من هو النبي الذي كان قومه ينحتون من الجبال بيوتا، تميزت الأمم و الحضارات السابقة بالكثير من الابداع و الابتكار بعضها عمراني و بعضها في العلوم و الزراعة و غيرها و من خلال ضلالهم و عصيانهم تحدوا الله سبحانه و تعالى، فخسروا حضاراتهم، وذهبت مهب الريح، فإن الله العظيم يستبدل الاقوام الضالين بأقوام اخرين، كي لا يسود الضلال و الكفر في الارض، و يعم الفساد و الشرك، و من الاقوام التي كانت قصتهم عبرة للمؤمنين، الاقوام التي نحتت الجبال و جعلت منها بيوتاً تسكن فيها، فمن هو النبي الذي كان قومه ينحتون من الجبال بيوتاً؟.
من النبي الذي كان قومه ينحتون من الجبال بيوتا

ورد في القران الكريم الكثير من قصص الأنبياء السابقين، و قد كانت هذه واحدة من الاعجاز القرآني حيث تم سرد العديد من القصص التي حدثت منذ قرون بعيدة قبل الإسلام و هذا ما كان دليلاً دامغاً على أن الكلام كان من الله سبحانه و تعالى و لم يكن من أي بشر أو من النبي عليه الصلاة و السلام، ومن بين هذه القصص قصة النبي صالح عليه السلام، و هو النبي الذي تميز قومه قوم ثمود بأنهم كانوا ينحتون الصخور و الجبال و يتخذوا منها بيوتاً يسكنون فيها، و قد استجابوا لصالح في بداية دعوته لهم إلا أن مجموعة منهم ارتدوا عن دين الحق، و تحدوا الله و مكروا للنبي الأذى، فأتاهم وعد الله و أصبحت بيوتهم خاوية منهم و زالت أثارهم بسبب طغيانهم و كفرهم.
ماذا كان مصير ثمود قوم صالح

أثبتت الدراسات الأثرية ان عمر المنحوتات الصخرية و الحجرية في الجبال ترجع من 900 إلى 2400 عام قبل بعثة الرسول محمد عليه الصلاة و السلام، و ارجع العديد من الباحثين أن البتراء و الكثير من المباني التي انتشرت في الصين و الهند و الاناضول و الكثير من المنحوتات هذه قيل انها ترجع لقوم ثمود والذين مكروا منهم تسع اشخاص لقتل النبي صالح و اهله فأهلكهم الله بذنبهم، قال تعالى: (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * انْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)، و بذلك نجد الكثير من العبر التي علينا ان نستنبطها من قصة قوم صالح و لابد لنا كمسلمين أن ندعوا الله على الدوام ان يستخدمنا و لا يستبدلنا و ان يعفو عنا و يكن معنا لا علينا.
صور مباني ثمود قوم صالح عليه السلام

و نصل بذلك لنهاية مقالنا وقد تعرفنا من خلاله على النبي الذي نحت قومه بيوتهم في الجبال و الصخور، و تعرفنا على مصيرهم من بعد العصيان و الكيد لنبي الله صالح، كما و أننا عرضنا مجموعة من المنحوتات في الصخور التي اعتمدتها أقوام ثمود في حضارتهم القديمة.