حكم قتل النفس بغير حق شرعي، حيث يُعد الإسلام من أفضل النعم التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى علينا وينبغي علينا أن نحمده ونشكره على نعمة الإسلام في كل وقت وفي كل حين، وذلك لأننا بالإسلام نسمو ونرتقي ونصل الى أعلى مراتب الجنة، وبالتالي فإن الإسلام يُجنبنا من فعل كل أمر يتسبب في غضب الله عز وجل علينا، ويُعلمنا الصبر والتحمل على مختلف أمور ومصاعب الحياة، وفي هذا سياق الحديث عن الإسلام سوف نوضح حكم قتل النفس بغير حق شرعي.
ما حكم قتل النفس بغير حق شرعي

قبل الخوض في التعرف على إجابة هذا السؤال لا بد من التذكر بأن الإسلام قد حافظ على أهم خمسة أمور ألا وهي: الدين والنفس والنسل والعقل والمال وقد قام بوضع مجموعة من القيود والحدود من أجل المحافظة على بقاء تلك الأمور البارزة، فمثلاُ من أجل أن يتم الحفاظ على الدين يتم إزهاق الانفس المسلمة في طريق الجهاد بالله، وذلك لأن الحفاظ على الدين مُقدم عن الحفاظ على النفس ومُقدم أيضاً عن الحفاظ عن النسل والعقل والمال، ومن أجل أن يتم المحافظة على النفس حرم الله سبحانه وتعالى قتل النفس المسلمة بغير وجود حق مشروع في أن يتم قتلها، وقد امر الله عز وجل أن يتم تنفيذ حكم القصاص على من يقتل نفساً بغير حق، وإليكم دليل على ذلك من كتاب الله العزيز، حيث:
قال الله سبحانه وتعالى: “وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.
ويوجد دليل آخر وردنا عن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال:
“لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة”.
متى يجوز القتل في الإسلام

يُعد القتال واجب في حال أن وجه الوالي أو الحاكم أو الملك الأمر بالقتال، وذلك لأن الله عز وجل قد منح الحاكم الكثير من الأمور والصلاحيات في زمن الصحابة الذين كانوا يأمرون الناس بالقتال، حيث أن هذه الحالة هي الفريدة من نوعها التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى بالقتال في وجه أعداء الدين، ولكن ما حرمه الله عز وجل هو قتال الناس ضد بعضهم البعض من أجل الحصول على الكرس والنصب أو من اجل امرأة والعديد من الأمور الأخرى التي تُساهم في نشوب القتال بين الناس.
ما حكم القتل من أجل الشرف

من الجدير بالذكر ان النفس الإنسانية قد حفظها الله سبحانه وتعالى في الإسلام من أهم الأمور الخمس الواجب المحافظة عليها، حيث قال عز وجل:
“مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”.
وهذا يعني أن جميع تلك الأصول الفعلية تعني أنه لو تم ثبوت تُهمة الزنا على غير المحصنين سواء كان ذكر أو أنثى فلا يجوز ان يتم قتلهما وذلك كما رأى فقهاء الدين، وكل من قام بالاعتداء على هؤلاء بقتلهم فقد وقع تحت طائلة جريمة إزهاق النفس بغير حق مشروع، ولم يُقم أي حد ولا شرع في ذلك، بينما اذا تم توجيه جريمة الزنا للمحصن، فإن الإحكام الشرعية في الإسلام بما يتعلق بهذا الأمر تكون مبنية على اليقين واستبعاد الظن، وذلك لأن الزنا في الإسلام لا يتم إقامة حده إلا اذا ثبُت أمرين على المتهم وهما: البينة أي وجود شهود على الواقعة والإقرار، وبعد ان يتم ثبوت هاذين الامرين يتم تحويل المتهم الى سلطات القاضي التي تختص بتنفيذ الحدود والجرائم.
والى هنا نكون قد وصلنا الى نهاية هذا المقال، وذلك بعد أن تعرفنا على حكم قتل النفس بغير حق شرعي، حيث يُعد قتل النفس من اكبر الكبائر وأعظمها عند الله سبحانه وتعالى، كما علمنا متى يجوز القتل في الإسلام.