اين سكنت قبيلة طسم وجديس، تعد منطقة شبه الجزيرة العربية من أكثر المناطق التي كانت مأهولة بالسكان منذ القدم، من مختلف الأجناس والأعراق، حيث سكن المنطقة الكثير جدًا من القبائل التي توزعت في أنحاء شبه جزيرة العرب، وتمركز معظمهم في المملكة العربية السعودية، وكانت كل قبيلة تتمتع بمميزات خاصة تنفرد بها عن غيرها من القبائل، كما كانت هنالك عادات وتقاليد وثقافات خاصة لكل قبيلة، وبقيت بعض هذه القبائل حتى يومنا هذا لها شهرتها وكيانها في منطقة شبه الجزيرة العربية، وبقي اسمها خالدًا محفورًا على أرض المناطق التي سكنتها وعاشت فيها، وتعد قبيلة طسم وجديس واحدة من القبائل التي سكنت شبه الجزيرة العربية وحافظت على اسمها ووزنها في المنطقة إلى هذا اليوم، يظهر ذلك جليًا من خلال اهتمام الكثير من الناس بمعرفة أصول وعادات وصفات هذه القبيلة، بالإضافة إلى الكثير من المعلومات الأخرى المتعلقة بها، ونجد ذلك واضحًا من خلال تصدر اسم القبيلة لعناوين البحث على مختلف المتصفحات الإلكترونية عبر الإنترنت، والتي كان من أبرزها البحث عن اين سكنت قبيلة طسم وجديس.
قبيلة طسم وجديس

قبيلتا طسم وجديس هما قبيلتان كانتا تعيشان في الألفية الأولى قبل الميلاد، مثلهم مثل العماليق وعاد وثمود الذين كانت لهم حضاراتهم وعراقتهم في منطقة وسط شبه الجزيرة العربية، وكذلك فقد اتخذت قبيلة طسم وجديس من الجزيرة العربية موطنًا لهم، وبحسب ما ورد في كتب التأريخ فإن هاتان القبيلتان قد سكنتا منطقة اليمامة وما حولها، ومما يشاع بحسب ما رواه المؤرخون أن قبيلة جديس قد تم إذلالها من قبل قبيلة طسم في حكم رجل يُدعى عمليق، حيث كان لا تتزوج أنثى من قبيلة جديس إلا وتُقاد إلى عمليق، حاكم طسم، ليفترعها قبل زوجها، وكان سيد جديس آنذاك رجل يسمى الأسود بن عفار، ونتيجة لطغيان عمليق على القبيلة، فقد طال العار سيد جديس، وكانت تدعى شموس، الأمر الذي أدى إلى دفع أبناء جديس إلى قتل عمليق غدرًا، وقد قُتل على يد الأسود بن عفار نفسه، ليصبح حاكم طسم وجديس معًا، وقد حكم بين القبيلتين بالعدل.
حاكم طسم وجديس

حكم الاسود بن عفار قبيلتي طسم وجديس حكمًا عادلًا بعدما قام بقتل حاكم طسم السابق عمليق، لكن الأمر لم ينتهِ عند هذا الحد، فاستغاث رجل من طسم بحسان بن تبع الحميري، فأجاب له حسان طلبه، وتوجه معه نحو اليمامة، وحاولت حينئذٍ زرقاء اليمامة أن تنبّه قومها، لكنهم لم يصدقوها، فقُتل بعضٌ من قبيلة جديس على يد قبيلة طسم والحميريين، وبحسب ما تناقلته الأخبار الروائية فإن جديس قد دُكت منازلهم، لكن هذه الأخبار تحتمل وجود المبالغة الاسطورية.
ومما يُذكر أن حمير قد سقطت على يد سبأ في عام 110 قبل الميلاد، و ورثت مملكة قتبان بعد ذلك، وتعد قبيلة حمير من أتباع عم إله قتبان، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على العداء القديم بين سبأ وحمير، الذي انتهى بهزيمة سبأ، لأن حمير كان مدعومة من مملكة حضرموت، كندو، ومذحج.
ويُذكر أن اليمامة هي المنطقة الجنوبية الشرقية من شبه الجزيرة العربية، وتُعرف في الوقت الحالي باسم نجد، كما وتعبر اليمامة أحد أشهر المناطق التي عُرفت في العصر الجاهلي، حيث كانت مرسى لوقوع الكثير من الأحداث التاريخية والقصص الأسطورية، مثل قصة زرقاء اليمامة، وقصة قبيلتي طسم وجديس، وقد كانت هذه المنطقة مستقلة قبل الميلاد، حتى أصبحت في فترة ما بعد الميلاد تابعة إلى حكم مملكة كندة، وبقيت هكذا إلى أن جاء الإسلام، وقامت حروب الردة في تلك المناطق، حيث عاش في تلك المنطقة كل من مسيلمة الكذاب وسجاح التميمة، حتى مجيء العصر الأموي، ثم العباسي بعده، حتى أصبحت أخيرًا منطقة تابعة لنجد حتى يومنا هذا.