كم عدد المسلمين في اوكرانيا، ارتفعت حدة الصراع بين روسيا وأوكرانيا في الآونة الأخيرة، وتصاعدت وتيرة الأحداث بين البلدين المتنازعين، وتم إعلان الحرب بشكل رسمي على أوكرانيا، الأمر الذي زاد من الاهتمام العالمي بهذه القضية، فقد كثر البحث عنها في الساعات القليلة الماضية، حول سبب النزاع ودوافعه والأطراف المتنازعة والدول الوسيطة لهذا الصراع، ولعل كان اهتمام الشعوب في الشرق الأوسط له دوافعه الخاصة، حيث تؤثر هذه التوترات على العالم أجمع بما فيها دول الشرق الأوسط والعالم العربي، في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، ويهتم العرب والمسلمين في دول العالم المختلفة بإخوانهم المسلمين في البلاد التي تُشن الحرب ضدها، لذلك كان التساؤل بشكل كبير حول كم عدد المسلمين في اوكرانيا.
دولة أوكرانيا ويكيبيديا
تقع دولة أوكرانيا في شرق قارة أوروبا، تحدها روسيا من الشرق، ومن الشمال بيلاروسيا، ومن الجنوب البحر الأسود وبحر آزوف، ومن الجنوب الغربي مولدوفا ورومانيا، بولندا وسلوفاكيا والمجر من الغرب. وتُعد أوكرانيا واحدة من الدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة، وتعد مدينة كييف أكبر مدينة في أوكرانيا، وهي عاصمتها كذلك.
تعيش أوكرانيا أزمة سياسية مع روسيا منذ عام 2014م، حيث قامت القوات المسلحة الروسية بالسيطرة على شبه جزيرة القرم الجنوبية واحتلالها، ثم تم ضم شبه الجزيرة إلى إلى جسم روسيا الاتحادية بعدما أجري استفتاء بهذا الشأن، فيما اعتبرت أوكرانيا والمجتمع الدولي هذا العمل مخالف للقانون الدولي الإنساني، وفيه انتهاك لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها، وتصاعدت على إثر ذلك بعض المظاهرات المؤيدة لروسيا من قبل جماعات انفصالية موالية لروسيا ومدعومة منها في منطقة دونباس في شرق البلاد، ما أدى إلى قيام صراع مسلح بين الانفصاليين الدعومين من روسيا والحكومة الأوكرانية.
الأزمة بين روسيا وأوكرانيا
تصاعدت وتيرة الأحداث في الآونة الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا، وازدادت حدة الصراع بشكل مخيف، وبصورة تهدد الأمن الأوروبي كاملًا، وقد يكون لها تأثير على العالم أجمع، حيث تجد بعض التخوفات من قيام حرب عالمية ثالثة تشارك فيها القوى العسكرية العظمى في العالم، في حين تتدخل بعض الدول الغربية والمنظمات العالمية للتخفيف من شدة النزاع، وتكون وسيطًا في محادثات التفاوض بين البلدين، وقد بدأ الصراع بين روسيا وأوكرانيا في عام 2014م، واستمر منذ ثماني سنوات حتى اليوم بلا انقطاع، وقد كانت شرارة هذه الأزمة عندما سيطرت روسيا على شبه جزيرة القرم الجنوبية، وضمتها إلى أراضيها، الأمر الذي أثار غضب أوكرانيا والمجتمع الدولي، باعتباره انتهاكًا لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها، فيما اندلعت مظاهرات في أوكرانيا من قبل الانفصاليين الموالين لروسيا، وبدأ الصراع بين الجيش الأوكراني والجماعات الانفصالية، وبعد ذلك، في شهر أغسطس من نفسالعام، قامت المدرعات الروسية بالعبور من حدود دونيتسك، وهُزم الجيش الأوكراني، وبقيت دونيتسك ولوهنسك تخضع لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا.
كم عدد المسلمين في أوكرانيا
دخل الإسلام إلى اوكرانيا في النصف الأول من القرن العاشر، عن طريق التجار المسلمين والرحالة الذين كانت لهم زيارات إلى مدينة كييف، وبدأ توافد المسلمين إليها في القرن الحادي عشر، في الفترة التي عملت فيها الجاليات الإسلامية في العاصمة الأوكرانية كييف، بحيث دخلها المسلمون من خلال طريقين، الأول من جهة جمهوية تركيا والبلدان العربية التي تحد أةكرانيا من الجنوب، أما الطريق الثاني فهو من جهة الشرق، من بلاد الفولجا والقوقاز.
ووصل عدد المسلمين خلال عام 2020 إلى ما يقارب ال 393 ألف نسمة، ويُشكّلون ما نسبته 6% من إجمالي عدد سكان أوكرانيا، وكان من المتوقع أن يزددا عدد السكان المسلمين في أوكرانيا خلال عام 2025م ليصل إلى ما يقارب النصف مليون نسنة، حيث أوضحت التقارير أن أعداد المسلمين في بلاد أوكرانيا في تزايد مستمر، بالرغم من انخفاض عدد السكان الأصليين في البلاد بمرور الوقت، ويُذكَر أن معظم المسلمين الذين يسكنون أوكرانيا يعود أصلهم إلى تاتار القرم.
وتجدر الإشارة إلى أن يتكون المسلمين في أوكرانيا من مجموعات عرقية مختلفة، لكن معظمهم من أصل التتار، كما تواجدت مستوطنة صغير من مسلمي الشيشان الذثين لجأوا إلى شبه جزيرة القرم وبعض أجزاء من أوكرانيا، وازداد انتشار المسلمين في البلاد مع مرور الوقت، ليُشكّلوا 445 مجتمع، وقاموا ببناء ما يقارب 160 مسجد، وبينما تشير الدراسات إلى وصول عدد المسلمين الأوكرانيين إلى 393 ألف نسمة، ينفي هذه الإحصائيات المجلس الديني لمسلمي أوكرانيا، مُكّدًا على أن أعداد المسلمين في أوكرانيا قد وصلت إلى مليوني نسمة منذ العام 2209م.