ما هي أنواع الحب، يعد الحب من أسمى المشاعر الإنسانية التي يعبر بها الشخص لآخر عن عواطفه الداخلية، إذ أن الحب لا يكون فقط بين فتاة وشاب، بل أن هنالك عدة أنواع من الحب يمكن أن تكون بغير مفهوم العشق، ويتم التعبير عن الحب بعدة أشكال وأساليب يتبعها الإنسان ليعبر للشخص الآخر عن الحب، مثل جلب الهدايا أو الورود أو الكلمات الجميلة والرسائل المعبرة، وفيما يلي سوف نستعرض ما هي أنواع الحب.
أهم أنواع الحب
الحب لا يقتصر على مفهوم محدد ومحدود، فهو شعور لا إرادي في القلب وهو تجاه أشخاص معينين مثل الأب والأم والأخ والصديق والحبيب والزوج، وهو شعور يدعونا إلى العطاء بدونه التفكير في هذه الفهرسة سوف أضع بعض الأنواع التي تلخص معناه الحقيقي.
حب الله
محبة الله سبحانه وتعالى هي المحبة التي نطلق عليها الحب الروحي، وفيه يكون العبد على علاقة وثيقة بربه، ويجب أن يكون حبك لله مستمرًا في جميع مراحل الحياة التي يمر بها الإنسان، وكما نعلم ؛ محبة الله تعالى موجودة في الفطرة الفطرية بدأ أنبياء مثل إبراهيم عليه السلام في البحث عن الخالق دون أن يخبره أحد، فابتدأ يتأمل ويحلل، وأخذته طبيعته وتأمّله ليعرف أن الله تعالى هو رب السماوات والأرض، هو الذي خلقنا وخلق الشمس والقمر وخلق السماء والنار لذلك يجب أن نحب الله تعالى، ونتقيه، ونحبه بقلب نقي وصادق للفوز بالسماء وكذلك يجب أن نحب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مثال المسلمين وشفيعنا يوم القيامة لننال شفاعته ونشرب من يديه الطاهرتين من الحوض، يجب أن نحبه، ونتبع سنته، ونؤمن بما جاء به، ونفعل ما أمر الله به، ونحب الله بقلب سليم وأن نيتنا في فعل أي شيء هو خالص لله، وأن نشعر بحضور الخالق، وأن نصلي بخوف عندما نقف بين يدي الله عز وجل.
حب الأم والأب
عندما يولد الطفل لا يملك إلا الغرائز التي تجعله يذهب لوالدته وحده ليأكل منها ومن والده الذي يفصله عن كل الناس في بداية مراحل حياة الطفل، حبه الوحيد لأمه وأبيه هو وهو حريص على التمسك بهما، ويتمنى البقاء بجانبهما طوال الوقت ؛ ليشعروا بحبهم وعاطفتهم تجاهه في السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل يكون الطفل راضياً عن حب أمه وأبيه ولا ينظر إلى حب من حوله، فلا ينظر إلى حب أقاربه، لذلك فإن الأم و الأب بالنسبة له مثل عالم خاص ؛ لذلك يجب على الأم والأب رعاية الطفل في هذا العمر وإعطائه كل ما يحتاجه من حب وحنان، وإذا لم يحدث ذلك ؛ وينعكس ذلك على سلوك الطفل عندما يكبر فيكون ضعيفًا في الشخصية أو باردًا وقاسيًا لا يسمح لأحد بالاقتراب منه ومعرفة ما بداخله.
حب الأسرة والأقارب
يسعى الناس لكسب حب من حولهم من الوالدين، مثل الإخوة والأخوات والأعمام والأقارب، وذلك لضمان قدرته على كسب قلوب من حوله بعد أن نجح في قدرته على كسب حب والدته ووالده، فيبدأ في بناء العلاقات وصداقة الأقرباء إليه في الشخصية والأفكار، بحيث تصبح شريحة من يحبهم أكبر، يجب على الآباء توعية أطفالهم بأهمية الحب المتبادل بين الإخوة والأخوات الذين يمكنهم الإنفاق أجمل الأوقات مع بعضنا البعض، والوقوف بجانب بعضنا البعض في أوقات الشدة.
حب الأصدقاء
يوجد في البيئة من حولك العديد من الأشخاص والشخصيات المختلفة، قد تريح نفسك بأشخاص تعرفهم لفترة قصيرة، وقد تنفر نفسك من الآخرين من الأشخاص من حولك في الدراسة والعمل ؛ ويرجع ذلك لعدة أسباب منها الانسجام مع هذا الشخص، بحيث تصبح هناك صداقة بينك وبين الفرد يشعر أنه يحتاج إلى بناء علاقات وصداقات لتعزيز قدرتك على إقامة علاقات اجتماعية، وهذا في المرحلة العمرية تسمى ( مرحلة المراهقة)، حيث يبتعد الفرد عمداً عن قشرة المنزل والوالدين والأقارب وأن يكون وحيدًا مع الأصدقاء والأشخاص الذين يختارهم بنفسه وفقًا لذوقه الخاص ؛ هذا لقياس قدرته على بناء العلاقات الاجتماعية ؛ ولتعزيز ثقته بنفسه بأنه شخص مهم ولديه من يحبه ويعتني به.
