هل يستحب صيام اول شعبان

هل يستحب صيام اول شعبان، يجأ المسلم في الحكم على الأمور التي يشك في صحّتها أو صدقها أو إمكانية العمل بها إلى إخضاعها إلى أحكام الشريعة الإسلامية، بمصادرها الرئيسية، وهي القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث أن هذان المصدران هما الأساس الذي يعتمد عليه المسلمون وعلماء الدين في الحكم على المسائل الدينية والدنيوية، وإصدار الفتاوى والأحكام الشرعية والفقهية، ومن المعروف فب أحكام الشريعة الإسلامية أن الصيام عبادة يتقرب بها المسلم إلى ربه، وينال عليها الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، لما له من فضائل وفوائد على النفس والأمة الإسلامية، وفي أحكام الصيام فإن هنالك صوم واجب وفرض وهو صيام شهر رمضان الذي يعد ركنًا من أركان الإسلام، وهناك الصيام المندوب مثل يوم عرفة ويومي الإثنين والخميس وغيره، وهنالك أوقات يُكره فيها الصيام سنتناولها في هذا المقال، ومع اقتراب أول أيام شهر شعبان، فقد شاع البحث عن هذه الأيام المباركة والأحكام التي وردت فيها، ومنها السؤال المتكرر حول هل يستحب صيام اول شعبان.

حكم صيام أول شعبان

حكم صيام أول شعبان
حكم صيام أول شعبان

ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يكثر من الصيام في شهر شعبان، لذلك فإن حكم صيام أول أي شهر شعبان مستحب، كما أن الصيام مستحب في أيام هذا الشهر بشكل عام مستحب، دون تحديد أيام معينة منه على وجه الخصوص، فلا فرق في فضل الصيام في الأيام الخمسة عشر الأولى من الشهر، إن كنتَ تصوم أولها أو نصفها أو آخرها، أما النصف الثاني من شهر شعبان فإن الصيام فيه مكروه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “اذا انتصف شعبان فلا تصوموا”، وهذا الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يتنافى مع فضل صيام شهر شعبان، فالمقصود منه عدم البدء بالصيام بعد حلول منتصف شهر شعبان، فهو أمر محرم شرعًا، باستثناء من كان عليه صيام قضاء واجب أو كفارة، أما من كانت له عادة قبل شعبان بالصيام، مثل أن يصوم الإثنين والخميس، أو صيام الأيام الستة البيض، وصادفت هذه العادة بعد منتصف شعبان، فلا حرج عليه بالصيام، وكذلك من بدأ بصيام شعبان من أوله، فلا حرج عليه أن يصوم بعد منتصفه.

فضل صيام شهر شعبان

فضل صيام شهر شعبان
فضل صيام شهر شعبان

كان شهر شعبان واحدًا من الشهور التي يكثر فيها النبي صلى الله عليه وسلم من الصيام، حتى أنه لم يُذكر أن النبي عليه الصلاة والسلام قد صام شهرًا أكثر من شعبان، فقد كان عليه أفضل الصلاة والتسليم يصومه جُله أو كله، وذلك لأن شهر شعبان شهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله، وكان النبي يحب أن ترفع أعماله وهو صائم، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عددًا من الأحاديث الصحيحة في فضل صيام شهر شعبان، ونذكر منها ما يلي:

  • ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: “لمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أكْثَرَ مِن شَعْبَانَ، فإنَّه كانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ وَكانَ يقولُ: خُذُوا مِنَ العَمَلِ ما تُطِيقُونَ، فإنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا”.
  • رُوي عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- أنَّه قال: “يا رسولَ اللَّهِ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ، قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ”.

حكم صيام النصف الثاني من شعبان

حكم صيام النصف الثاني من شعبان
حكم صيام النصف الثاني من شعبان

مع أن شهر شعبان هو أحد الشهور المباركة التي ترفع فيها الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، والصيام في أيامه له فضل عظيم، حيث يعد تهيئة لقدوم شهر رمضان والصيام فيه، ومع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم معظم أيامه، إلا أنه نهى عليه الصلاة والسلام عن البدء بالصيام في النصف الثاني من أيام شهر شعبان، فكما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا انتصف شعبان فلا تصوموا، مع استثناء بعض الحلالات التي يجوز فيها الصيام في النصف الثاني من شعبان، وهي:

  • أن تكون لدى المسلم عادة في الصيام مثل صوم يومي الإثنين والخميس، أو الأيام الستة البيض، وصدفت هذه العادة في النصف الثاني من شهر شعبان، فلا حرج عليه بالصيام، كما أنه من بدأ بصيام شعبان من أوله يجوز له استمرار الصيام حتى آخره.
  • أن يكون على الشخص صوم قضاء واجب
  • أن يكون على الشخص كفارة يمين أو أي كفارة أخرى واجبة.
  • أن يكون المسلم قد نذر شيئًا بأن يصوم يوم كذا لو حدث، وصادف هذا اليوم بعد منتصف شعبان، فيجوز له الصيام.

كما وأوضحت دار الإفتاء في الفتوى بخصوص شهر شعبان أنه من الشهور التي لها شأن عظيم، ويعد كتهيئة للمسلم لاستقبال شهر رمضان، فأوصت دار الإفتاء باستغلاله جيدًا، كما أشارت إلى استحباب الإكثار من الصدقات في هذا الشهر، كما لفتت الانتباه إلى تجنب الغفلة عن هذا الشهر المبارك، الذي تحولت فيه القبلة من المسجد الأقصى في القدس إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة.

Scroll to Top