حديث الرسول عن الزواج والرزق، شملت أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم كافة مناحي الحياة، ووضحت الأمور الدنيوة الملازمة للانسان الى حتى مماته، والتي يفكر بها العقل وبتدابيرها والله تعالى متكفل بها، أبرزها الرزق والزواج، يعتبر كل منهما مما تكفل الله تعالى به لعبده، فلا شأن ولا تدخل للانسان بها ولا في أسبابها سوى السعي لها فقط، والحديث في مقال اليوم يدور حول ذكر حديث الرسول عن الزواج والرزق.
حديث الرسول عن الزواج والنسب
كون الزواج هو النواة الأولى لتكوين الأسرة المسلمة وتأسيسها؛ اهتم المنهج الاسلامي بالتشجيع عليه والترغيب فيه والبعد عن الترهيب من تركه، وفقاً لما ورد في السنة النبوية والقرآن والكريم، فجاء الترغيب بالزواج في قوله تعالى: ” وأنكِحُوا الأيامَى مِنكُم والصَّالِحينَ مِنْ عِبَادِكُم وإمائكُم إن يكُونُوا فُقَراءَ يُغنِهِم اللهُ مِن فَضلِهِ واللهُ واسعٌ علِيمٌ “، في الآية الكريمة أمر الهي يشجع على الزواج ويوعد الله تعالى بتيسير العقبات الاقتصادية على مره، وكشف القرآن الكريم وأوضح للعباد أن الزواج آية من آيات الله المفعمة بالرحمة وتعم كافة الناس بمختلف الديانات المسلم منها والكافر، تعمهم الرحمة والسكينة والاستقرار، فيقول الله تعالى: ” وَمِنْ آيَاتِهِ أنْ خَلَقَ لَكُم مِنْ أنفُسِكُمْ أزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إنَّ فِي ذلِكَ لأَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الزواج، قال عليه الصلاة والسلام: ” النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني”.
عن أبي حاتم المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير وفي رواية وفساد عريض قالوا يا رسول الله وإن كان فيه قال إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه قالها ثلاث مرات)
كيف يوزع الله الرزق
كيف يوزع الله الرزق
لا يوجد انسان على سطح الأرض لا تشغله قضية الرزق، ويركز تفكيره بها ليلاً ونهاراً، وفي أي مجلس يكون محور الحديث هو ذاته المتعلق بقضية توفير المعيشة، وبالرجوع الى وجهة نظر الاسلام في الرزق، بجد انه حث المسلمين على العمل في كثير من المواضع القرآنية بكتاب لله عز وجل، ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” [التوبة :105] ، “هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور” الملك.
أرزاق العباد على الله تعالى، فلا رزاق سواه خلق كل عبد ومتكفل برزقه دون عناء أو مشقة، وجاء في الحديث القدسي : ” : “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم: أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله عز وجل، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه”.
تعتبر هذه القضية من أكثر القضايا التي يدور حولها الحديث في كافة المجالس، ومن أكثر القضايا التي ينشغل بها بال المسلم، ولكن الله تعالى تكفل بها مع السعي لها، وقمنا بتفصيل الأحاديث النبوية المذكورة على ذلك، والى هنا ننتهي من مقال اليوم ونصل الى الختام.