البلاد حيث ينمو العشب. مما أدى إلى نفوق عدد كبير من الإبل، تسبب الجفاف في الصومال في نزوح ما لا يقل عن 800 ألف مربي إبل صومالي من مناطقهم بحثًا عن الطعام.
- الصراع السياسي والقبلي: تؤثر النزاعات بين القبائل على حرية الحركة ورعي الإبل في مناطق المراعي.
- الاعتماد على الطرق البدائية للرعي: من المعروف أن المجتمع لا يزال يعتمد على الأساليب البدائية في الحصول على العلف والمياه، وهذا يمثل أكبر عقبة أمام تنمية الاستثمار في قطاع تربية الإبل.