دعاء الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثير من خلقه..وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، معظم الناس حل بهم شيئاً من البلاء من الله سبحانه و تعلى فعانى من مرض معين او حرم من الأطفال أو فقد ولداً من أولاده أو قريب عزيز على قلبه فجأة دون إنذار، و الأغلب من الناس يتأثرون كثيراً بهذا المصاب فلا يستطيعون متابعة حياتهم كما كانت قبل هذا المصاب، و قد يحتاج المرء فترة طويلة من الزمن ليستطيع تخطي ما حدث له.
فضل هذا الدعاء

إن هذا الدعاء ورد في حديث عن الرسول عليه الصلاة و السلام حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: “من رأى مبتلى” بأي بلية في البدن كمرض، أو الدنيا كفقر، أو الدين كعاص، والمراد برؤياه: النظر إليه أو السماع به، “فقال” أي: عقب رؤيته في نفسه أو بحيث لا يسمعه؛ لئلا يكون شامتا به: “الحمد لله الذي عافاني”، أي: نجاني وأنقذني “مما ابتلاك به” دعا الله عز وجل وحمده على حفظه من ذلك البلاء، “وفضلني”، أي: صيرني أفضل منك، وأكثر خيرا، وأحسن حالا بالعافية والسلامة من الابتلاء من ذلك أو أعم “على كثير ممن خلق تفضيلا” وهذا فيه شكر لله على السلامة من الشرور “لم يصبه ذلك البلاء”، أي: كان ذكر الله وحمده سببا في أن يحفظ المرء ويحميه من هذا البلاء الذي وقع بغيره؛ لأنه لا يأمن أن يقع به؛ ولأن الله يعافيه ويرحمه بدعائه، فينبغي للعبد أن لا يزال ذاكرا نعم الله عليه معتبرا في رؤية العباد، ومقرا أن ما به من نعمة؛ فمن الله.
وفي الحديث: أن ذكر الله والثناء عليه يحفظ الإنسان، ويعافيه من البلايا .
حكم ووقت قول الدعاء الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثير من خلقه و فضلنا…

يقول أحدهم أنا كثير الذكر لهذا الدعاء كلما رأيت أحد ما مبتلى بمرض ما او خلق سيء أو ابن عاق أو أي ابتلاء مهما كان اقول هذا الدعاء فهل هذا يجوز؟
و جاء الرد عليه من أحد علماء أنه يشرع لمن رأى مصابا أن يستعيذ بالله من مثل ما أصيب به المبتلى، وبذلك يؤمنه الله من البلاء، لما في الحديث: من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، لم يصبه ذلك البلاء. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
هذا ويحسن بك ألا تظهر شيئا أمام المبتلى لئلا يتأذى بذلك، بل إذا لقيته فحسن خلقك معه وأظهر له التعاطف معه، وادع الله له بالشفاء والعافية.
فالجهر بالتلفظ في الدعاء امام المبتلى قد يجد فيه شيئاً من الشماتة بما حل به لذلك على المرء أن يكون حريصاً جداً بما يقول و ما يفعل أمام الشخص المبتلى.
ما هو الدعاء عند الابتلاء

لقد تعرفنا في مضمون مقالنا على الدعاء الذي نقوله عند رؤية شخص مبتلى، و بالدعاء فيه يقيك الوقوع فيه
و لكن الشخص المبتلى أيضاً يلجأ إلى الله لرفع هذا البلاء، فمن الذي يرفع البلاء غير ربك الذي يعطيك الخير بكل شيء
و قد ورد في حديث الرسول عليه الصلاة و السلام في الدعاء عند البلاء ” مَا مِنْ عبدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيقولُ: إِنَّا للَّهِ وَإِنَّا إِليهِ رَاجِعُونَ: اللَّهمَّ أجرني في مُصِيبَتي، وَاخْلُف لي خَيْراً مِنْهَا، إِلاَّ أَجَرَه اللَّهُ تعَالى في مُصِيبتِهِ وَأَخْلَف له خَيْراً مِنْهَا”
قالت: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَة، قلتُ كما أَمَرني رسولُ اللَّهِ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- فَأَخْلَفَ اللَّهُ لي خَيْراً منْهُ رسولَ اللَّهِ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم-، رواه مسلم.
و إلى هنا نصل إلى نهاية مقالنا سائلين المولى عز و جل أن يرفع البلاء عن المبتلى و يديم على المسلمين النعم في الدنيا و الآخرة.