ماهي ميزات الرواشن والمشربيات في العمارة بالسعودية، لا يزال عبق التاريخ و عطر الاصالة القديمة ينبعث من الرواشن التي ما تزال تحتل نفس الاهمية منذ القديم إلى الآن و قد أصبحت جزء من هوية العمارة السعودية و مبانيها، و خاصة في الحارات و الأحياء القديمة و التي تتحدث بتفاصيل مبانيها عن عراقة الثقافة العربية و العثمانية و الفارسية التي مرت على المملكة العربية السعودية.
ما هي الرواشبن و مما تصنع ؟
تمتاز رواشين مدينة مكة المكرمة عن غيرها من الرواشن في الوطن العربي بأنها الاكبر و الأكثر ارتفاعـا، و يتم تركيبها في صفوف متلاصقة، و أحياناً تمتد من الطابق الأرضي إلى الأدوار العليا، أو تمتد على محيط الأدوار العليا فتكاد تغطي واجهة المنزل بأكملها.
وتعتبر الرواشين التي عرفت في أواخر القرن السادس الهجري نوافذ خشبية تتناسب مع البيئة والمناخ منذ العصور القديمة، والرواشين لغة مفردها روشان وروشن، وهو لفظ معرب عن الكلمة الفارسية “روزن” التي تعني الكوَة أو النافذة أو الشرفة، يرادفها في مصر والشام المشربية وهي الغرفة العالية أو المكان الذي يشرب منه حيث توضع أواني الشرب الفخارية لتبريد المياه بداخلها، وفي العراق الشناشيل.
أين توجد الرواشين خارج المملكة؟
وتشتهر في مدينة البصرة باسم الشناشيل، وتكاد كل بيوت البصرة القديمة مصممة بطريقة تكون فيها الشناشيل جزء مهما من البناء المعماري لفائدة متعلقة بالطقس الحار، وتسمى البصرة بمدينة الشناشيل، حتى ان شاعرها الراحل بدر شاكر السياب لديه ديوان شعر باسم “شانشيل ابنة الجلبي”.
والرواشين بشكل عام وحدات تصميمية جمالية تبرز عن سمة جدران المباني وتطل على الحارة وتستند على دعائم ناتئة من الخشب، وتحتوي على الكثير من النحت على الخشب و يظهر من خلالها ابداع النجارين، للقطاعات المتشابكة والأفاريز المائلة ومصارع النوافذ، وغالبا ما تكون مزوّدة بشيش يتألف من ستائر شبكية صغيرة. ويعدّ الخشب العنصر الأساسي في تصميم الرواشين وتكوين أجزائها كالقواطع الخشبية المصمتة والمفرغة والتشكيلات الزخرفية المتنوعة التي تظهر على جزء من أجزاء الروشان أو تغطي كامل مساحته في بعض الأحيان.
ما هي أهمية الرواشن و ميزاتها؟
بالإمكان اعتبار الرواشن من اهم الأجزاء التي يهتم بها صاحب البيت بأن تكون متوفرة في البناء و ذلك لتعدد الأهمية لها و لوجودها في البيت و نذكر منها، جلسة الروشان فهي من أماكن الجلوس المفضلة لدى كبار السن و رب البيت من بعد يوم عمل شاق، و ذلك لتوفر التهوية و الإضاءة و موقعها في الصدارة و من خلاله يمكن ان تطل على الحارة و التمتع بالجلسة و الاسترخاء فيها، كما و أن العديد من العاملين في مجال البناء يؤكدون أن أهمية ووظيفة الرواشن لا تنحصر في الطابع الجمالي في واجهة المنزل فقط ، بل و تعطي أهل المنزل و تحقق لهم الكثير من الخصوصية، و تنسجم مع معطيات المناخ و تقلبات الطقس، و تعمل على توزيع الاضاءة داخل المنزل و تعطيها انارة مريحة و هادئة و تعطي البيت بأكمله طابع الرومانسية من خلال اتاحة التحكم في نظام القلابات و المصبعات المتشابكة، و كما أنها تحد من وهج الشمس، فهي تعمل كمثابة عازل للحرارة .
و هكذا نكون قد تعرفنا على الرواشين و مميزاتها و البلدان التي اشتهرت مبانيها بوجودها بها و الاسم المتداول لها في البدان المختلفة و كما تعرفنا على المادة و الشكل الذي تصنع به الرواشين، أملين أن نكون قد وفقنا بما قدمناه لك من معلومات حول الرواشين.