هل الشيشان دولة مستقلة

هل الشيشان دولة مستقلة، بعد تصاعد وتيرة الأحداث فيما يتعلق بالأزمة بين روسيا وأوكرانيا في الآونة الأخيرة، وبعد إعلان التصعيد من جهة روسيا ممثلة برئيسها فلاديمير بوتين، الذي شن عمليةً عسكريةً ضد روسيا منذ بضع أيامٍ خلت، الأمر الذي بات تهديدًا للأمن الأوروبي والعالمي بشكلٍ عام، حيث أصبح العالم كله يقف على قدمٍ وساق في ترقب مجريات الأحداث الحاصلة في البلدين، فيما تسعى بعض الدول إلى التدخل كوسيط بين البلدين لحل النزاع و وقف العملية العسكرية، بينما تقف دول أخرى مواقف انحيازية غير محايدة، ومنها دولة الشيشان، حيث أعلنت الدولة ممثلة برئيسها عن تحالفها مع روسيا ضد أوكرانيا، وأقرّت بأن عددًا من قوّاتها تمركزوا في مناطق ساخنة في الأراضي الأوكرانية، الأمر الذي دفع الكثير من الناس للبحث عن أصل وتاريخ هذه الدولة ومدى قوّتها على الساحة السياسية والاقتصادية والعسكرية، فيما كان السؤال الأكثر شيوعًا فيما يخص الشيشان هو هل الشيشان دولة مستقلة.

جمهورية الشيشان ويكيبيديا

جمهورية الشيشان ويكيبيديا
جمهورية الشيشان ويكيبيديا

تعد الشيشان واحدة من الجمهوريات الاتحادية في روسيا، وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من منطقة جبال القوقاز، التي يمتد طولها إلى 60 ميل باتجاه الشرق بين بحر قزوين شرقًا والبحر الأسود غربًا، وتبعد الشيشان مسافة تقارب 1000 ميل إلى الجنوب من العاصمة الاتحادية موسكو، ويحدها من الجنوب داغستان وجورجيا، فيما يحدا شمالًا داغستان وكراي ستافروبول، وأنجوشيا وأوسيتا الشمالية من الغرب.
أما عن موقعها الجغرافي فهي تقع بين خطي طول 44درجة و47 درجة شرقًا، وبين دائرتي عرض 42 درجة و 45 درجة شمالًا، ويبلغ عدد سكان دولة الشيشان حوالي 1.3 مليون نسمة، يعتنق معظمهم الديانة الإسلامية، على مساحة تبلغ 15,800 كيلو متر مربع.
وتعتبر الشيشان-أنجوش ذاتية الحكم، فيما تم تقسيمها إلى جزئين بعدما تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991م، وكان القسمين هما جمهورية أنجوشيا وجمهوية الشيشان التي سميت ب”جمهورية إشكيريا الشيشانية”، وقد سعت هذه الجمهورية لنيل الاستقلال.

استقلال جمهورية الشيشان

استقلال جمهورية الشيشان
استقلال جمهورية الشيشان

قامت الحرب الشيشانية ضد روسيا، وعلى إثرها نالت الشيشان استقلالها بفرض الأمر الواقع، لكن الأمر اختلف بعد الحرب الشيشانية الثانية، وقد عادت السلطة الروسية، التي بدأت منذ ذلك الحين بعمليات إعادة الإعمار، فيما تحدث بعض الاشتباكات بشكل متقطع في المناطق الجبلية والمناطق الجنوبية من جمهورية الشيشان.
وكان عدد سكان بلاد الشيشان قبل التقسيم في عام 1989 حوالي 1.25 مليون نسمة، وكانت نسبة السكان الشيشان تشكل 70.7% من إجنالي نسبة السكان في البلاد التي تضم الشيشان والإنغوش.

ديانة جمهورية الشيشان

ديانة جمهورية الشيشان
ديانة جمهورية الشيشان

تعد الديانة الظغسلامية هي الديانة الأكثر انتشارًا بين سكان الشيشان، وقد عرفوا الإسلام عن طريق التجار العرب قبل حوالي ألف عام، ويوجد في العاصمة الشيشانية غروزني مسجدًا يعتبر من أكبر المساجد في قارة أوروبا، ويغلب على السكان المسلمين في الشيشان نهج الصوفية السنية، وأبرزها القادرية والنقشبندية، في حين يسكن الشيشان بعض الأقليات الروسية الأصل التي تدين بالديانة المسيحية الأرثوذكسية، يصل عددهم إلى 25,000 نسمة، فيما توجد أقلية أخرى أرمنية.
وقد كانت الوثنية هي الديانة السائدة في الشيشان، وفي القرن الأول الميلادي انتشرت فيها الديانة المسيحية، حتى أتى زمن الفتوحات الإسلامية، تحديدًا في القرن الهجري الأول، وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب على وجه الخصوص، فتوجهت هذه الفتوحات بشكل أساسي نحو بلاد القوقاز، واستمرت على طول حكم الدولة الأموية والدولة العباسية، وبرغم من الجهود الكبيرة المبذولة في نشر الدين الإسلامي ي هذه البلاد إلا أن انتشاره كان يسير بشكل بطيء في المنطقة الشمالية من بلاد القوقاز، والشيشان تحديدًا، بسبب طبيعة تضاريسها الجبلية الوعرة بالإضافة إلى وجود الغابات الكثيفة.

وتجدر الإشارة إلى أن اللغة الشيشانية هي اللغة السائدة في جمهورية الشيشان، بالإضافة إلى اللغة الروسية، فهما اللغتان القوميتان لشعب الشيشان، وينطق بها حوالي 1.3 مليون نسمة من سكان الشيشان وداغستان.
وتعد غروزني هي العاصمة الشيشانية، وقد تم إنشاؤها في عام 1818م لتُشكّل قلعة عسكرية، ويتألف اسم الدولة من شقّين، الشق الأول منها يعني “نهر صونج” والثاني “مدينة”، وتعني تسميتها “المدينة الواقعة على نهر صونج”.

 

 

 

 

Scroll to Top