من القائل لن نصبر على طعام واحد، تعتبر سوة البقرة من فضائل السور القرآنية التي تناولت العديد من المحاور والمقاصد فيها، وبتدبر آياتها الكريمة يمكن استنتاج الكثير من الحكم والعبر التي أشارت اليها، بتمثيل القصص التي شملت هذه الحكم، ومقال اليوم يدور الحديث فيه حول احدى آيات هذه السورة الكريمة في كتاب الله عزوجل، تتبع لاحدى القصص المتضمنة لها، ونتابع السطور القليلة الآتية كي نرى من القائل لن نصبر على طعام واحد.
من القائل في الآية الكريمة لن نصبر على طعام واحد
في سورة البقرة وردت الآية الكريمة المطروحة، والقصة الأبرز من بين الأحداث الجارية فيها هي سبب تسميتها بهذا الاسم، حيث أن آياتها هي الوحيدة التي تناولت وذكرت قصَّة وحادثة القتل التي وقعت في بني اسرائيل في عهد موسى -عليه السَّلام- حيث أمرهم الله أن يذبحوا بقرة، ولعظم هذه السورة سُميت بِفُسطاط القُرآن، حيث انها شملت كافة الأحكام التي يحتاج الى العباد في الحياة الدنيا.
- في قوله تعالى بسورة البقرة ” لن نصبر على طعام واحد” في الآية 61، جاء”“وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ”.
- وذكر هذا النص الوارد على لسان بني اسرائيل، بتوجيههم هذا الحديث لنبي الله موسى عليه السلام.
قصة لن نصبر على طعام واحد كاملة
جاء القول على لسان قوم موسى عليه السلام، وهم بني اسرائيل، ونروي هنا أحداث القصة كاملة، كي يطلع عليها المتابع ويفهم مجرياتها وسبب القول الوارد في السؤال، كالتالي:
- في الوقت الذي خرج فيه بني اسرائيل قوم موسى من مصر الى التيه، الذي مكثوا فيه وقتاً طويلاً، يتناولون طعام كان عبارة عن “المن والسلوى” كما ورد في الآية الكريمة، والذي أكد عليه وأجمع عليه المفسرون هو ان المن طعام حلو المذاق كان يتناوله قوم النبي موسى، أما السلوى فهو عبارة عن ماء شبيه بالعسل.
- وبمكوثهم لفترة طويلة يعتمدون في طعامهم على هذا النوع من الغذاء الذي لا يوجد له بديل،شعروا بالملل وأرادو أن يتناولوا الأطعمة التي كانوا يتناولونها وهم في بلادهم مصر، فكانو هناك يأكلون العدس والبصل والبقول والقثاء والفوم.
- فاشتاق القوم الى نمط الحياة القديم في مصر وتناول الأطعمة المختلفة التي كانوا قديماً يأكلونها، وطلبوا من نبي الله موسى عليه السام ان يطلب من ربه أن يُخرج لهم من الأرض هذه النباتات كي يكون لديهم القدرة على استكمال عيشهم.
- فقال “أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير” أي هل تودون في تناول هذه الأكلات التي لا تُقارن مع الطعام اللذيذ الذي تتناولونه، وهو عبارة عن توبيخ لهم انهم ذات أنفس دنيئة تترك الأفضل وتهفوا إلى الأقل فقال لهم الله تعالى: اهبطوا مصرًا فإن لكم ما سألتم، أي عودوا إلى مصر فإن طعامكم الذي ترغبون فيه قد وجد فيها.
والى هنا ننتهي من توضيح قصة الآية الكريمة في سورة البقرة، وقمنا بتحديد موضعها بسورة البقرة باكتاب الله تعالى، في سياق التعرف على من القائل لن نصبر على طعام واحد.