من لايشكر الناس لايشكر الله هذا دليل على شكر، في الحديث المذكور يتم الاشتراط بشكر الناس ليتم شكر الله، حيث ان الشكر من مكارم الاخلاق و حسنها، و التي يدعو إليه ديننا الحنيف، و هي تشمل شكر العبد لله و شكر الناس على إحسانهم
حديث من لا يشكر الناس لا يشكر الله

هو من الاحاديث النبوية الصحيحة ، و فيها يحثنا الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام على شكر الناس على معروفهم و إحسانهم، و الشكر يعد من الصفات الحسنة و الاخلاق الكريمة التي يجب أن تتحلى بها الامة الإسلامية و قال النبي صلى الله عليه و سلم أن الرجل الذي تعود على شكر الآخرين. وتقديم الثناء لهم ومكافأتهم على الإحسان يشكرون الله عز وجل على نعمه التي أنعم الله بها عليه، وكذلك يشكر الله تعالى على البلاء ويصبر عليه.
معنى الحديث وتفسيره

ان الحديث الشريف يحمل على الكثير من المعاني، و هو يعني أن الانسان الذي لم يتعود على شكر الناس على معروفهم و إحسانهم، لن يشكر الله تعالى على نعمه و لا يرضى بما قسمه الله، و هذا مؤشر أيضاً على ان الشخص فيه جفاء قلب و ينكر الجميل و لا يقدر الآخرين، و كذلك ان الشخص الذي يفعل معروفاً من خلال الكلام الطيب و الاقوال فإنه سيشكر الله على رزقه و فضله و رحمته و كل ما ينعم به علينا، لذلك فإن ربط شكر العباد بشكر الله هو زيادة في تعزيز حسن الخلق لدى الانسان.
ما الحكم الشرعي للحديث

إن الحديث حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم، و قد روى الحديث أبو هريرة رضي الله عنه، و أخرجه البخاري و قد صححه الألباني، و كما ذكرنا المقصود به من الحديث ان الرجل الذي يشكر الاخرين سو يعتاد الالتفات و الانتباه للمعروف و الاحسان و الشكر و الثناء عليه.
ما هو مفهوم الشكر؟

إن الشكر من الامور المهمة التي حثنا عليها نبينا عليه الصلاة و السلام و كذلك ديننا الحنيف و ذلك لاهمية تقدير الناس على معروفهم و الثناء على احسانهم، كما انه لا يجب ان نقول لا شكر على واجب فهذا يعني فهذا يعني ان يعتاد المرء على عدم الشكر في الواجب و هذا غير صحيح فيجب ان يعتاد اللسان على الشكر ، اي يجب تقديم الشكر للاخرين على كل صنيع و معروف، كما ان قول جزاك الله خيراً و هذه الحملة تعني انه يسأل الله ان يعطيه الخير كجزاء له على معروف قدمه في الدنيا و في الاخرة و هذا يعد من ابلغ عبارات الثناء و القول الحسن فعود لسانك عليها و قدمها و قلها لكل من يقدم لك معروفاً أو شيئاً جيداً او احساناً
كيف يكون شكر الله تعالى؟

ان النعم التي انعمها الله علينا و التي لا تعد و لا تحصى لا نستطيع ان نوفيها بالكلمات و لكن لابد من الشكر و الثناء لله عليها كنوع من الاعتراف بالضآلة امام عظيم فضله و وفرت نعمه
فيتم شكره من خلال :شكر الله على كل ما اعطانا إياه في السر و العلن، و ذلك حتى تدوم علينا النعم، الدوام على حمد الله سبحانه و تعالى في السراء و الضراء و الأحزان و الأفراح، طاعة الله و الابتعاد عن فعل المعاصي و الذنوب، الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هو صورة من صور شكر الله تعالى، الرضا و الصبر على كل ما يأتينا من بلاء و الرضا بقسمة الله دليل على شكر الله، إن الشكور هو اسم من اسماء الله تعالى، و هذا أكبر دليل على ضرورة الشكر.
كيفية شكر الناس

إن شكر الناس هو من اسمى اخلاق المسلم و الذي دعا الإسلام يدعو إليه صراحة و ضمناً، كما و يجب أن يتحلى بها كل مسلم، فتعطيه بذلك حلاوة اللسان و تعوده على التصرف بخلق حسن و تمنحه حس التقدير للآخرين فيتم شكر الناس من خلال ما يلي :
يجب أن يكافئ المسلم أخاه المسلم على احسانه، و اذا صعب عليه المكافأة عليه ذكر المعروف الذي قدمه له كنوع من التعبير عن شكره له، و قد قال عمر بن الخطاب عن شكر الناس “لو يعلم أحدكم ما له في قوله لأخيه جزاك الله خيرًا، لأكثر منها بعضكم لبعض”، لذلك يجب علينا الاكثار من قولها، دعاء العبد لأخيه بالخير هو احد أوجه الشكر أيضاً.
أحاديث نبوية عن الشكر

هناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت عن الشكر، و هي:
- عن عائشة رضي الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال “من أتى إليه معروفًا فليكافئ به، فإن لم يستطع فليذكره، فمن ذكره فقد شكره”.
- قال طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. “من أولى معروفًا فليذكره، فمن ذكره فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره”.
- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن الرسول صلى الله عليه وسلم. قال “من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه”
- وقال الأشعث بن قيس رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم. قال “إن أشكر الناس لله عز وجل أشكرهم للناس”.
و بهذا نصل إلى نهاية مقالنا الذي تناولنا فيه الحديث النبوي الشريف بإسهاب سائلين المولى لكم كل الفائدة.