اللهم صبرا على ما لم نحط به خبرا، القرآن الكريم يزخر بقصص الأنبياء والأمم السابقة، وأتت تلك القصص لتوعية البشر من أمة محمد من بعدهم لما حدث في العصور الغابرة مع أولئك الأقوام، وكيف كانت عاقبة المتقين، وكيف كان الهلاك مصير العصاة والمكذبين، ومن أكثر الأنبياء الذي تحدثت عنه آيات القرآن الكريم هو نبي الله موسى عليه السلام، فهو النبي الذي أرسل إلى فرعون وقومه وكان من بني إسرائيل، فآمنوا به إلا أن بني إسرائيل كانوا من أكثر الأقوام جدلاً ودارت للنبي موسى عليه السلام معهم الكثير من الأحداث التي سردها القرآن الكريم بالتفصيل لأخذ العبرة والعظة منها، اللهم صبرا على ما لم نحط به خبرا.
اللهم صبرا على ما لم نحط به خبرا تفسيرها

تدور هذه العبارة حول قصة النبي موسى عليه السلام عندما إلتقى بالرجل الصالح الذي يدعى الخضر كما جاء في آيات القرآن الكريم، ولم يتم تحديد نسب أو أي معلومات عن هذا الرجل الصالح، والبعض أشار إلى كونه القضاء والقدر، ولقد تعهد موسى عليه السلام بالسمع والطاعة مقابل مرافقة الخضر وتعلم امور الدين منه، وبأن يكون صبوراً وأن لا يدع العجلة والتسرع يقودان تصرفاته مع الخضر، كما طلب منه الخضر بأن يرى ما يحدث وأن يلتزم الصمت إلى أن يحدثه عنه وأنه يجب ان ينتظر رؤية العواقبل التي سوف تؤول إليها الأمور، وعلى هذا الأمر اتفق الإثنان وسارا في أرض الله الواسعة.
اللهم صبرا على ما لم نحط به خبرا معناها

كان موسى عليه السلام يعتقد بأنه أكثر أهل الأرض علماً، إلا أن الله سبحانه وتعالى قد أوحى إليه بأن الخضر عليه السلام هو أكثر علماً وحكمةً منه، وهو ما قاد كليم الله موسى إلى البحث عن الخضر وطلب مرافقته، وتعلم كافة العلوم التي يعرفها الخضر في زمنٍ كثرت فيه العلوم وتشعبت، وفي بداية الأمر كان موسى عليه السلام ملتزماً بالصمت برفقة الخضر عليهما السلام، وكان حريصاً على طلب العلم والمعرفة، وكما توقع الخضر فإن صبر موسى عليه السلام قد إنكسر امام هول الأمور التي يمر بها دون معرفة سببها، فأنكر موسى عليه السلام عهدة وحنث وعده وبدأ يسأل الخضر كما يدور في تلك الأمور التي يراها ولا يحدثه عنه.
اللهم صبرا على ما لم نحط به خبرا هي عبارة قالها نبي الله موسى عليه السلام في محاولةٍ منه للصبر على الأمور التي يراها برفقة الخضر ولا يعلم حيثياتها وما سبب أفعاله تلك، والتزم الصمت لأنه وعده بالأمر قبل السفر معه، فكان موسى حريصاً على الإستعانة بالله عز وجل في صبره، إلا أن صبره قد فاض وحنث بوعده وبدأ بطرح الأسئلة، فبدأ الخضر يخبره بخفايا الأمور على ان يتركه ويرحل عنه بعد معرفة أسرار وخفايا تلك الأمور.