هل الدروز يصومون رمضان، الصوم هو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، ويعني الإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من بزوغ الفجر وحتى غروب الشمس، وهو فريضة على كل مسلم بالغ عاقل قادر، وله فوائد عديدة من الناحية الصحية والبدنية للفرد، وكذلك فوائد اجتماعية، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن الصيام يسهم في الحفاظ على صحة وسلامة الجسم، وتوازن العناصر الغذائية فيه، ومن فوائده الاجتماعية أنه يربي النفس على الصبر والتحمل، ومقاومة الشهوات، وينمي فينا الشعور بالآخرين، وقد فرض الله تعالى الصيام على المسلمين في شهر رمضان المبارك، ولما ظهرت الطوائف في الإسلام، فإن هنالك بعضًا منهم لا يصومون شهر رمضان، لذلك ظهر التساؤل هل الدروز يصومون رمضان بشكل كبير، لذلك سنقوم بالإجابة عليه من خلال هذا المقال.
هل الدروز مسلمين

يعود أصل الدروز أو الطائفة الدرزية إلى الطائفة الاسماعيلية، وهي أحد المذاهب الإسلامية، وقد قام بتأسيسها محمد بن إسماعيل الدرزي، ولُقب بالدرزي نسبة إلى (أولاد الدرزة) التي تعني صانعي الثياب، وقد نشأت الطائفة الدرزية في القرن الحادي عشر، في عصر أبي علي المنصور الفاطمي، الذي يُلقب ب”الحاكم بأمر الله”، وهو سادس الخلفاء الفاطميين، حيث تولى حكم مصر في القرن السادس الهجري، ومن المعروف أن الطائفة الدرزية يعتريها الغموض، حيث تُعتبر من الطوائف الباطنية المغلقة، التي تتعمد التكتم والتعتيم على معتقداتها، ويمر الدرزي حين اعتناقه للطائفة بعدة مراحل ودرجات، ونجد الدروز في مناطق من سوريا ولبنان وفلسطين، ويسمي الدروز أنفسهم بالموحدين، نسبة إلى دين التوحيد وهو الدين الإسلامي، ويفضلون هذا الاسم “المحدين” عن تسميتهم بالدروز.
عقائد الدروز

للطائفة الدرزية عدد من المعتقدات الخاصة بهم وحدهم، ومن الجدير بالذكر أن الدروز لا يعلّمون أبناء الطائفة معتقداتهم إلا بعد بلوغهم سن الأربعين، وأهم عقائد الدروز ما يلي:
- الاعتقاد بوحدانية الله عز وجل، فهم يؤمنون أن الله واحد أحد، لا إله إلا هو، ولا معبود سواه، وأنه هو الحاكم الفعلي والأزلي للكون وما عليه.
- الإيمان بسرية أفكارهم، فلا يقومون بنشرونها أمام الناس، كما لا يقومون بتعليمها لأبنائهم إلا عند بلوغهم سن الأربعين.
- يؤمن الدروز بالوصايا السبع، وهي:
- صدق اللسان
- حفظ الإخوان
- ترك عبادة العدم والبهتان
- البراءة من الأبالسة والطغيان
- التوحيد لمولانا في كل عصر وزمان
- الرضا بفعل مولانا كيف ما كان
- التسليم لأمر مولانا في السر والحدثان.
- يعتبر الدروز ميثاق ولي الزمان هو المدخل لديانة التوحيد للطائفة الدرزية، والعهد الأبدي معها، والمقصود بميثاق ولي الزمان هو العهد أو القسم الذي يصبح به الموحد موحدًا أو الدرزي درزياً.
- يُقر الدروز بالقرآن الكريم ويؤومنون به، لكن يتبعون في تفسيره المعاني الباطنية، دون المعاني الواضحة في النص القرآني، ولهم كتاب خاص لتفسير القرآن الكريم، وهو كتاب رسائل الحكمة، من تأليف حمزة بن علي بن أحمد، ويحتوي هذا الكتاب مائة وأحد عشر رسالة في تفسير القرآن الكريم .
- يعتقد الدروز بمبدأ “الحلول”، والذي يعني أن الله عز وجل حِلٌّ في علي رضي الله عنه، ثم حِلٌّ في أولاده بعده واحدًا تلو الآخر، وحِلٌّ أيضًا في الحاكم العبيدي أبي على المنصور ابن العزيز، كما أنهم يؤمنون برجعة الحاكم، حيث أنه يغيب ويظهر.
- يؤمن الدروز كذلك بمذهب التقية، أي أنهم لا يظهرون حقيقة مذهبهم إلا لمن كان منهم، ولا يقومون بإفشاء أسرارهم إلا لمن أمنوه من جماعتهم.
- لا يؤمن الدروز بأي نبي من أنبياء الله، ويؤمنون أن كتاب الحكمة نزل على سلمان الفارسي، وكتاب الحكمة هو عبارة عن كتاب فلسفي يتكون من ستة أجزاء.
هل يصوم الدروز شهر رمضان

لا يصوم الدروز شهر رمضان، لاعتقادهم بأنهم غير مكلفين بالعبادات، وقد أسقطت عنهم العديد من الفرائض التي أمر بها الله عز وجل، حيث أن أصل الطائفة الدرزية فرقة خرجت عن الإسلام في عصر الحاكم بأمر الله العبيدي، وكانت هذه الفرقة ذات غلو، فقد اعتقدوا وآمنوا بأن الله عز وجل قد حل بالحاكم العبيدي، وهذا هو عين الشرك، وقد خلط مذهب الدروز بين مذهب الشيعة والنصيرية والعلوية والباطنية، ولا يؤمنون بوجوب الصيام ولا بغيره من أركان الإسلام والفرائض التي أمر بها الله عز وجل، ويعترف الدروز غالبًا بأنهم ليسوا مسلمين.
وفي ضوء ما سبق، اتضح أن الدروز لا ينتمون إلى الدين الإسلامي بِصِلة، ومعتقداتهم في مجملها باطلة، لأن الدين عند الله الإسلام، ومن يبتغي غير الإسلام دينًا فلا يُقبَل له عمل.