حب النفس
كل منا لديه مساحة بداخله ليترك نفسه ليحبه ويعتني به ويحب نفسه في حاجتك لمعرفة ما تريد وما تحتاجه في أي مرحلة من مراحل بناء الشخصية، وبناء شخصيتك بشكل متعمد ؛ لتشعر بالثقة في نفسك وقدرتك على تحقيق ما تريد ؛ ولكي تعرف أنك شخص يستحق الثناء فكما نعلم كيف يمكن لشخص أن يحبك إذا كنت لا تحب نفسك أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين نحبهم أكثر من غيرهم هم أشخاص يتمتعون بشخصية تحمل الثقة واحترام الذات، لذلك لكي تجعل شخصًا ما يحبك، يجب أن تحب نفسك وهذا سيجعلك أكثر قيمة لمن حولك، و هذا يجعلك أكثر إفادة وجاذبية.
حب عاطفي
الحب العاطفي الذي يحدث بين الرجل والمرأة من أهم أنواع الحب الذي يكون محط الاهتمام والانتباه الحب العاطفي الذي ينشأ بين الرجل والمرأة من أهم الأنواع ؛ لأن المشاعر فيه متفجرة ويسعى الطرفان لإظهار كل معاني الحب له، وعلاقة الحب بين الطرفين تمر بالعديد من التحديات التي تجعله يكبر أكثر أو ينتهي بالإضافة إلى تحديات البيئة المحيطة، هناك تحديات تواجه كلا الطرفين ؛ بسبب الاختلاف في المزاج والعادات لكل من الطرفين، فإن أكثرها تعقيدًا هو دورة الحب التي تبدأ بالدفء والسعادة الكبيرة التي تغمر الطرفين في بداية العلاقة أو بداية الخطوبة، ثم الحركات إلى المرحلة الثانية التي تبدأ فيها المناوشات والمشاكل بالنسبة لعيوب الآخر، في المرحلة الثانية، يبدأ كل طرف في التعرف على عيوب الآخر، ويبدأ في تغييرها، أو التكيف معها تعود الحياة إلى طبيعتها واستقرارها، وتنسجم حياة الطرفين الحب العاطفي له أنواع عديدة، مثل الحب التلقائي غير المشروط بأي غرض وهدف هذا الحب بلا سبب هو حب حقيقي ودائم ؛ لأن الحب سبب يختفي عند زوال السبب، أما الحب الصافي الناتج عن الانسجام والرضا في شريكك فهو الحب الحقيقي، وهناك حب للتملك تريد أن تمتلك الطرف الآخر فيه، وهو كذلك على غرار الحب الأناني الذي يسعى فيه الطرف الآخر إلى إرضاء نفسه، وفيه حب من جهة وفيه الحب لا مقابل.
حب الأولاد والأبناء
بما أن الجنين يخلق في بطن أمه، فإن أسرته تشعر بالسعادة التي تغمرها ؛ لأن الله سيباركهم بواحدة من بركاته فتبتدئ قلوبهم تنبض هذا انتظارًا لولادة الولادة الجديدة، فيقبلونها بمحبة عظيمة يحب الأب والأم أطفالهما أكثر مما يحبون أنفسهم، لذلك يفعلون كل شيء لتوفير وسائل السعادة لأطفالهم وتلبية جميع طلباتهم ؛ من أجل الاستمتاع بحياة جميلة وسعيدة، يقوم الآباء بتدليل أطفالهم، فعندما يكبر الشخص ويبلغ من العمر ما يقرب من ثلاثين عامًا، يشعر أنه في حاجة ماسة إلى طفل يعتني به ويمنحه كل ما يلزم الحب الذي في قلبه يحتاج إلى طفل لتدليله ومداعبته وتربيته ؛ أن تصبح بالغًا يساعدها ويعولها، ويشعر الأب في هذا العمر أيضًا أنه بحاجة لمن يحمل اسمه، ويتعلم منه، ويقلده، ويكون جزءًا من جسده يحمل صفاته، أو طفلًا التي تدلل والدها ووالدتها وترفق عليهما وتعطي البيت جو من المرح والبهجة.
تلك هي أبرز وأهم أنواع الحب التي نعيشها في الواقع وليست محض خيال، إذ نصادف في حياتنا اليومية مثل هذه الأنواع من الحب، والتي نعبر من خلالها عن الحب للأشخاص اللذين حولنا، فلا يشترط أن يكون الحب بجلب الهدايا فقط، إنما يمكن أن يكون بالاهتمام والاحترام والتقدير للطرف الآخر.