كيف نظم الاسلام العلاقة بين الاباء والابناء، إن الأسرة أو العائلة هي اللبنة الاولى من أساس المجتمع و من الضروري جداً الاهتمام بتكوينها بطريقة صحيحة و على أسس سليمة ليكون المجتمع بالإجمال سليماً معافى بأخلاقه و تصرفاته السليمة ليكون التوجه الخارجي أي خارج إطار الاسرة لتطوير العلم و الإنجازات العلمية في البلاد و بهذا تنهض الامة أدباً و خلقاً من أثر الأسرة المتكاتفة و التربية الصحيحة و من أثر الحكومة و الوعي العام للعلم و التطور.
ما دور الإسلام في تنظيم العلاقة الاسرية؟
جاء الإسلام بكل ما هو من شأنه أن يبني عائلة متحابة ذات علاقة مينة تجمع الاباء مع أبنائهم و قد حث الإسلام على الشاب اختيار الفتاة التي تتمتع بالدين و تفضيلها على كل الفتيات و حث الفتاة كذلك أن تنتقي الشاب الذي يكون على خلق و دين و كل هذا يبين أن ديننا الإسلامي يعنى بتنظيم الاسرة و العلاقات القائمة في الاسرة و بين افرادها جميعاً من هنا يأتي حرص الإسلام على انشاء علاقة متينة و ثابتة أساسها طاعة الله و هي التي تجمع بين افراد الاسرة، فتنشأ الاسرة على تقواه و تقوى بالإيمان و تعمر بالتمسك بالقيم الصحيحة، فلا تجد ابناً عاقاً و لا تجد أباً ظالماً.
مرتبة البر بالوالدين في الإسلام
أوصانا ديننا الحنيف بالبر و الطاعة لأباءنا و الاهتمام بهم و تقديم العناية و الرعاية لهم، عند وصولهم لسن الضعف و الحاجة، و بالتأكيد هذا الأمر اوجبه الله على المرء، و من شأنه أن يبقي الروابط المتينة للعلاقة الاسرية، و لقد ربط الله عز وجل رضاه برضا الوالدين، و من هنا نجد عظمة الدين و اهتمامه الكبير و العميق في أن ينشأ المرء على حسن الخلق و التعامل مع أبويه و يهتم ببرهما ليلقى التوفيق و الرضا من الله جل في علاه، قال تعالى: “وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا” لذلك علينا الحذر من عواقب اغضاب ابوينا و من تبعات التصرفات المسيئة لهما مها قلة درجتها في تصورك، فإن التأفف وحده هي مرتبة من مراتب العقوق و العياذ بالله.
كيف تكون علاقة الآباء بالأبناء؟
خلق الله الانسان خلفاً له في الأرض و أمره بالتزاوج و أعطاه ثمرة عظيمة و هي زينة هذه الدنيا و هي الأبناء، بها تعمر القلوب و الأوطان فلابد أن يحرض الأبناء على انبات هذا الطفل نباتاً حسناً و أن يتخذ منه صاحباً عند الشباب و لا يسيء له مهما كانت الأسباب ففي النهاية هو المسؤول الأول و الأخير عن نشأته و اكتسابه الصفات التي هو عليها و مسؤول أيضاً عن المجتمع الذي يخالطه خارج البيت فعلى الأباء الوعي و الادراك و التنبه أنه من مسؤولياتهم معرفة أبنائهم من يصاحبون فالمرء على أخلاق صاحبه يتأثر به، فلو كان سيء الخلق سينقاد الابن وراء اخلاق و تصرفات صاحبه.
و إلأى هنا نصل إلى نهاية مقالنا هذا سألين الله أن ينعم علينا ببر الوالدين الأحياء منهم و الأموات بالدعاء و الاحسان.