تاريخ تأسيس الدولة السعودية الأولى، تُعد المملكة العربية السعودية أكبر الدول العربية من حيث المساحة، وتقع في شبه الجزيرة العربية، وهي أحد الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، وتنقسم المملكة العربية السعودية إلى ثلاث عشرة منطقة إدارية، وذلك لتسهيل إدارتها، بحيث لكل منطقة إدارية أمير تخضع لحكمه، ويندرج تحت كل منطقة إدارية من هذه المناطق عدد من المدن والمحافظات، وتحتل المملكة العربية السعودية مكانة كبيرة لدى العرب والمسلمين في جميع بقاع الأرض، حيث تحتوي على العديد من الأماكن الدينية المقدسة، مثل الكعبة المشرفة قبلة المسلمين، والمسجد الحرام والمسجد النبوي وغيرها، كما أن لموقعها الجغرافي المميز أهمية اقتصادية كبيرة، لذلك نجد العرب والمسلمين في مختلف بقاع الأرض يهتمون بمعرفة تاريخ المملكة العربية السعودية، الذي مر بثلاث مراحل تأسيسية، وهي الدولة السعودية الأولى، الدولة السعودية الثانية، والدولة السعودية الثالثة التي تعرف الآن بالمملكة العربية السعودية، الأمر الذي أدى إلى انتشار البحث عن تاريخ تاسيس الدولة السعودية الأولى.
متى تأسست الدولة السعودية الأولى

قامت الدولة السعودية الأولى في شبه الجزيرة العربية في عام 1157ه، 1744م، وذلك عقب اتفاق عقد بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب والامير محمد بن سعود، تم بموجب هذا الاتفاق تكوين وحدة سياسية كبيرة في إقليم نجد، تخضع لقوانين ونظم واحدة، وظلت هذه الدولة قائمة حتى عام 1233ه، 1818م، حين تمكن والي مصر إبراهيم باشا من إسقاطها، بعد أن استطاع الاستيلاء على الدرعية التي كانت عاصمة الدولة السعودية الاولى، وتوالى على حكم الدولة السعودية الأولى أربعة حُكام، وقد كان للدولة السعودية الأولى منذ بداية تأسيسها دور مهم وأثر بعيد المدى في التغير الحاصل في شبه الجزيرة العربية في مجالات الحياة المختلفة، بما يشمل السياسة، الاقتصاد، الاجتماع، والثقافة، حيث عملت هذه الدولة على توحيد الكيانات الصغيرة الموجودة في إقليم نجد، وليس هذا فحسب، إنما امتد نفوذها على غالبية أجزاء شبه الجزيرة العربية.
تسمية الدولة السعودية الأولى

تم تسمية الدولة السعودية الأولى بتسمية معاصرة، كما كانت التسمية للدولتين اللاحقتين، وقد قام المؤرخون بتقسيم الدولة السعودية الأولى إلى أقسام ثلاثة، تبعًا للأدوار التي قامت بها خلال مراحل نشأتها وتأسيسها، فلم يكن يُستخدم مصطلح “السعودية” في زمن المؤسس الأول لها محمد بن سعود، بينما كان الاستخدام الأول لهذا الاسم في عهد عبد العزيز آل سعود، الذي يعد مؤسس الدولة السعودية الحديثة، والمعروفة حاليًا باسم “المملكة العربية السعودية”، أما البلاد التي كانت تخضع لحكم محمد بن سعود، فكانت تسمى -حسب تاريخ ابن بشر المعاصر- ب”الدرعية” و “العارض”، في حين كان يسمى الشعب ب”أهل الدرعية” و”أهل العارض”، ثم تم استعمال تسمية “نجد” و “أهل نجد” بعد توسع البلاد تحت لواء الدعوة، حيث الأقاليم والبلاد التي كانت تنضم إلى الدعوة كانت تُعرف بأسمائها الخاصة.
قيام الدولة السعودية الأولى

بعد أن تلقى الشيخ محمد بن عبد الوهاب علومه في القرآن والدين على يد كبار علماء المسلمين في المنطقة آنذاك، توجه إلى الدرعية، فتوافد عليه الطلاب، وكان من بينهم ثنيان بن سعود ومشاري بن سعود، أخوة أمير الدرعية محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، ولم يكن الأمير محمد بن سعود يهتم للشيخ محمد بن عبد الوهاب في بادئ الأمر، إلى أن طلبت منه زوجته الأميرة موضي بنت أبي وهطان الذهاب الى الشيخ ونصرته، وقد طلب أشقاء الأمير ثنيان ومشاري من الأمير أن يتوجه إلى الشيخ بنفسه، فالتقى الأمير محمد بن سعود بالشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقد كان الأمير محمد بن سعود يتخوف من أن يقوم الشيخ بمفارقته واستبداله بعد أن يقوم الأمير بنصرته، فكان رد الشيخ عليه بأن الدم بالدم والهدم بالهدم، فتم ما يُعرف باسم “ميثاق الدرعية” في عام 1157ه، 1744م، وكان هذا الميثاق هو بداية قيام الدولة السعودية الأولى، ومنه بدأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوته في الدرعية، في حين ركّز الأمير محمد بن سعود على أن يكون الأمن مُستتبًا في الدرعية، وأن يتم نشر الدعوة الإصلاحية فيها.
بذلك نكون قد أجملنا في هذا المقال تاريخ الدولة السعودية الأولى، وأجبنا على السؤال المتداول بكثرة حول تاريخ تاسيس الدولة السعودية الأولى، كما وأضفنا أهم المعلومات المتعلقة بمراحل تأسيس ونشأة المملكة العربية السعودية بمراحلها الثلاثة وفقًا للتاريخ الحديث.